مخطوطات مسرحيات محمد لطفي جمعة: الأعمال الكاملة
تُقدِّمُ هذِهِ الصَّفَحاتُ في ثَنايَاها عَددًا مِنَ المَخطُوطاتِ المَسرَحيَّةِ لأَحدِ رُوَّادِ الفِكْرِ والأَدبِ المَوسُوعيِّينَ في القَرنِ العِشرِين؛ إنَّه «محمد لطفي جمعة».
«محمد لطفي جمعة» هُو مِن أَوائِلِ الذِينَ أثَّرُوا في مَيْدانِ الفِكْرِ والأَدبِ مِن مَوْقعِه كمُترجِمٍ وأَدِيبٍ وسِياسِيٍّ وكاتِبٍ ومُفكِّرٍ كَبِير؛ فعَلَى الرَّغمِ مِن رَحِيلِ جَسدِه فإنَّه ظَلَّ بَينَنا بأَعْمالِه وإِبْداعاتِه التِي زَخَرتْ بِها مَكْتباتُنا العَرَبيَّة، وحازَتْ — ولَا َتزالُ — إِعْجابَ الكَثِيرِينَ مِنَ المُفكِّرِينَ والمُبدِعِين، وتَنوَّعَتْ مَجَالاتُها بَينَ الفَلسَفةِ والسِّياسَةِ والتَّارِيخِ والاجْتِماعِ والتَّفسِيرِ والأَدَب، ولَا سِيَّما الأَدبُ المَسرَحِيُّ الذِي لاقَى اهْتِمامًا كَبِيرًا مِن جانِبِه؛ حَيثُ كانَ يَرَى أنَّ للمَسرَحِ شَأْنًا عَظِيمًا ودَوْرًا جَلِيًّا في تَناوُلِ شَتَّى قَضَايا المُجتمَعِ مِن مُختلِفِ جَوانِبِها، وإِبْرازِها فِي ثَوبٍ نَقْديٍّ يَسِيرُ بالمُجتمَعِ نَحوَ التَّقدُّمِ والرُّقِي، إلَّا أنَّ «محمد لطفي جمعة» لَمْ يَتمَكَّنْ مِن نَشْرِ بَعضِ مَسرَحِيَّاتِه في حَياتِه فظَلَّتْ مَخطُوطة، حتَّى أُتِيحَ للأُستاذِ الدكتور «سيد علي إسماعيل» نَشْرُها للمَرَّةِ الأُولَى بَينَ دفَّتَيْ هَذا الكِتابِ القَيِّم.