مشاكل المسرح
وإذا كان المسرح قد أخذ مجتمعنا العربي يعترف به أخيرًا، وينظر إليه نظرًا جديًّا ساعد على ربطِه بتراثنا الأدبي، فإن هذا الفنَّ الذي يحتلُّ مكانًا رفيعًا في الدول المتقدمة، فإنه لا يزال يلقى في عالمنا العربي عدة عقبات وصعوبات؛ منها ما يتعلَّق بعدم توفر عددٍ كافٍ من دور المسرح في عواصمنا ومدننا فضلًا عن قرانا، كما أنه أخذ يعاني من منافسة السينما له. وإذا كنا قد أنشأنا في القاهرة معهدًا لتخريج الممثلين المثقفين ونقاد المسرح المستنيرين، فإن مجال العمل لهؤلاء الخريجين لن يتوفر ما لم تُولِ الدولة عنايتها لهذا الفن، وتعتبر دُورَه معاهد تثقيف وتهذيب وتربية وتوجيه، بحيث تخصص لإنشائها الاعتمادات الكافية على نحو ما تفعل في إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات، وعندئذٍ سيكون أمام الأدباء والفنانين مجالٌ واسعٌ للعمل على جذب الجمهور إلى تلك الدور وتعويده على استساغة فنون المسرح الرفيعة والإفادة منها شعوريًّا ولا شعوريًّا.