في مشهوري رجال دولته
(١) طلحة بن عبيد الله بن عثمان التميمي (٢٨ق.ﻫ.–٣٦ﻫ)
وهو الصحابي الجليل الشجاع، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بعده، وهو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا وأُحُدًا، وثبت مع رسول الله يوم أُحُد وبايع الرسول على الموت، فأُصيب بأربعة وعشرين جرحًا وسلم، ثم شهد الخندق وسائر المشاهد.
(٢) الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي (٣٦ﻫ)
(٣) عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري القرشي (٤٤ق.ﻫ.–٣٢ﻫ)
من أكابر الصحابة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر لينظروا في الأمر من بعده، وهو أحد السابقين الأُوَل للإسلام، وكان اسمه عبد الكعبة فسماه الرسول «عبد الرحمن»، وشهد المشاهد كلها، وجُرِح يوم أُحُد ٢١ جراحة، وثبت مع رسول الله، وبعثه إلى دومة الجندل، وعمَّمَه بيده وسدلها بين كتفيه، وقال له: «سِر باسم الله …» ووصاه بوصايا، وقال له: فتح الله عليك، وكان عمر يُجِلُّهُ ويرجع إلى رأيه في كثير من الأحوال.
وكان متواضعًا عفيفًا يخاف الله، أغناه الله كثيرًا وفتح عليه في التجارة، فكان كثير الصدق والإحسان، قال الزهري: تصدق عبد الرحمن بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله عز وجل، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله، ووردت مرة قافلة له من الشام فحملها كلها إلى رسول الله، فدعا له الرسول بالجنة، ويُروى أنه أعتق ثلاثين ألف عبد، وأعتق في يومٍ واحد ثلاثين عبدًا.
(٤) سعد بن مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة (٥٥ﻫ)
هو من أجلاء الصحابة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ممن أسلم قديمًا بعد ستة وهو سابعهم، وقد شهد المشاهد كلها، وتُوفي رسول الله ﷺ وهو راضٍ عنه، وهو أول من رمى سهمًا من العرب في سبيل الله، وكان على يديه فتح القادسية، ولَّاه عمر أمر بناء الكوفة فشكاه أهلها إليه، فقالوا له: لا يُحسِن الصلاة، فقال سعد: أما أنا فقد كنت أصلي بهم صلاة رسول الله، أركد في الأوليين وأخفف في الأخريين، فقال عمر: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، ثم بعث رجالًا يسألون عنه في مساجد الكوفة، فلم يأتوا مسجدًا إلا أثنى عليه الناس خيرًا، ثم عزله عمر وولَّى الكوفة جبير بن مطعم، وقد جعله عمر أحد رجال الشورى، وأوصى من يكون خليفة بعده بالاستعانة به، ولما وقعت فتنة عثمان ثم فتنة علي لزم بيته وأمر أهله ألا يخبروه بشيء من أخبار الناس حتى تجتمع الأمة على إمام، وكان زاهدًا متواضعًا وصادقًا عادلًا حريصًا على فعل البر والصدقات، وهو آخر العشرة المبشرين بالجنة موتًا، وكانت وفاته سنة ٥٥، وله بضع وستون سنة، وقيل أكثر من ذلك.
(٥) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العدوي القُرشي (٥٠ﻫ)
كان أبوه من الحنفاء الأتقياء في الجاهلية، وكان يحيي الموءودات، وكان يقول للرجل إذا أراد وأد بنته: لا تقتلها وأنا أكفيك مئونتها. أما ابنه سعيد فقد كان من المسلمين الأُوَل، أسلم هو وزوجته أم جميل بنت الخطاب، أخت عمر، وقد تقدمت قصة إسلام عمر، وقد هاجر هو وزوجته، وشهد له النبي وهو أحد العشرة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله، وبعثه الرسول هو وطلحة إلى الشام يتجسسان أخبار قريش قبل يوم بدر، وكان ورِعًا زاهدًا، توفي بأرضه في العقيق سنة ٥٠ﻫ، أو سنة ٥١ﻫ في أيام معاوية وهو ابن بضع وسبعين.