إهداء ووفاء
إلى المقام الأعلى والروح الأسمى، قمة الإنسانية الشماء، ومهبط وحي السماء، والمظهر الأكمل الأتم، والصورة المثالية التي لم يُبعث سواها بعثةً عامةً إلى سائر الأمم؛ إلى سيد الكون وفخر العرب والعجم، الرسول العربي والنبي الأُمي الذي منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق، وتنزَّلت علوم آدم فأعجزت الخلائق، وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه مِنَّا سابق ولا لاحق؛ فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة، وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفقة، سر الله الجامع والدال عليه، وحجابه الأعظم القائم له بين يديه، قرة عين الأمم، ومنقذ الإنسانية من الظُّلَم، محمد بن عبد الله ﷺ يتقدم العبد العاجز الضعيف بهذا الكُتيب؛ وفاءً بذرةٍ مما في عنقه من الدَّين، إلى سدة البشير النذير والرسول الهادي الأمين.