الفصل الأول
(ليلًا.)
(ضوء القمر متخلل بين الشجر على أرض البستان في
رواق بيت إميل مُطِلًّا على البستان، وماءٌ جارٍ.)
الجزء الأول
(ماريا ولويزا (أمام طاولة خياطة تشتغلان على
نور قنديل)، وألفريد (وحده يلعب على ناحية من الرواق).)
لويزا
:
أربع سنوات ولا خبر …
ماريا
:
حقًّا، انقطاعُ أخبارِه عنَّا كلَّ هذه المدة أمرٌ
عجيب.
لويزا
:
مع أنه كان وعدني أن يُحرِّرَ لي كلَّ شهر مرة، ولم
يصلني منه سوى تحريرٍ واحد يُفيدني فيه أنه مطلوبٌ إلى
الحرب، وقد طالعتُ الجرائدَ الحربية ولم أقف له فيها على
أَثَرٍ، فاشتدَّ لذلك بَلْبَالي. آه يا ربي!
ماريا
:
إنِّي أشاركُكِ في حاسياتكِ يا ابنتي، كذلك عاقة أبيك
إلى الآن شَغلَتْ فكري، فقد توجَّه من أربع ساعات إلى دلهي
ليشكو إلى الحاكم عصيان العبيد الهنود، ولم يرجع بعدُ،
فأخاف أن يكون صَدفَه اللصوصُ في الطريق.
ألفريد
:
ماما، ماما … رجع بابا (ويركض
فيتعلق على عنق أبيه).
الجزء الثاني
(ماريا – لويزا – ألفريد – إميل)
إميل
:
بابا حبيبي ألفريد.
ماريا
:
شَغلْتَ فكري يا إميل.
إميل
:
لا … لا يوجد ما يشغلُ الفكرَ، إن عاقتي مسبَّبة عن أني
بعد مقابلتي الحاكم التقيت صدفة بسر شارل صاحبي الإنكليزي،
فأفادني أنه يترقَّبُ مقابلتي من مدةٍ مديدة لعرض أمرٍ
مهمٍّ، ثمَّ قال لي هذه الكلمات، وهي: إنني من حين نظرت ابنتك السيدة لويزا، وذلك منذ
أربع
سنوات تملَّك حبُّها قلبي، وقد كتمتُ أمري إلى الآن؛ لعلمي
بأنها مخطوبة إلى صديقي ألبرت أمير البحر الفرنساوي
الشهير، ولم أَبُحْ بسرِّي هذا أوَّلًا؛ لكون ألبرت صديقي،
ثانيًا لعلمي بأن ابنتك تحبُّه حُبًّا شديدًا، فلم أكن
أقبَلُ أن أطلبَها وأُرَدَّ خائبًا. إنما الآن حيث مضت
أربعُ سنوات ولم يُسمَعْ عن ألبرت خبرٌ، فأتجاسَرُ
وأتقدَّمُ طالبًا يدَها، وفي هذا المساء أتشرفُ لزيارتك في
البيت وأخاطبكم بهذا الخصوص، وأؤمل أن تجيبَ طلبي!
لويزا
:
وماذا أجبتَه؟
(إميل)
:
أجبته أن هذا الأمر متعلقٌ بكِ، وقبلتُ زيارته لنا هذه
الليلة، فسيحضر الآن مع شقيقته سسل ويطلبك. فعليَّ أن
أُفيدَك عن أحواله شيئًا، والباقي عليكِ. فاعلمي أنه شابٌّ
مهذَّبٌ كريم الأخلاق، حائز رتبة كولونيل إنكليزي، شريف
الأصل، كامل الحسب والنسب، وأجمل صفاته التي تجعلك أن
تميلي إليه أنه يحبُّكِ حُبًّا مُفرِطًا، فأظن أنَّكِ
حسنًا تفعلين بإجابة طلبه.
لويزا
:
وألبرت؟
إميل
:
على ما يلوح لي أن ألبرت قد تناساكِ، فلم يَعُدْ
يستحقُّكِ، فادخلي الآن مع والدتك وأعِدَّا شيئًا ما
لاستقبالهما، وتخابرا بخصوص طلبه.
الجزء الثالث
إميل
(إميل)
:
آه كم أشتهي التخلُّصَ من كلِّ أشغالي وتعلُّقاتي في هذه
البلاد وأرجع إلى فرنسا وطني العزيز! آه يا وطني المحبوب،
ولا سيَّما حيث زادت الاضطراباتُ في هذه الأيام وقلَّ
الأمان في الطرق، ويلوحُ لي أن الهنود مضطربون غايةَ
الِاضطراب، وربما يَعمدون إلى الدسائس لقَلْب الحكومة
الإنكليزية. فكم كنتُ أشتهي أن أسافرَ قبل أن يحدثَ شيءٌ
مكدِّر. إنما ما الحيلة وأموالي بين أيدي الفلاحين،
ويلزمني على الأقل ستةُ شهور لأجل جمعها! ولكن أرى أنِّي
كلما اجتهدتُ لتخليص أشغالي هنا لكي أسافر إلى فرنسا
ازدادت تعلقاتي في هذه البلاد، وعلى الخصوص إذا تمَّ نصيبُ
ابنتي لويزا على سر شارل. في الحقيقة إنه نصيبٌ حسنٌ،
ويلزمني أن أفرِّغَ جُهدي بأن أجعلَها تقبله؛ وذلك مراعاة
لمستقبلها، حتى لو بقيَتْ في هذه الديار وتركتُها أنا
وسِرتُ إلى فرنسا. فإنها إذا تزوَّجت بسر شارل لا خوف
عليها من مهاجمات الهنود؛ فإن السر شارل يحميها بصفة كونه
حاكم هذه المقاطعة، وربما يتقدَّمُ فيصير حاكمَ الهند
أجمع. أما أنا فبالوقت الحاضر حياتي في خطرٍ عظيم، فإن
بيتي هنا منفردٌ عن المدينة ويَبعُدُ عنها أكثرَ من مسافة
ساعة زمان، وهذا ما يزيدني ارتباكًا (يبهت قليلًا)، الله موجود،
فهو يحمينا ويلهمنا إلى ما به خيرنا (ويذهب).
الجزء الرابع
(في صالون الاستقبال في بيت إميل، سنكرام بصفة
خادم في بيت إميل يرتب وينظف مفروشات الصالون.)
سنكرام
:
قد آنَ آنُ الانتقام، ولا بدَّ أن أخلص إخوتي ووطني من
رق العبودية. نعم يا إخوتي اليوم يوم الخلاص، اليوم يومنا،
فسنجعلُه يومًا تتذكرُه الأحقابُ الآتية، ويقولون: سنكرام
خلَّصَ الوطنَ من العبودية والأَسر، سنكرام سنك الأمير
سنكرام، نعم أيتها الأجيال المقبلة، سيكون لي على صفحات
تاريخك ذِكْرٌ تقشعرُّ منه أبدانُ مطالعيه، وترتجفُ
فرائصُهم خوفًا. آه، مدةٌ مديدة من الزمان وأنا أخدمُ مَن
لا أرضاهم لي عبيدًا، وأكتمُ أمري وأنتظرُ حلول الساعة،
فاستعدُّوا يا إخوتي الهنود المساكين، فقريبًا يأتي الوقت
الذي نشنُّ به الغارةَ على الأغراب جميعًا ونَهجُمُ عليهم
بوقتٍ واحد من كل أطراف الهند حسبما صار الاتفاق بيننا،
ونرفع نيرهم عن عاتقنا، ونكسو الأرضَ من دمهم حُلَّةً
أرجوانية:
آه من ظلمين في الدنيا هما
شرُّ ما الإنسان فيه يظلم
حاكم يظلم في أتباعه
وعيون في الهوى لا ترحم
آه يا لويزا، كم أقاسي لأجلك من العذاب، وقد طال عليَّ
الوقتُ!
الجزء الخامس
(سنكرام – لويزا)
لويزا
:
سنكرام، هل أحضرتَ كلَّ شيء؟
سنكرام
:
نعم يا سيدتي. (لنفسه) آه عن قريب أصير أنا سيدك، وأشفي
غليلي بالتملِّي من حُسنِكِ الفتَّان. آه من العشق فإنه
قتَّال (يذهب).
الجزء السادس
(لويزا تتكي على كرسيٍّ حزينة.)
لويزا
:
عذَّب البُعد فؤادي والفؤاد
ما جنى ذنبًا سوى حفظ
الودادْ
أيها المُعْرِضُ عنِّي لو ترَى
حالتي ذُبْتَ ولو كنت
جمادْ
أنت يا ألبرت عني مشغلٌ
تتناساني وترضَى
بالبِعادْ
وأنا مشغلة عن كلِّ ما
فيه ألهو عنك يا كلَّ
المراد
فسنيني أربع قضَّيتها
بانتظار العَود ليت القرب
عاد
من تُرَى يعلم هل أنت على
ما أنا اليوم عليه من
سُهاد
كدت من سقمي على فرقتنا
لا أُرى والسقم في جسمي
كاد
هل تقاسي ما أقاسيه تُرى
أم سلوتَ الحبَّ بعد
الابتعاد
ربَّما أنت صحيح وأنا
حالتي ميم وراء ثمَّ ضاد
من تُرى يعلم ما أنت به
يا إلهي إهدني سُبْلَ
الرشاد
الجزء السابع
(لويزا – إميل وماريا يتسمعان إليها).
لويزا
:
ألبرت ألبرت هل في الهجر منفعة
أم باللقاء علينا حرَّم
اللهُ
القلب يرعى عهودًا بيننا حصلت
والعين شاخصة بالنجم
ترعاه
إميل
:
وهذا ما يجعلني أجتهد بسرعة زواجها، فإن مَرْآها على هذه
الحالة يحزنني جدًّا، فلا بدَّ أنها متى تزوجت تنسَ حبَّها
لألبرت أو تستبدله بحبِّ سر شارل، فهو أيضًا أهلٌ لودادها،
ويليق بها.
لويزا
:
من ذا يرى ما أقاسي في
محبَّتكم
ولا يرقُّ لحالي عند
مَرْآهُ
القلب في قلق والعين جارية
والجسم في سقم والشوق
أضناهُ
إميل
:
ها هو آتٍ مع شقيقته.
ماريا
:
قومي يا ابنتي نستقبل ضيوفنا. (تجفل لويزا.)
الجزء الثامن
(لويزا – ماريا – إميل – شارل – سسل)
(سلام بالأيدي بين الجميع.)
سسل وشارل
:
لياليكم سعيدة.
لويزا وماري وإميل
:
أهلًا وسهلًا، تفضَّلوا.
لويزا
:
تفضلي بالقرب مني يا عزيزتي.
سسل
(تجلس بقربها)
:
آه لو تسمحين لي أن أدعوكِ شقيقتي، لكنتُ أَعُدُّ ذاتي
سعيدة.
لويزا
:
حقًّا إني في غاية الاحتياج إلى محبة أخويَّة كهذه
تخفِّفُ أشجاني.
شارل
:
اسمحي لي أيتها السيدة أن أجلس بالقرب منك.
لويزا
:
تفضَّل.
سسل
:
وأنا اسمحا لي أن أسامر الخواجا إميل والسيدة ماريا
برهة.
شارل
(بصوتٍ مرتجف)
:
لويزا، انظري إليَّ قليلًا، فنظرة منك تكفيني. أقال لك
أبوكِ عن حاسات قلبي الودادية، وأني منذ أربع سنين أكتمُ
حبِّي في صدري حتى الآن، فبُحتُ أمامَكِ بما كنَّتْه
ضمائري، ولو رُمت أن أخفيَه لما استطعت.
أرومُ كَتْمَ الهوى لكنْ فؤاديَ
إنْ
شام استتارًا فلا يحظى
بمأربه
فإن ماء الحيا والحال تشهد لي
لقد ترقرق في وجهي فنمَّ
به
على أني يا لويزا ألتمس منكِ أن تقبليني أسيرًا لديك،
وبذلك تتمِّين سعادتي. ولم أتجرأ قبل الآن على كشف سِرِّي
لعلمي بما كان بينك وبين صاحبي ألبرت من العهود. (لويزا تتأثر وتتنهَّد.) ما
بالكِ تتنهدين لدى ذِكْر ألبرت؟ هذا ما كان يُرجعُني عن
إباحة سِرِّي، وإنِّي خاطَبْتُكِ الآنَ بكل صراحة، وأرجو
أن تجيبيني بالمثل.
إميل
:
أنا أرغب من كل قلبي.
لويزا
(بعد أن تنبَّهت برهة)
:
سيدي أنا أيضًا أحبُّ التصريح، فأقول إن طلبك يدي أمرٌ
تحسدني عليه حتى البنات اللواتي هن أعظم مني حسبًا ونسبًا
وحسنًا ومالًا، وكنت أَعُدُّ ذاتي سعيدة لو أمكنني الحصول
على نصيبٍ حسن كهذا، إنما قد عَهِدْتُ فلا أَنقض العهدَ،
ووعدْتُ فلا أُخلف الوعدَ، وشهامتُك تصادقُ لي على هذا
المبدأ الحميد.
شارل
:
لويزا، لويزا، إن مقالك هذا يوريني حسرة لا تزول إلا
باقتراني بك، فإني كلما ازدادت عندي معرفة ما انطويتِ عليه
من حسن الطباع وكرم الأخلاق والتهذيب، زدت تمسُّكًا بكِ
وتشوُّقًا لأن تكوني شريكةَ حياتي. وما تُظهرين من حفظ
الوداد والعهود أحمده ولا أحمده؛ فأحمده لكونه حلية النساء
ونادرتهن، ولا أحمده فيك إلا لكونه يُعيقني عن بلوغ آمالي
منك! فتأكَّدي أنِّي أحبُّكِ وأدوم في حبِّكِ حتى الممات،
وكم يَسرُّني حفظُك لوِداد صديقي ألبرت. إنما يا لويزا
ألبرت من أربع سنين لم يَرِدْ لك منه خبرٌ، ولا وقفتِ له
على أثر، فلو كان باقيًا على عهده لكان يراسلُكِ. وإني
أعلم أن هذا الكلام يجرحُ قلبَكِ، ولكنِّي أرى ذاتي
مُضطرًّا للتفوُّهِ به، فإما أن يكون قُتل في الحرب، أو
أنه يكون تناساكِ وتزوَّج بسواكِ، وكلا الأمرين
يُمكِّنانِكِ من قَبول يدي … تأملي سيِّدتي وصدِّقي كلامي
ودعينا في هذه الليلة عينها نتمَّ أفراحَنا كما اتفقتُ مع
والدكِ.
لويزا
:
آه، لا يمكن أن يخونني ويهوى سواي.
شارل
:
فإذن قُتِل.
لويزا
:
وربما هو حي.
شارل
:
ولماذا لا يراسلُكِ وقد مضى الآن أربعُ سنوات؟
لويزا
:
وهذا ما يُحزنُني.
شارل
:
لويزا، إنك عاهدت ألبرت وحسنًا فعلتِ، إنَّما ما
الفائدةُ من حفظِكِ لعهدِه؟ فها إنِّي أتجرَّأُ وأقدِّمُ
لكِ يدي بحضرة أبيك وأمِّكِ، فإن تعطفْتِ بقبولها أكون
مدينًا لك بالسعادة التي أتأمَّلها وإلا فأقطع الرجا
…
إميل
:
لويزا، يا ابنتي، إنِّي أرى كلام السر شارل كلَّه في
محلِّه.
سسل
:
لله يا حبيبتي، لا ترجعينا بالخيبة والفشل.
لويزا
:
آه، شارل، هاك يدي (وتبكي).
شارل
(باكيًا)
:
آه … آه على هكذا حفظ وداد، فلتتعلم النسا كيف يمتلكن
قلوب رجالهن ويجلبْنَ سرورَ بيتهِنَّ.
إميل
:
دعونا الآن، فليس وقت البكا، واستعدوا للوليمة في
البستان ليكمل سرورنا.
سسل
:
اسمحي لي يا شقيقتي أن أَدخلَ برُفقتِكِ وأُلبسَكِ ملابس
العرس التي أنتِ في غنًى عن زينتها (تأخذها في يدها
وتمضي).
إميل
:
اذهبي ماريا وأعطي الأوامر اللازمة لتحضير الوليمة في
البستان (تمضي).
الجزء التاسع
(إميل – شارل)
شارل
:
في الحقيقة إن صفاتِ ابنتِكَ نادرة.
إميل
:
وأنت أيضًا يا سيِّدي نادر بكَرَم أخلاقك، فأسأل الله أن
يوفِّقَكما لكي تعيشا بسلام.
الجزء العاشر
(إميل – شارل – سنكرام)
سنكرام
:
سيِّدي، هذا تحريرٌ لك أحضره أحدُ ضباط الحربية. (يعطيه التحرير ويقف على
ناحية.)
شارل
:
دعه يدخل. (شارل
يقرأ.)
سنكرام
(لنفسه)
:
آه، تَمِّموا الاقتران وفي هذه الليلة لا بأس، لا لا، لا
أترك تعب مدة كهذه يذهب سُدًى، ففي هذه الليلة أُجري العمل
وأخلِّص قومي وآخذ مَن لأجلها أحتمل الذل والعذاب. آه يا
لويزا! (يذهب).
شارل
(للضابط)
:
قل لهم إنِّي أحضر عند نصف الليل إلى القلعة، وليحضِّروا
كلَّ شيء حسب الأوامر التي حضرت ويكونوا مستعدين، وأرسلوا
لي في الحال نحو عشرين من العساكر لأني في حاجة إليهم.
اذهب. (يذهب
الضابط.)
الجزء الحادي عشر
(إميل – شارل)
إميل
:
خير إن شاء الله، أن يكونوا مستعدين إلى أي شيء يا
تُرى؟
شارل
:
هذا أمر من الحاكم العام، به يخبرني أنه اكتشف على بعض
دسائس الهنود، وينبهني إلى التيقظ دائمًا، وألَّا أفارق
القلعة، وأن أحصِّنَها جيِّدًا.
إميل
:
يا لله، وكيف تكون حالتنا ونحن على هذا الانفراد على
مسافة أكثر من ساعة من دلهي؟
شارل
:
عندي رأي، وهو أننا بعد الوليمة قبل نصف الليل نرحل إلى
القلعة ونتحصن فيها؛ لأن الهنود أشرار لا يهابون الموت ولا
عندهم رحمة.
ألفريد
(يدخل)
:
بابا على الباب فقير، فاسمح بدخوله.
إميل
:
أدخله يا ولدي. (فيذهب ألفريد
نحو الباب.)
إميل
:
يا للمصيبة.
فقير
(من الخارج منشدًا)
:
أحسنوا للفُقرا لا تبخلوا
إنما الله يحب المحسنينْ
وارحموا المسكين حتى تُؤجَروا
واغنموا يا سادتي أجرًا
ثمينْ
إميل
(يعطيه)
:
خذ.
(يظهر الفقير، يأخذ من إميل ثم
ينشد.)
الجزء الثاني عشر
(إميل – شارل – فقير)
فقير
:
إنِّي لأشكر فضلكم طول المدى
لا عاش من ينسى الجميل
ويكفرُ
ما جئت أقرع باب مرحمة لكم
إلا وأرجع منكمُ أتشكَّرُ
ولذاك قد وجبت مكافأتي لكم
فأنا أبوح بما رأيت
وأخبرُ
فتيقظوا في ذا المسا لا بدَّ
أن
تجري أمورٌ جمة فتحذَّروا
لا تطلبوا التفصيل عما قلته
أخبرتكم حُبًّا بكم
فتفكَّروا
(ويذهب مسرعًا.)
إميل
:
تعال، اصبر، تعال. (الفقير
يذهب بدون أن يجيب ويتبعه ألفريد.)
الجزء الثالث عشر
(إميل – شارل)
إميل
:
ذهب. أسمعْتَ ما قال؟ فهذا مما يوقع في الارتباك، فكيف
العمل؟
شارل
:
أنا فكري في غاية الراحة من هذا القبيل، فإن الهنود لا
يمكنهم النهوض من انكسارهم أبدًا، وربما ما نسمعه هو من
فعل شرذمة منهم، وهذا لا يخيف، ومع ذلك نتحضَّر، وبعد
الوليمة نسير إذا شئت إلى القلعة أو إلى دلهي، وهناك نكون
في أمان تامٍّ، وهنا أيضًا ما علينا من خوف، خصوصًا بعد
مجيء العساكر الذين أرسلتُ أطلبهم الآن لأجل المحافظة
علينا. فكيف كان الأمر يقدرون أن يحمونا إذا حدث شيء لوصول
المدد إلينا. وخلا ذلك فأنا لا أظن أنه يحدث شيء كما قدمت،
فلا تشغل بالك.
إميل
:
كيف لا أشغلُ بالي
بعد هذا الخبرِ
شارل
:
يا صديقي لا تبالي
لا أرى من خطرِ
إميل
:
ينبغي أنَّا نحاذر
اختشاء الِافتضاحْ
إميل
:
إنما الهنود في الوغى
فوارس تسبي
شارل
:
لا تخف فما فيهم
مجرِّبُ الحربِ
شارل
:
دع الوهم عنك كن بطل
ولا ترتبك بالعملْ
إميل
:
كيف يا ترى لا أهاب
وقد زاد بي الاضطراب
وجار على قلبي