البيعة
أما من بقي حيًّا من رجال هيكس فصاحوا يستغيثون الدراويش لكي يكفوا عن قتلهم، فصدر أمر محمد أحمد بالقبض عليهم أحياء، فقُبض على أكثرهم وقيدوا موثقين إلى معسكر المتمهدي.
بسم الله الرحمن الرحيم. بايعنا الله ورسوله ومهديه. بعنا أرواحنا وأموالنا وعيالنا في سبيل الله، فلا نهرب من الجهاد، ولا نزني، ولا نسرق، ولا نشرب الخمر، ولا نعصيه في معروف.
وبعد قليل، أخذ الأمراء والمقدمون يهتمون بجمع الغنائم إلى ما بين أيدي المتمهدي، فأمر خلفاءه أن يأخذوا خمسها له، ويفرقوا ما بقي على الأمراء والمقدمين حسب المعتاد، وكان في تلك الحملة من الغنائم ما لا يحصى عدده من الثياب والدراهم والأسلحة والمدافع. أما الأسلحة والمدافع فسيقت على حدة لبيت المال.
وبعد الاستراحة، عاد الجميع غانمين فائزين قاصدين الأُبيِّض، وقد غادروا جثث هؤلاء المنكودي الحظ ملقاة على الرمال وبين الأشجار تتخاطفها الغربان. فسبحان من جعل لكل نفس أجلًا، ولكل أجل سببًا!
فلما وصلت الحملة إلى الأُبيِّض، ضربت لهم المدافع مائة ضربة وضربة احتفالًا بالنصر، ودخلوا الأُبيِّض باحتفال عظيم.