نقد الاقتصاد السياسي
بأسلوبٍ أدبي سَلِس، وبفكرٍ موسوعي، وبمنهجٍ شديد الصرامة، وبعد مِائتَي سنة من كتابات الآباء المؤسِّسين لعلم الاقتصاد السياسي؛ يفتح المؤلِّف العديد من الملفات المَطوية في علم الاقتصاد السياسي؛ فهو يرفض — ابتداءً من وَحدة المعرفة الإنسانية — كلَّ ما هو مُعطًى في هذا العلم؛ ومن ثَمَّ ينقد نصوصَ رجاله المؤسِّسين وتُراثَهم، باحثًا في التاريخ الموازي، والمسكوت عنه، لظواهر الإنتاج والتوزيع على الصعيد الاجتماعي، منقِّبًا في التاريخِ الحضاري والإنساني، لا التاريخِ الأوروبي الذي اتَّخذته أوروبا أساسًا لتاريخ البشر ومِقياسًا لتطوُّرهم. وهو على هذا النحو يُعيد طرح أُسس علم الاقتصاد السياسي ونظرياته بموضوعيةٍ علمية، تجعل من الكتاب ثورةً علمية حقيقية، تتجاوز الأفكارَ السائدة والمفاهيمَ المهيمنة تحت تأثير المركزية الأوروبية، وتفتح الباب أمام الإبداع الفكري العربي في حقل العلم الاقتصادي.