المسألة الحبشية وجارات السودان
يجاور السودان بلاد كثيرة، ومن تمام الكلام عن السودان التحدث عن جاراته، فيحده شمالًا مصر — وقد تكلمنا عن علاقاتها بالسودان في أجزاء كتاب «السودان» الثلاثة — ثم طرابلس الغرب، ومن الغرب «واداي» التي أصبحت الآن وبعد توزيع المستعمرات الألمانية جزءًا من «أفريقيا الاستوائية الفرنسية»، وفي الجنوب الكونغو البلجيكية، ومستعمرتا أوغندا الإنجليزية وكنيا الإنجليزية، وفي الشرق أريتريا والحبشة.
ولما كانت المسألة الحبشية هي أهم حوادث العالم الحالية، والحرب بينها وبين إيطاليا وشيك الوقوع، فقد أسهبنا الكلام عليها.
طرابلس الغرب
مستعمرة إيطالية، وكانت حتى سنة ١٩١٢ ولاية تحت حكم الأتراك، وتقع في أقصى الشمال بين الأمم العربية الشمالية، وتُحَدُّ من الغرب بتونس وفي الجنوب بصحراء ليبيا وفي الشرق بالقطر المصري وفي الشمال بالبحر المتوسط، وقد وافقت بريطانيا على أن تضم جغبوب وواحة الكفرة إلى طرابلس، وقد قبلت الحكومة المصرية ذلك في مقابل تعديل حدودها عند السلوم، وتبلغ المساحة على وجه التقريب حوالي ٥٠٠ ألف ميل مربع، ويختلف السكان اختلافًا نوعيًّا في الأصل، والتعداد في سنة ١٩٢١ بلغ نحو ٥٥٠٠٠٠، منهم ٢٠ ألف أوروبي في القسم المسمى طرابلس، أما في القسم الآخر برقة فبلغ العدد ٢٣٥٠٠٠ منهم ١٠ آلاف أوروبي، وكل جزء له حاكم ومجلس، والقسم الأول عاصمته طرابلس والقسم الثاني عاصمته بنغازي.
واداي من أفريقيا الاستوائية الفرنسية
الكنغو البلجيكي
وصفتها الدول الأوروبية كدولة حرة في مؤتمر برلين سنة ١٨٨٥، وهي مستعمرة بلجيكية كبيرة، ومساحتها تبلغ ٩٠٠ ألف ميل مربع، وتقع بين الكنغو الفرنسي في الشمال الغربي وأفريقيا الغربية البرتغالية في الجنوب الغربي، وروديسيا في الجنوب والجنوب الشرقي، وتجانيقا وأوغندا في الشرق والسودان المصري الإنجليزي في الشمال الغربي، والشاطئ يمتد نحو ٣٥ ميلًا شمال مصب نهر الكنغو، وتقترب في الشرق من: البحيرات، موبرا، تنجانيقا، إدوارد. والإقليم ليس بجبلي، وتتكاثف أشجار المطاط في الغابات السوداء ويقطنها حيوانات كثيرة غريبة، ويوجد بها الماس والذهب والنحاس والقصدير، والقبائل مختلفة وفي بقاع عديدة يعيش الأقزام في الغابات وتتبع إدارتها حكومة بروكسل ويحكمها الحاكم العام للمستعمرة، كما أن الكنغو البلجيكي أهم منبع تُستمَد منه مادتا الراديوم والكريلت، والسكان حوالي ٨ مليون وخمسمائة ألف، منهم ثمانية آلاف من الأجانب.
أوغندا
تحت الحماية الإنجليزية، وهي في شرق أفريقيا، وتقع على جانبي خط الاستواء، وتُحَدُّ من الشمال بالسودان، ومن الشرق بمستعمرة كنيا، وفي الجنوب ببحيرة فيكتوريا ومستعمرة تنجانيقا وفي الغرب بالكنغو، المساحة ٩٨٧٧٦ ميلًا مربعًا، بما في ذلك ١٥٠١٧ ميلًا مربعًا يشمل: بحيرات كيوجا، وأجزاء من البحيرات: فكتوريا، إدوارد، ألبرت. وفي الشمال الأرض منبسطة ما عدا في الوسط، والجو حار جاف، وسكانها ثلاثة ملايين ومائة وخمسون ألفًا، منهم سبعمائة ألف تابعون لأوغندا وهم مسيحيون نبهاء، والباقي سودانيون وقبائل أخرى، بينما بعض الأقزام التابعون للكنغو يعيشون بالقرب من نهر السمليكي.
كنيا
كانت حتى سنة ١٩٢٠ تحت حماية شرق أفريقيا، والآن هي مستعمرة إنجليزية تحت الرعاية الإنجليزية، يحدها أرض الصومال الإيطالي، والحبشة بحيرة رودلف وأوغندا وبحيرة فكتوريا، ومستعمرة تنجانيقا والمحيط الهندي، وتغطي الغابات مساحات شاسعة؛ فهي نحو٣٦٠٠ ميل مربع وتحتوي على بعض أنواع الأخشاب المتينة، ومساحتها ٢٤٥ ألف ميل مربع، ويبلغ عدد السكان نحو مليونين وخمسمائة ألف بما في ذلك نحو عشرة آلاف أجنبي، و٢٢ ألف هندي وعشرة آلاف عربي.