المكان الطبيعي والمكان المُدرَك
إنه لمن أصعب الأمور على خيال الإنسان أن يتصوَّر المكان على صُورته التي يصوره بها العلم الحديث، لكننا سنحاول في هذا الفصل أن نتناول هذا الموضوع بالعرض.
فلقد انتهينا في الفصل السابق إلى أن مُدرَكاتنا الحسية هي في رءوسنا، وأن هذه المُدرَكات هي كل ما نستطيع أن نعلمه علم اليقين، وأنها هي بعينها المُدرَكات التي تحسها الواقعية الساذجة مصورة للعالم الخارجي كما هو واقع خارج الإنسان ومدركاته.
لكنني إذ أقول إن مُدركاتي الحسيَّة كائنة في رأسي، فإنما أقول شيئًا غامضًا لا يزول عنه غموضه إلا إذا شرحت أنواع المكان المختلفة؛ لأن قولي ذاك لا يصدق إلا على المكان «الطبيعي» وما يتصل به، لكنَّ ثمة مكانًا آخَر في إدراكنا، وأعني به تلك العلاقات المكانية التي يتضمنها إدراكِي الحسِّي لشيء ما؛ إذ يتضمن إدراكي له علاقات مثل «فوق» و«تحت» و«على يمين» و«على يسار» و«داخل» و«خارج»؛ فمثلًا إذا رأيت دائرة مرسومة على سبورة؛ كانت كل هذه العلاقات متضمَّنة فيما أراه، فللدائرة نصف أعلى ونصف أسفل، ولها نصف على اليمين ونصف على اليسار، ولها داخل وخارج، وهذه العلاقات وحدها كافية لخلق مكان من نوع ما، غير أن المكان كما نعرفه في حياتنا اليومية مشتمل على كثير ممَّا نستمده من اللمس والحركة، وكل ما يَعنيني الآن من هذا الموضوع هو أن ما يدركه شخص معين يكون خاصًّا به، فما أراه أنا لا يراه غيري، وما أسمعه لا يسمعه، وما ألمسه لا يلمسه وهكذا؛ نعم إن غيري من الأشخاص يرى ويسمع ويلمس أشياء شبيهة جدًّا بالتي أراها وأسمعها وألمسها، لو كانوا في موضع — من هذه الأشياء المرئية أو المسموعة أو الملموسة — شبيه بموضعي منها، لكنَّ ثمة فروقًا بين إدراكاتي وإدراكاتهم على كل حال؛ فالأصوات المسموعة تشتد أو تخفت حسب بُعْدها أو قربها من السامع، وكذلك تختلف صور الأشياء المرئية حسب بُعدها أو قربها من الرائي؛ وإذنْ فمُحال على شخصين أن يدركا في لحظة بعينها نفس الإدراكات؛ وعلى ذلك فإدراك المكان — كإدراك أي شيء آخر — أمر ذاتي يختلف عند شخص عنه عند شخص آخر؛ فهنالك من الأمكنة المدركة بعدد ما هنالك من الأشخاص المدركِين، لكن المكان الطبيعي محايد ومشترَك، وبينه وبين إدراكي الخاص للمكان علاقة، والتفرقة بين المكان الخارجي المشترَك والمكان المدرَك الخاص بكل شخص على حدة، موضوع صعب ويؤدي بكثير من الناس إلى الخطأ.
إنك إذ تقول إنك ترى النجم فإنما تجاوز الحقَّ؛ لأنك في الحقيقة لم ترَ منه إلا لمعة من الضوء، وليس قولك هذا بأصدق من قولك إنك ترى الهند عندما تبصر هنديًّا واحدًا يسير في أحد شوارع القاهرة؛ فحالتك الإدراكية التي تكون عليها عندما تقول إنك ترى النَّجم، هي حالة مرتبطة ارتباطًا سببيًّا بما يحدث لك في المخ والعصب البصري والعين، ثم هو مرتبط بموجة الضوء التي يمكن أن نتتبع مجراها حتى نصل إلى مصدرها الذي هو النجمة التي تراها؛ فأنت — من حيث الإدراك المباشر — منحصر فيما حدث داخل جسمك من أحداث، وأما المكان الطبيعي الذي تعتقد أن النجم «الحقيقي» موجود فيه فإن هو إلا استدلال منك أقمتَه على أساس ما تدركه مباشرة في ذاتك؛ ذلك لأنك لا تملك إلا مكانك الخاص الذي تكون فيه والذي فيه تسطع نقطة ضوئية هي التي تقول عنها — استدلالًا — إنها نجمة في السماء، ومن الموضوعات التي لا تزال محلَّ بحث ما إذا كانت العين وحدها تستطيع أن تدرك من المكان الطبيعي بعدًا ثالثًا — أي عمقًا — أم أنها — كما يقول باركلي — لا ترى دائمًا إلا مسطحًا ذا بعدين، غير أن هذا المبحث لا يعنينا الآن؛ فحتى لو سلَّمْنا بأن البصر وحده قادر على تَبيُّن الفرق بين شيء موضوع على بُعْد بوصات قليلة من العين، وشيء آخر على بُعْد بضعة أقدام — أعني لو سلَّمْنا بأن العين وحدها قادرة على معرفة أن شيئًا أقرب إليها من شيء آخر — فذلك في نطاق محدود؛ إذ إن الإنسان بغير شك لا يستطيع بالعين وحدها أن يرى أن السحابة أقرب إليه من النجم، غير أنه «يستدل» هذه الحقيقة استدلالًا، حين يعلم أن السحابة قد تجيء بينه وبين النجم فتحجبه؛ فالسماء وكل ما فيها عند العين الرائية سطح، وإذا كنت في غرفة مظلمة ثُقِب سقفها ثقوبًا تقابل النجوم، فتسمح لضوء النجوم بالدُّخول؛ فعندئذٍ لا يكون لديك ممَّا تنقله لك العين من المنظر الذي تراه وأنت في غرفتك، ما يدل على أنَّك لا ترى النجوم من فضاء مكشوف، وفي هذا توضيح لما أقصده عندما أقول إن ما تراه ليس شيئًا موجودًا فعلًا في الخارج، بل هو أحداث تحدث داخل كيانك.
إنَّنا إبَّان الطفولة نتعلم أن في مقدورنا أحيانًا أن نلمس أشياء نراها، وأنه ليس في مقدورنا أحيانًا أخرى أن نلمس ما نراه، وهذا الذي لا نستطيع لمسه يُمكن أحيانًا أن نسير إليه حتى نلمسه وأحيانًا لا يمكن ذلك، ومعنى ذلك أننا نتعلم الربط بين إحساسَي البصر واللمس، وبهذا نصوغ أحاسيسنا في عالم ذي ثلاثة أبعاد؛ لقد أسلفنا لك القول بأنك حين ترى النجم تحسب أنك ترى شيئًا خارج نفسك، على حين أن ما تراه عندئذٍ هو شيء باطني في نفسك كالألم الذي تحسُّه عندما تحس وجعًا في رأسك، والذي يجعل النجم بعيدًا في هذا المكان الذاتي الخاص هو أنه لم يرتبطْ بإحساس اللمس ولا يمكن ربطه باللمس حتى بعد رحلة تسير بها إليه.
إن جسمك كما تعرفه خلال التجربة المباشرة مختلفٌ جدَّ الاختلاف عن جسمك كما يعرفه علم الطبيعة؛ فأنت تعرف عن جسمك أكثر ممَّا تعرف عن أي جسم سواه، وذلك بفضل تجربتك المباشرة التي تستمد بها من جسمك إحساسات كثيرة يستحيل أن تستمدَّها من جسم آخر. مثال ذلك: ما تحسه من صنوف الألم، ومع ذلك فكل ما تعرفه عن جسمك هو مجموعة إحساسات، ولست تعرفه من حيث هو جسم من النوع الذي يطلق عليه في علم الطبيعة هذا الاسم.
والنقطة التي نريد أن نؤكِّدَها أنك إذ ترى شيئًا، وتظن أنك إنما تدرك شيئًا خارجيًّا إدراكًا مباشرًا، فأنت في الحقيقة ترى إحساسك أنت به، وإحساسُك واقع داخل جسدك، فإن قلت إن ثمة شيئًا خارجيًّا يقابل هذا الإحساس كنت «تستدل» شيئًا من شيء، ولا تعتمد فقط على عمليات الإدراك المباشر؛ فمثلًا تنظر حولك فترى صُنوفًا من اللون بادية هنا وهناك على أبعاد مختلفة في المكان المرئي، فتحسبك مدرِكًا لمكان خارجي بما فيه من أشياء، وحقيقة الأمر هي أنك مدرك لجُملة إحساسات داخل نفسك ارتبطت على نحو معين، فاستنتجت منها أن ثَمَّةَ أشياء تقابلها في عالم خارجي، وُضِعَت أوضاعًا مُعَيَّنةً بالنسبة بعضها إلى بعض؛ فدنياك كلها منحصرة في كيانك العضوي، والمكان الذي تدركه هو مكان خاص بك يتحدَّد بموقفك الخاص، ولو وقف شخص آخر موقفًا آخر لكانت له دنياه المرئية الخاصَّة، ولكان له مكانه الخاص الذي يشتمل على دنياه تلك. ولن يشترك شخصان في دنيا واحدة؛ لأنه محال أن ينظر شخصان إلى العالم المحيط بهما من نقطة واحدة في لحظة واحدة؛ فكل إنسان يحمل مكانه الخاص حيثما انتقل، فإذا اتَّفق الناس على مكان عام مشترك، فما هذا إلا نتيجة استدلال وتأليف من مجموعة الأمكنة الخاصَّة المتعددة بتعدد الأفراد.
وعلى سبيل التوضيح نفرض أن عالمًا في الفسيولوجيا ينظر إلى مخ حي — وهو فرض لم يعُدْ مستحيل الحدوث — فمن الطبيعي أن نفرض عندئذٍ أن ما يراه الفسيولوجي موجود في المخ الذي يشاهده. والحقيقة — كما أسلفنا القول — أن ما يراه الفسيولوجي كائن في مُخِّه هو لا في المخ الذي يشاهده، وإن الأمر هنا ليسير في طريق سببي متَّصل، حلقاته هي ما يأتي: تنتقل موجات ضوئية من المخ المشاهَد إلى عين الفسيولوجي، وهي لا تصل إلى عينه إلا بعد أن تقطع مسافة مكانية واقعة بين موضوع المشاهَدة والعين المشاهِدة، وهي تقطعها في فترة زمنية ذات طول مُعيَّن مهما بلغ من القصر؛ وإذن فالحادثة التي تطرأ على عين الفسيولوجي عندما يرى ما يراه ليست هي بداية الطريق، بل جاءت نتيجة سلسلة أحداث سابقة، ثم ينتقل الأثر داخل جسم الفسيولوجي من عينه خلال أعصابه إلى مخِّه، وها هنا يقول «إنني أرى كذا كذا». وواضح أن هذا الذي يراه هو أثر في كيانه هو وليس بالشيء الخارجي الواقع خارج كيانه؛ أي إن «مكان» الحادثة المرئية كائن في رأسه، وإذن فهو مكان «خاص»، به وحده.
هذه نقطة بالغة الخطورة إذا أردنا فَهْمَ الميتافيزيقا فهمًا مستقيمًا؛ فلقد نشأ المذهب الثنائي الذي يفصل بين العقل والمادَّة — وهو مذهب خاطئ فيما أعتقد — نتيجة لخلط في فَهْمِ هذه النقطة بالذات؛ ذلك لأننا لو أخذنا بالنظرة التقليدية التي تفصل بين العقل والمادة، اضطررنا إلى أن نجعل عملية الإدراك معجزةً من المعجزات؛ إذ إننا نفرض في هذه الحالة أنه بينما تقوم عملية طبيعية قوامها عدة مراحل متتابعة في الزمن تبدأ من الجسم المرئي، وتنتقل إلى العين حيث تتغير إلى عملية طبيعية أخرى تنشأ عنها عملية ثالثة في عصب الإبصار، فعملية رابعة في المخ حين يتمُّ الإدراك الحسي، أقول: إن علينا أن نفرض أن هذا الأثر الذي حدث في المخ آخِرَ الشَّوط قد حدَث في آنٍ واحد مع الحدث الذي طرأ على الجسم المرئي عندما بدأت الموجة الضوئية تصدر عنه. وموضع الإعجاز المزعوم هنا هو افتراضنا بأن ما حدث آخر الفترة الزمنية التي استغرقتْها عملية الإدراك الحسي قد حدث في نفس الوقت الذي حدثتْ فيه الحادثة التي وقعت أول الفترة الزمنية، لكن الرؤية حقيقة «عقلية»، ولذلك فهي مختلفة كل الاختلاف عن العمليات الطبيعية التي طرأت على الشيء المرئي وسَبَّبَت الرؤية، والتي حدثت في الواقع الخارجي «قبل» حدوث الرؤية نفسها. ذلك الفرض الغريب الذي يجعل أول الشوط يحدث في آنٍ واحد مع آخره، رغم ما بينهما من تسلسل سببي محدَّد الخطوات واضح المعالم، هو الذي حدَا بالميتافيزيقيين أن يتخبَّطوا في نظريات يحاولون بها الخروج من هذا المأزق؛ ليوفقوا بين حوادث العقل وحوادث الجسم، مع أن الإشكال كله مصدره خلط وخطأ في تتبُّع الأحداث التي تحدث حلقة بعد حلقة في عملية الإدراك الحسي.
ولْنَعُدْ إلى الفسيولوجي الذي يُلاحظ مخَّ إنسان آخر؛ فالذي يراه الفسيولوجي ليس بأية حال هو بعينه ما يحدث في المخ المشاهَد، بل هو حادثة في مخه هو بعيدة عن الحادثة التي يراها في المخ الذي يُشاهده؛ وإذن فهو لا يستطيع الحكم بأن الأثر الذي يقع في المخ المشاهَد أثر «عقلي» لمجرد أن ما يراه في نفسِه أثر عقلي. إنه في واقع الأمر لا يرى حدثًا عقليًّا في المخ المشاهَد؛ فهو بمثابة من يفترض أن الأثر الطبيعي الذي يراه لا بُدَّ أن يكون مصحوبًا بحالة عقلية عند صاحب ذلك الأثر، وأنه إذا استطاع أن يرى الأثر الطبيعي بعينه فالحالة العقلية محجوبة عنه، وكل ذلك خطأ؛ لأنه لا يشاهد أي شيء في المخ المشاهَد، لا طبيعيًّا ولا عقليًّا، وكل الذي يدركه هو إدراكاتُه الشخصية لما يحدث داخل كيانه من أحداث، وأول الخطأ أن تخلط بين الشيء المرئي الخارجي وبين إدراكنا له، فنحسبهما حقيقةً واحدةً لا حقيقتَيْن، ونعيد القول مرةً أخرى، وهو أن كل ما يمكن مشاهدتُه من العالم الطبيعي إنما هو إدراك ندركه لما يحدث داخل رءوسنا نحن. وهذا لا يكون إلا حوادث ممَّا يصح وصفها بأنها «عقلية» إذا نظرت إليها من زاوية، كما يصح وصفها بأنها أحداث طبيعية تطرأ على كيانك العضوي، ومؤدَّى ذلك كله هو أن التمييز بين العقل والمادة وَهْم؛ فمادة الكون يمكن الحكم بأنها طبيعية وبأنها عقلية وبأنها طبيعية وعقلية معًا وبأنها لا هي طبيعية ولا هي عقلية، حسب الزاوية التي تنظر منها إلى الموضوع.
لقد ضربنا أمثلة لما ندركه بحاسَّة البصر، وسنضرب مثلًا آخر لا ندركه بحاسة اللمس، أغمض عينيك واضغط على مِنْضَدة صلبة بطرف إصبعك، فماذا يحدث؟ يقول لك عالِم الطبيعة إن طرف إصبعك والمِنْضَدة كلاهما مؤلَّف من عدد كبير جدًّا من الإلكترونات والبروتونات، وإن شئتَ الدقَّة فقُلْ إنهما معًا مؤلَّفان من عمليات إشعاعية؛ فعلى الرغم من قولك بأنك تضغط المِنْضَدة بإصبعك، فالحقيقة هي أن ليس في إصبعك إلكترون واحد أو بروتون واحد يمسُّ إلكترونًا أو بروتونًا ممَّا تتألف منه المِنْضَدة، بل إنك حين تضغط بإصبعك فإنَّ أجزاء إصبعك وأجزاء المِنْضَدة تتنافر وتتباعد، ولو حاولتَ أن تضغط بإصبعك سائلًا أو غازًا لوَجَدَتِ الأجزاء المُزاحة مكانًا تنزاح فيه، أما وأنت تضغط المِنْضَدة الصلبة، فإن إلكترونات وبروتونات المِنْضَدة إذ تحاول الابتعاد أمام القوة الكهربية التي جاءتْ من إصبعك لتطردَها من مكانها، لا تجد مكانًا تنزاح فيه لتكدُّسها وتزاحُمها، كما يحدث لمن يريد من الناس الحركة وسط ازدحام شديد؛ ولهذا فهي تحاول طرد إصبعك، وكلما زدتَ من قوة الضغط زادت هي من محاولة طرد الإصبع، وما حالة الطرد هذه إلا قوات كهربائية تنتقل عن طريق الأعصاب إلى المخ، وهناك تحدث أحداث لا يعلمها الفسيولوجي إلا على سبيل التخمين، وهي الأحداث التي ينتج عنها الإحساس باللمس عند طرف الإصبع الضاغطة، غير أن هذا الإحساس اللمسي بعينه يتحقَّق لو بترنا ذراع الشخص الضاغط وأجرينا في أعصابه أثرًا شبيهًا بالأثر الذي كان سيحدث لو كانت ذراعه وإصبعه موجودتين، ومعنى ذلك أن إحساسنا بلمس شيء ما ليس دليلًا كافيًا على أن ذلك الشيء موجودٌ فعلًا في موضعه من مكانه الطبيعي الذي نتوهمه له. نعم إننا كثيرًا ما نصيب في استدلالنا بأننا ما دمنا نلمس شيئًا ما في موضع ما فلا بد أن يكونَ ذلك الشيء موجودًا فعلًا في ذلك الموضع، لكننا أيضًا قد نخطئ كما أخطأ الذي بُترت ذراعه فلبث على ظنه بأنه يضغط مِنْضَدة بإصبعه، ومع ذلك كله فحتى إن كان إحساسنا باللمس صادقًا دائمًا على وُجود الشيء الملموس، فليس إدراكنا اللَّمْسي هو من نوع الإلكترونات والبروتونات التي تَتحرَّك في تدافُع مجنون. والذي يخبرنا علماء الطبيعة أنه هو حقيقة ما يحدث على طرف الإصبع الضاغطة.