علاقة الحبشة بالعرب
ترجع علاقة الحبشة بالعرب إلى عصر عريق في القِدَم، يبتدئ من وقت أن عرف العرب حاجتهم إلى الرقيق؛ ليرعى إبلهم ويحلب نياقهم ويقوم بخدمتهم.
وقد كانت سفن اليمن تسطو على سواحل الحبشة، تتخطف نساءهم وأبناءهم، وتبيعهم عبيدًا في أنحاء جزيرة العرب وغيرها.
ودلَّنَا على ذلك قِدَمُ عهد العبيد والإماء الأحباش في بلاد العرب، يتخذون من الرجال رعاة، ومن الإماء خدمًا للبيوت.
فإذا عرفت ذلك أدركت كيف نشأت عداوة الحبشة من القِدَم لقومٍ يسطون عليهم بين آونة وأخرى؛ يخطفون أبناءهم ونساءهم، ثم يبيعونهم سلعًا ويسترقونهم.
احتلال الحبشة لليمن
ذكر مؤرخو العرب خبر احتلال الحبشة لليمن بروايات مطولة، خلاصتها أن أحد ملوك اليمن واسمه «ذو نواس» كان يهوديًّا، وكان يحمل الناس على اعتناق اليهودية.
وكان أهل نجران نصارى وفيهم قليل من اليهود، فجاء إلى ذي نواس يهوديٌّ يتظلم من نصارى نجران، ويزعم أنهم قتلوا ابنًا له.
فغضب ذو نواس وغزاهم وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وحمل مَن بقي منهم على الدخول في اليهودية، فأَبَوْا.
فأرسل ملك الحبشة معه جيشًا بقيادة رجل اسمه «أرياط»، فدخل اليمن واحتلها باسم «النجاشي» ملك الحبشة بعد أن قتل وسبى وخرَّب البلاد، فولَّاه «النجاشي» ما ضمه إليه من أرض اليمن.
وكان عسكره رجل داهية يُسمَّى «أبرهة الأشرم»، نازعه المُلْك ثم اقتتلا، فقتله أبرهة واستقل بالأمر، فأقرَّه «النجاشي» على ملك اليمن.
وهكذا استنجدت العرب بالحبشة على رفع ظلم نالها من عاهلها، فاحتلت بلادها، فكانت كما قال الشاعر:
لأن أبرهة حينما تمَّ له الأمر، بنى في «صنعاء» كنيسة سماها القُلَيْس، وكتب إلى «النجاشي»: «إني قد بنيت لك كنيسة لم يُرَ مثلها، وسأصرف إليها حاج العرب.»
وكانت العرب في جاهليتها تحج إلى البيت العتيق بمكة، وشاع بينهم ما عزم عليه «أبرهة»، فجاء رجل من «بني فقيم» فدخل القليس وأحدث فيه نكايةً في «أبرهة».
فبلغ أبرهة ذلك، فأقسم ليهدِمَنَّ البيت الذي تحج إليه العرب.
ثم جهَّز جيشًا من الحبشة، وسار في مقدمته راكبًا الفيل حتى بلغ «الطائف»، فأرسلت معه «ثقيف» دليلًا اسمه «أبو رغال» يدله على «مكة»، فسار حتى إذا بلغ مكانًا بقرب مكة يُدعَى «المغمس»؛ هلك أبو رغال، والعرب تَرْجُمُ قبرَه فيه إلى الآن.
أما أبرهة فأقام في «المغمس»، وأرسل نفرًا من جيشه فاستاقوا إبل مكة، وفيهم مائتا بعير لعبد المطلب سيد قريش.
ثم إن أبرهة استقدم عبد المطلب إليه، وهو جد النبي محمد ﷺ، وكان رجلًا عظيمًا وسيمًا، فأجَلَّه أبرهة وأخبره أنه جاء ليهدم البيت، وأنه لا يريد حربًا.
ثم سأل عبد المطلب عن حاجته، فقال: «حاجتي أن تردَّ إليَّ إبلي.»
قال أبرهة: «أتطلب إبلك وتترك بيتًا لدينك ودين آبائك؟»
فقال: «أنا ربُّ الإبل، وللبيت ربٌّ يمنعه.»
فردَّ عليه إبله، وذهب عبد المطلب إلى مكة وأمر قريشًا أن تعتصم بشعاب الجبال.
ثم أمسك بحلقة باب الكعبة، يسأل الله قهر الحبشة وخذلانهم وهو يقول:
إلى أن قال:
ثم لحق بقومه إلى شعب الجبال، ينظر ما يفعله أبرهة.
أما أبرهة، فلما أصبح تهيَّأ لدخول مكة بجيشه ليهدم البيت، وركب فيله ووجَّهَه إلى مكة، فبرك ولم يَقُمْ فضربوه وآذوه فلم يَقُمْ، فوجَّهَه إلى ناحية أخرى فقام، فأداروه نحو مكة فبرك.
وهذا الجيش طيور صغيرة جاءت تحمل حجارة دقيقة في أرجلها ومناقيرها، وألقتها على أبرهة وجيشه، فكانت لا تصيب أحدًا إلا أهلكته.
فارتدَّ أبرهة ومَن معه يتساقطون هلكى.
وفي قصتهم نزلت «سورة الفيل» وهي قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ.
فلما هلك أبرهة ومَن معه من الحبشة، قام بملك اليمن بعده ابنه «يكسوم» وكان جبَّارًا، فأذَلَّ العرب وأذاقهم أمرَّ أنواع الظلم في اليمن انتقامًا لأبيه وقومه.
فذهب سيف بن ذي يزن إلى «كسرى» واستنصره على الحبشة، وحسَّنَ له ضمَّ اليمن إلى ملكه لِمَا فيها من خير، فأرسل معه جيشًا قويًّا تمكَّنَ من سحق مَن في اليمن من الحبشة واحتَلَّها، وسبى ما بقي من نسائهم وأولادهم، فازداد بهذا حقد الحبشة على العرب؛ لأنهم كانوا سبب إجلائهم عن اليمن بعد أن احتلوها نحو ٧٠ سنة، مع إبادة رجالهم واسترقاق نسائهم وذراريهم.
هجرة الصحابة إلى الحبشة وما لاقوه فيها من كرم «النجاشي» وأذى البطارقة
إن ما جُبِل عليه أصحاب الرسول ﷺ من مكارم الأخلاق وحفظ الجميل واحتمال الأذى في بدء الإسلام، جعلهم يذكرون ما نالهم من «النجاشي» من كرم وحسن جوار، ويكتمون ما لحقهم من بطارقة الحبشة من الأذى والتهديد والتخويف.
ولهذا لم ينشر المسلمون عن ذلك شيئًا، ولم يخوضوا فيه، ولكن الحقيقة لا تخفى على الباحث المدقق.
وسترى بعد أن نسرد حديث الهجرة إلى الحبشة ملخَّصًا من كتب السير والحديث، أن إقامة الصحابة الطاهرين — رضوان الله عليهم — في الحبشة في هجرتهم كانت محفوفة بالمكاره.
ولولا «النجاشي أصحمة» وقوة سلطانه لأُكرِهوا على الدخول في النصرانية أو القتل، أو أعيدوا إلى «مكة» لكفَّار قريش يفعلون بهم ما يشاءون.
الهجرة الأولى
فخرج من المسلمين أحد عشر رجلًا وأربع نساء، وعبروا البحر الأحمر إلى الحبشة، واستجاروا بالنجاشي فأجارهم، وعلم منهم ببعثة النبي ﷺ فأكرم مثواهم، وذلك في السنة الخامسة من النبوة.
فهال النجاشي هذا الأمر، وأحاط المهاجرين بسور من عنايته، ومنع البطارقة من التعرض لهم.
وخشي المسلمون عاقبة هذه الثورة، وأُشِيع أن قريشًا أجابت دعوة النبي ﷺ وأسلمت، فأحَبَّ المهاجرون اغتنام فرصة السلامة، فعاد أكثرهم إلى «مكة»، وكان مكثهم في الحبشة في هذه الهجرة نحو ثلاثة أشهر، فلما قدموا إلى «مكة» وجدوا عنت قريش يزداد، كما ازداد عدد المسلمين أيضًا، فعادوا إلى الحبشة ثانيةً كما سيأتي.
الهجرة الثانية
ولما كانت قريش لا تكفُّ عن أذى المسلمين، اجتمع عدد كبير ممَّنْ أسلموا يبلغ ٨٠ رجلًا، عدا النساء والأطفال، وقصدوا الحبشة ثانيةً، فرحَّبَ بهم النجاشي، وأسكنهم مجتمعين ليقيموا شعائر دينهم، وأسلم هو على يد جعفر بن أبي طالب؛ لأنه كان مع المهاجرين في هذه المرة.
هنالك خشي كفار قريش أن يكون هذا العدد من المهاجرين قوة للتبشير بالإسلام في الحبشة، وأنهم إذا تم لهم ذلك عادوا بجيش من الحبشة كبير لحربهم ونصرة رسول الله ﷺ؛ لأن غزوة الحبشة لليمن ولمكة لا تزال عالقة بأذهانهم، فضلًا عن أن جيش الحبشة إذا جاء هذه المرة يكون لنصرة دين الله، فلا يصده الله عن «مكة»، كما صد جيش أبرهة الذي كان يقصد هدم بيته وأهلكه.
وفي رواية أخرى أن قريشًا أرادت إرجاعهم إلى مكة ليقتلوهم بقتلى واقعة بدر.
فجمعت قريش هدايا نفيسة لتُقدَّم إلى النجاشي، وهدايا أخرى لتُقدَّم إلى البطارقة، وأرسلوها مع عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، وأفهموهما أن يتفقا مع البطارقة على أن يساعدوهما في ردِّ المهاجرين إلى قومهم.
فلما قدما إلى الحبشة قدَّما الهدايا إلى البطارقة، وأخبراهم بما وفدا من أجله، وطلبا إليهم أن يَحُولوا بين المهاجرين وبين النجاشي حتى لا يسمع كلامهم؛ لئلا يتأثَّر بفصاحتهم، وحُسْنِ ما يسمع من كلامهم.
ثم قدَّمَا إليهم الهدايا التي للنجاشي، فأوصلها البطارقة إليه.
فاستدعى عمرًا وعبد الله وشكرهما، وسألهما عن حاجتهما، فقال عمرو: «أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك منَّا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك فيهم أشراف قومهم، من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردَّهم إليهم، فهم أعلا بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه.»
فلما سكت تكلَّمَ البطارقة، وحاولوا إقناع النجاشي بوجوب ردهم إلى قومهم، وإبعادهم عن بلاده، ووجدوا بقدوم عمرو وعبد الله فرصةً ثمينةً تريحهم من هؤلاء الضيوف الذين يدينون بغير دينهم.
ولما كان النجاشي كما علمت قد أسلم وكتم إسلامه عن أصحابه، وكان في قدرته أن يردَّ وفد قريش بدون أن يسمع حجة المهاجرين، ولكنه أراد أن يُسمِع أصحابه دعوة الإسلام؛ رغبةً منه في أن تلين قلوب بعضهم إليه.
فتكلم جعفر بن أبي طالب، يصف له فضائل الإسلام، وكان خطيب القوم وأشدَّهم جرأةً، وقال: «أيها الملك، كنَّا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القويُّ مِنَّا الضعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منَّا، نعرف نسبه وصِدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحُسْن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام …»
وعدَّدَ عليه أمور الإسلام.
ثم قال: فصدَّقْناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من عند الله، فعبدنا الله وحده لا نشرك به شيئًا، وحرَّمْنا ما حُرِّم علينا، وأحللنا ما أُحِلَّ لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا، وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله، وأن نستحل ما كنَّا نستحل من الخبائث.
فصدَّقهم «النجاشي» وأمَّنهم، وأبى أن يسلِّمهم إلى عمرو ورفيقه.
فاختلى عمرو بالبطارقة، وقال لهم: سأغدو على «النجاشي» بما يدعوه إلى إبعادهم عن بلادكم، فإنهم يقولون في «عيسى بن مريم» غير ما تقولون، فكونوا معي وشدُّوا أزري. فوعدوه خيرًا.
ثم غدا إلى «النجاشي» وقال له: إن هؤلاء يقولون في المسيح غير ما عندكم فيه.
فأحضر المهاجرين وقال لجعفر: هل معك مما جاء به نبيك عن الله من شيء فتقرؤه عليَّ؟ فقال: نعم. وتلا عليه من أول سورة مريم إلى قوله تعالى: وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.
فلما سمع البطارقة هذا القول، وعلموا أنه جاء مصدِّقًا لما في الإنجيل أُخِذوا، فقال «النجاشي»: إن هذا، والذي جاء به عيسى، ليخرج من مِشكاة واحدة.
ثم أخذ عودًا من الأرض، وقال لجعفر: ما عدا عيسى ما قلت هذا العود.
فأقام المسلمون في جواره رغم إرادة البطارقة، حتى بعث النبي ﷺ في طلبهم، فعادوا إلى المدينة، فتكون مدة إقامتهم بأرض الحبشة نحو ١٦ سنة، وذلك في سنة ٨ﻫ/٦٢٩م.
كيف كانت البطارقة تؤذي المهاجرين
روى البخاري في صحيحه، عن عائشة — رضي الله عنها: أن أم حبيبة وأم سلَمَة ذكرتا كنيسةً رأَيْنَها بالحبشة، فيها تصاوير، فذكرتا ذلك للنبي ﷺ فقال: «إن أولئك، إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك أشرار الخلق عند الله يوم القيامة.»
فنعلم من هذا أن البطارقة كانوا يحرِّضون المسلمين والمسلمات على دخول كنائسهم؛ ليحملوهم على اعتناق النصرانية، وكانت نتيجة ذلك ارتداد «عبيد الله بن جحش»، وهل يوجد أذى أكبر من هذا الأذى للمسلمين، أليس هو من نوع الأذى الذي هاجروا من مكة بسببه؟
وأكبر من هذا ما صرَّحَتْ به السيدة الجليلة «أسماء بنت عميس» — رضي الله عنها — وكانت في الحبشة مع زوجها «جعفر بن أبي طالب» — رضي الله عنه — فقد أبانت ما كان يلحق المهاجرين من الأذى والتخويف في الحبشة، وقد أثبته صاحب «التاج» من حديث أبي موسى — رضي الله عنه — نقلًا عن «البخاري» و«مسلم» قال: «إن أسماء بنت عميس حين جاءت من الحبشة، دخلت على السيدة «حفصة» أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب — رضي الله عنهما — تزورها، فدخل عمر فقال: مَن هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: الحبشية هذه، البحرية هذه (أي التي ركبت البحر وهاجرت إلى الحبشة). قالت أسماء: نعم.
فقال عمر: سبقناكم بالهجرة (أي بالهجرة إلى المدينة مع رسول الله)، فنحن أحق برسول الله منكم.
فغضبت، وقالت: كذبت يا عمر، كلَّا، والله كنتم مع رسول الله ﷺ يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في أرض البعداء البغضاء (أي البعداء في النسب، البغضاء في الدين) في الحبشة، وذلك في الله ورسوله، وايم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلتَ لرسول الله ﷺ، ونحن كنَّا نُؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله وأسأله، ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك.
فلما جاء النبي ﷺ قلت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا.
فانظر كيف قالت: «كنَّا نؤذى ونخاف» وأقسمت على صدقها، وانظر كيف عدَّ رسول الله ﷺ هجرتهم إلى الحبشة هجرةً مستقلةً لهم ثوابها، وهجرتهم بعد ذلك إلى المدينة هجرة ثانية.
وما ذاك إلا لما كان يلحقهم في الحبشة من أذى البطارقة وأصحابهم.
هذا، وإذا تصورنا موقف أولئك المهاجرين الأخيار حين دعاهم «النجاشي» إلى مجلسه المرة بعد المرة، وقد رأوا عَمْرًا وعبد الله رسولَيْ كفار قريش أتيا لأخذهم، وسمعوا البطارقة يحرضون «النجاشي» على تسليمهم لعدوهم.
وأسمعنا دقات قلوب المهاجرات الطاهرات فَرَقًا من أن يسمح «النجاشي» بردهنَّ إلى قومهنَّ، يسومونهن سوء العذاب، لهلعت قلوبنا جزعًا من هول ذلك الموقف المريع.
فأي حق بعد ذلك للحبشة على المسلمين المهاجرين حتى نذكره لهم؟ وهم لم يكرموهم ولم يتعففوا عن أذاهم.
وايم الحق لولا «النجاشي» المسلم ما استطاعوا أن يعيشوا في الحبشة يومًا واحدًا.»
وأشار إليها أيضًا الأستاذ «هيكل» في كتابه «حياة محمد».