تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
واجَهَ «نابليون بونابرت» منذُ أن جاءَ بحَمْلتِه الشهيرةِ إلى مِصْرَ الكثيرَ مِنَ الصِّعاب، وكانَتِ اللُّغةُ من أبرزِها. كانَ «نابليون» يَسْعى إلى تأسيسِ حُكومةٍ جديدة، ولم يَكُنْ على دِرايةٍ بلُغةِ الشُّعوبِ العربيةِ وثَقافتِهم، فكانَ لِزامًا عليه أنْ يأتيَ بمَن يستطيعُ ترجمةَ أوامِرِه ومنشوراتِه إلى اللغةِ العربيَّةِ حتى يَتيسَّرَ له التواصُلُ معَ طوائفِ الشعبِ المصريِّ كافَّة، فأدَّى ذلك إلى رَوَاجِ حركةِ الترجمةِ في مِصْر. وقَدِ اعتمدَتِ الحَمْلةُ في بدايةِ الأمرِ على المُترجِمِينَ الفرنسيِّينَ المهتمِّينَ بعلومِ الشَّرْق، ثم على المترجمِينَ السوريِّينَ لِمَا لهم من مَقْدرةٍ كبيرةٍ على التحدُّثِ بلغاتٍ متعدِّدة، كالعربيَّةِ والفرنسيَّةِ والتركيَّة، وقد لعِبَ كلُّ هؤلاءِ المترجِمين دورًا كبيرًا في إثراءِ الحياةِ الثقافيةِ في مِصْرَ في تلكَ الآوِنة. ويَزخَرُ هذا الكتابُ التاريخيُّ بالكثيرِ مِنَ المعلوماتِ القيِّمةِ عن تاريخِ الترجمةِ في مِصْرَ في تلك الآونة، فضْلًا عن الإشارة إلى أبرزِ مُترجِمِي الحَمْلةِ الفرنسيَّةِ مِنَ العربِ والمُستشرِقِين.