في نسبه وأوَّليته في الجاهلية
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن أمية بن عبد مناف الأموي القرشي (رضي الله عنه)، وأمه هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله ﷺ، وشقيقة أبي طالب. وُلد عثمان في السنة الخامسة لميلاد الرسول الأعظم، فعُني أبوه بتهذيبه وتثقيفه، وكان عفان من أثرياء قريش ووجوهها وعقلائها، فنشَّأه على الأخلاق الكريمة، والمزايا النبيلة، وأدَّبه بأدب شُبَّان قريش، فتعلم الكتابة، وروى الشعر، وحفظ أنساب قومه، وأخبارها وسيرها، ووعى الشعر والخطب.
قال أسامة بن زيد: بعثني رسول الله ﷺ بصحفة فيها لحم إلى عثمان، فدخلت عليه، وإذا هو جالس مع رقية ابنة رسول الله زوجته فما رأيت زوجًا أحسن منهما، فجعلت مرة أنظر إلى عثمان، ومرة أنظر إلى رقية، فلما رجعت إلى رسول الله ﷺ قال: دخلت عليهما؟ قلت: نعم، قال: هل رأيت زوجًا أحسن منهما؟ قلت: لا، وقد جعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان. وكان محببًا في قريش، وفيه يقول قائلهم: «أحبك الرحمن حب قريش عثمان.» وهو من أمثالهم.