أهل جزيرة العرب وعلاقتهم بالجنس السامي
(١) الجنس السامي والجنس الآري
وعند محاولة وصف تلك الجماعات واستقصاء حالها تبدأ صعوبات جمة للمؤرخ والواصف؛ فلا ريب في أن الجماعات التي سكنت تلك الجزيرة العربية من فجر التاريخ هي من الجنس السامي الذي يشارك الجنس الآري في تكوين النوع الإنساني؛ فإن هذا النوع لا يخرج عن الجنسين السامي والآري إلا قليلًا.
أما الجنس السامي فهو أعرق في القدم من الجنس الآري، ولكنه على عكسه من حيث صفات أفراده؛ فهو جنس يقطن من فجر التاريخ بلادًا ذات مناظر واحدة، أرادت الطبيعة أن تكون فيها الحياة على وتيرةٍ واحدة في جوها وهوائها وأرضها وسمائها؛ ولهذا كانت أخلاق هذا الجنس هي ما نراه في شعوبه المعروفة لنا، كالعرب ومعظم الشرقيين، وبعض أهل أفريقيا الشمالية، وآسيا الغربية. على أن نظرية التمايز قد كسدت.
وقد اختلف العلماء في تعيين مهد الجنس السامي اختلافًا كبيرًا؛ لأن مصادر علمهم ثلاثة، وهي الكتب المقدسة والآثار التاريخية والأساطير. وفي الكتب المقدسة نصيبٌ كبير من التاريخ، وإن كانت في بعض الأحوال تختلف عن الحقائق التي وردت في الآثار، أما الأساطير فيخطئ من يعتبرها كلها من وضع الخيال أو ثمرات لأفكار الرواة والقصاصين؛ لأنها تنطوي على كثير من الحقائق، وإن لم تكن هي الحقيقة بنصها وفصها، فهي على الأقل رموز للحقيقة وصور لما يقرب منها وينطبق عليها.
فقال بعض العلماء إن الجنس السامي نشأ في أرض كنعان (وهي سوريا ولبنان)؛ لأن الحضارة الكنعانية أقدم الحضارات، ولم تشاهد حضارة أقدم منها، ولأن اللغة الكنعانية أقدم اللغات، وطبيعي أن اللغة هي أهم مصدر من مصادر التاريخ العلمي لأنها تعد أعظم أثر وأقوى مستند في سجل الأمم. وهذا الرأي غير موافق للصواب؛ لأن القائل به جعل الكنعانيين أصل الساميين، وقد اهتدى العلماء إلى وحدة الجنس السامي بالمشابهات العديدة المشاهَدة في اللغات السامية؛ وهي الكنعانية والنبطية والسامرية والعربية والعبرية والحبشية، كما اهتدَوْا إلى وحدة الأفكار التي تمليها حياة الأفراد على اللغة وتتخذها مظهرًا لها ووعاءً تفرغ فيه مادتها؛ فهذه الشعوب كلها يمتُّ الواحد منها إلى الآخر برابطة اللغة ورابطة الفكر، ولكن النظرية القائلة بأن كنعان مهد الجنس السامي سقطت وتلتها نظرية البابلية؛ وهي أن الجنس السامي بابلي آشوري. وهذه النظرية الثانية قد فشلت أيضًا وإن كان يبدو عليها مسحة من الحقيقة سببها أن أهل بابل وآشور كانوا يتكلمون لغة سامية ويفكرون على طريقة سامية وإن كانوا يعيشون في بلاد تحتم عليهم أن يكونوا آريين؛ لأن بابل وآشور (العراق اليوم) بلاد مختلفة المناظر متنوعة الأوضاع والأجواء والمناطق، ولكن أهلها ما فتئوا يكتبون وينطقون بلغة سامية ويفكرون بطريقة سامية. وسبب هذه الظاهرة الغريبة هو أن البابليين والآشوريين أصلهم عرب ساميون نزحوا من جنوب الجزيرة في اليمن إلى بابل، ثم عادوا بعد أجيالٍ طويلة إلى وطنهم الأصلي في قحطان بعد أن دخلت على لغتهم أشكال وصور جديدة مستفادة من وطنهم الجديد. ولكن هذه الحياة الجديدة التي عاشوها في بابل وآشور على ضفاف دجلة والفرات لم تَقْوَ على انتزاع فطرتهم السامية.
ثم انتهى المطاف بالعلماء إلى القول بأن مهد الجنس السامي هو جزيرة العرب نفسها، ودليلهم على ذلك في اللغة العربية القديمة وهي اللغة التي ورثها المستعربون عن العرب الأولى. وأصحاب هذه النظرية يصورون جزيرة العرب كأنها مصدر ومورد للساميين ينزحون منها ويعودون إليها شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا؛ فإليها جاء أقوامٌ من شمال أفريقيا وغرب آسيا، ومنها نزح أقوام في فجر التاريخ إلى العراق وإلى مصر وإلى أرض كنعان نفسها، ومنهم من اجتاز مضيق باب المندب، ومنهم من جاز صحراء سينا إلى الأراضي الخصيبة شمالًا وغربًا. وقد أدَّى هذا الارتحال المستمر قبل استقرار الأمم في مواطنها إلى الاختلاط، حتى إن فرعًا واحدًا من فروع الدوحة السامية يمكن رده إلى أربعة أصول، وهذا الفرع هو النوع اليهودي الذين كانوا في بداية أمرهم عربًا رحلوا فيمن رحل من جنوب الجزيرة إلى شمالها وخرجوا منها إلى مصر، ثم خرجوا ففتحوا فلسطين واتخذوا ديانتهم، وعاد بعضهم إلى وطنهم الأصلي، فتجد يهودًا في اليمن ويهودًا في خيبر ويهودًا في يثرب ولكنهم لم يفقدوا عنصرهم الأول وهو العنصر السامي، بل إنهم أضافوا إليه عناصر حيثية وهندية أوروبية وطورانية.
(٢) نقاوة الجنس البشري
أما النوع الذي احتفظ بذاته واستبقى شخصيته كاملة غير منقوصة، فهو النوع البدوي؛ فهذا البدوي الذي يعيش في صحراء العرب شاءت له الأقدار أن يدخر ساميَّته كما تدخر العذراء عفتها في وسط هذه العواصف والزعازع والأعصار، وعلى هذا الرأي بوركها ردت وروبرتسون سميث في كتابه ديانة الساميين؛ حيث قال (ص٨، مطبوعة ١٨٩٤): «مما لا يقبل الجدل أن عرب الصحراء منذ العصور التي لا تُعرف لها بداية احتفظوا بجنسيتهم نقيةً غير مخلوطة.» بل إن هذا المؤلف — وهو خبير راسخ القدم في بحوثه — يأبى أن يعد البابليين والفينيقيين في مصاف الساميين، ولا يعترف لهم بالنسب السامي إلا فيما يتعلق باللغة؛ فإن بينها وبين اللغات السامية قرابةً ونسبًا، ويقول بأن جميع الشعوب المنسوبة إلى السامية قد خولطت وامتزجت دماؤها بدماء أجنبية، ما عدا الجنس العربي الذي يعيش عيشة البداوة في الصحراء، وأن بوركها ردت الذي اتخذه بعض العلماء حجة في هذا الموضوع افترض أن ملايين من البشر يشبهون في مجموع أبدانهم وعقولهم وأخلاقهم وطبيعتهم أهل البادية أو بدو الصحراء؛ هاجروا منذ ألوف الأجيال من الجزيرة إلى مختلِف الناحيات طلبًا للقوت والرزق؛ لأن طبيعة الجزيرة تدفع على كثرة النسل، ولكنها لا تقوى على تغذية أبنائها؛ فدفعت بهم الحاجة إلى الهجرة والغزو، فانهالوا ألوفًا مؤلفة أشبه شيء بالأنهار على الشرق والشمال، فكانوا مسلحين فغزَوْا ما استطاعوا للغزو سبيلًا، واستعمروا ما كان في طاقتهم ووسعهم أن يستعمروه من بلاد الشعوب الشبعانة الضعيفة بنعمة شبعها، وما زالت الهجرة الفردية السلمية حادثة في ظلال الأمان والطمأنينة؛ فإن قبائل أو عائلات ترتحل من مرعًى إلى مرعًى إلى أن تتعدى الحدود وتحتل بلادًا أخرى فتعيش فيها، وقد تحتفظ بدمائها نقية وقد لا تحتفظ، وما زالت جزيرة العرب كالمنجم الذي يُنزح وتُستخرج معادنه حتى تفيض عن حاجة أصحابه فتُصدَّر إلى البلاد الأجنبية. وقد كانت أمريكا في العصور الحديثة مسرحًا لمثل هذه الحال؛ فقد نزحت إليها شعوب بأسرها على توالي الأعوام، تارةً تحت ستار الفرار من الاضطهاد الديني، وطورًا باسم الفرار من الضنك والضائقة. وما زال هؤلاء ينزحون ويكتسحون أمامهم الأصلاء حتى أفنَوْهم وحلوا محلهم، وأباحوا الهجرة لسواهم حتى اكتظت مواطنهم الجديدة، فبدءوا يطاردون القادمين الذين هم في حالةٍ كالحالة التي كانوا عليها منذ مائتي أو ثلاثمائة سنة، وقد وصل هؤلاء البدو إلى أفريقيا الوسطى واستعمروها وأقاموا فيها ممالكَ ودولًا بقيت إلى آخر القرن الماضي.
(٣) نزوح إبراهيم وأخلاق البدو
فإذا عدنا إلى ما تقرره الكتب المقدسة رأينا سيدنا إبراهيم وقد تزوج ينزح من بلاد «أور» — وهو في جنوب الفرات — إلى شمال العراق تحت سلسلة جبال أرمنيا، ثم إلى «بادان أرام» فيما وراء الفرات، ومن بادان أرام إلى الجنوب الغربي في أرض كنعان، ومن كنعان إلى مصر ثم من مصر إلى كنعان، وكان إبراهيم نبيًّا وشيخ قبيلة بدوية وربَّ أسرة رحالة تنتقل وراء أنعامها وغنمها، وتركن في الارتحال إلى دوابها من إبلٍ وخيل.
وكان في تنقله مسالمًا لأنه لا يؤمن غائلة القتال لو كان مسلحًا أو لو كان بحارًا، فلما بلغ مدينة أور الكلدانيين احتك — وهو ذلك الزعيم البدوي المتنقل — بالحضارة البابلية؛ فرأى حضارة عريقة ومدنية رائعة. ولما أرغم هذا الزعيم ومن يمثلونه على الرحيل عز عليهم فراق ذلك الجوار الناعم وتلك القربى الطيبة، فلما عاد إبراهيم إلى أرض كنعان ما زال يحن إلى أرض بادان أرام ويذكرها بخير ويصفها بأنها وطنه، كما ينتسب السائح النبيه العائد من بغداد أو مصر أو أحدهما فيقول لقومه في تونس أو في الشام إنه مصري أو بغدادي؛ لكثرة ما يحن إلى الواحدة منهما، ولكثرة ما وجد من الروابط الفكرية أو الخلقية التي تربطه بهما. وإن أصل الحجاز يرجع إلى هجرةٍ صغرى من بين تلك الهجرات الكبرى، فإن إسماعيل وأم إسماعيل — وهما من أسرة إبراهيم — نزحا بأمر إبراهيم إلى ذلك الوادي الضيق المجدب المحصور بين سلسلة جبلية وشاطئ بحرٍ عظيم، وهناك تأسست أسرة فقبيلة، فدولة، فدين، فحضارة.
وما يزال البدوي رابضًا في صحرائه محتفظًا بنقاوة دمه بعيدًا عن حومة التاريخ إلى أن يرحل أو ينزح ويختلط بالشعوب الأخرى؛ لأنه ما دام منعزلًا على هذه الصورة فهو كمية مهملة. ومن هنا جاءت أهمية الإسلام؛ لأن هذه العقيدة التي انبثقت في قلب تلك الجزيرة أخرجت البدوي من غمده وأبرزته للعالم الخارجي؛ فعلَّم وتعلَّم، وحارب وسالم، وتألم وتمتع، وتهذب وتحضر، وسافر وتثقف، ونظم وحكم، وساد وعدل، وأنصف وظلم، وأغنى وأفقر، وأحب وكره، وكافح وحالف. نعم، كان البدوي في حياته السابقة على الإسلام التي توصف بالجاهلية شجاعًا وكريمًا وورعًا وقاسيًا ومطالبًا بالثأر. ولكن هذه كلها عناصر منفردة قد تكوِّن الخلق أو قد تدخل في تكوين الخلق، ولكنها لا تدل على شيءٍ من عقله ولا تبسط لنا مواهبه الروحية، وقد درسنا عقلية البدوي سواءً بالمعاشرة أو بالنقل عن عارفيه؛ فما شككنا يومًا في أنه — مع كل الفضائل التي تنسب إليه — تنقصه موهبة الانتباه واليقظة العقلية؛ فهو بفطرته خامد القريحة في كل ما يخرج عن دائرة تفكيره الضيقة ولا يستفيق من نومه العقلي الطويل إلا في فترتَي الحب والحرب؛ فهو إذنْ يصحو ويفيق ويحمل سيفه ورمحه أو يصوب سهمه وينطلق لسانه، ولكنه في الحالين مبالغ متطرف لا يعرف الهوادة ولا يسكن إلى الأناة؛ ولذا تراهم يضربون الأمثال للحث على الصبر والحلم وطول التأمل؛ فالبدوي مندفع إذا أحب أو حارب، ولكنه فيما عدا هاتين الخلتين نائم حالم. ولكن هذا النائم الحالم قد ميزته الطبيعة بموهبةٍ نادرة المثال تحسده عليها سائر الأجناس، وهذه الموهبة النادرة هي قوة الإرادة؛ فالبدوي قوي الإرادة يعادل أهل إسبرطة إن لم يَفُقْهُم، ويشبه الرومان إن لم يفضلهم، قوي الإرادة حتى الاستهانة بالموت؛ فالحياة التي تراها عند سواه ثمينة وغالية وجديرة بالدفاع والحماية، وفي المكان الأول بقيمتها وقدرها حتى يذل الرجل عنقه ويفقد كرامته في سبيل الاحتفاظ بها! ترى ذلك البدوي الذي لا يقل عن غيره حبًّا للحياة وتعلقًا بأهدابها — ولو على الأقل بحكم غريزة البقاء — ترى ذلك البدوي العربي السامي يستهين بها ويزدريها، ويفضل عليها الموت إن كان في بقاء الحياة ما يذهب بإبائه أو كرامته. وكذلك تراه يضحي بحياته في سبيل عقيدته؛ فالإيمان أولًا وقبل كل شيء، والكرامة أولًا وقبل كل شيء؛ ولذا رأيناهم يموتون في سبيل كلمةٍ مهينة، أو نظرة احتقار، أو تهمة تمس الشرف، ورأينا حروبًا شعواء تشعل نارها حفظًا لكرامة ضيف، أو غضبًا لانتهاك حرمة ضعيف، أو حمايةً لعِرض امرأة … لقد وضع البدوي حياته في كفة وشرفه في كفة أخرى، وهذه القوة لا تتوافر إلا إذا كانت الإرادة قد بلغت أشُدها في نفس الرجل. لقد أنحى ابن خلدون على العرب في كثير من فصول المقدمة؛ وأقساها السادس بعد العشرين الذي جعل عنوانه «أن العرب إذا تغلَّبوا على أوطانٍ أسرع إليها الخراب.» وفي هذا الفصل قال: «إنهم أمة وحشية … وغاية الأحوال العادية عندهم الرحلة والتغلب، وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومنافٍ له؛ فالحجر مثلًا إنما حاجتهم إليه لنصبه أثاف للقِدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ويُعدونه لذلك. والخشب أيضًا إنما حاجتهم إليه ليعمروا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك؛ فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران. وأيضًا فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس، وأن رزقهم في ظلال رماحهم، ويُتلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحِرف أعمالهم، لا يرون لها قيمة ولا قسطًا من الأجر والثمن. وأيضًا فهم متنافسون في الرياسة، وقلَّ أن يُسلم أحدٌ منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقلِّ وعلى كُره من أجل الحياء؛ فيتعدد الحكام منهم والأمراء. وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه وأقفر ساكنه وبُدلت الأرض فيه غير الأرض؛ فاليمن قرارهم خراب إلا قليلًا من الأمصار، وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع، والشام لهذا العهد كذلك، وأفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو سليم من أول المائة الخامسة وتمرَّسوا بها الثلاثمائة والخمسين من السنين، قد لحق بها وعادت بسائطه خرابًا كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانًا. تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدائن، والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين» ا.ﻫ. (ص٩٠، من المقدمة لعبد الرحمن بن خلدون).
وهذه النبذة نفسها نقلها من العربية إلى الفرنسية روبرت فلنت، في ص١٦٦ من كتابه تاريخ فلسفة التاريخ، طبع ١٨٩٣، ونقله عنه هوستون شمبرلين، ص٣٩٨، ج١، من كتاب «أصول القرن التاسع عشر»، نسخة إنجليزية، طبع ١٩١٣. وفي هذا الكلام الخلدوني تحامُل كبير على العرب، إن صح بعضه فمعظمه مبالَغ فيه، وإن صح هذا القول على العرب فماذا يقال عن القبائل البربرية التي انحدرت من شمال أوروبا وضربت شعوبها واكتسحت رومة وإسبانيا وألمانيا وفرنسا؟ وقد كان للعرب أثر في الحضارة في كل مكانٍ فتحوه أو نزحوا إليه، وقد أسسوا في أنحاء الشرق مدنية عظيمة لا تزال قائمة. ونحن لا نميل للأخذ برأي ابن خلدون على علاته، ولكننا ذكرناه لنظهر ناحية ضعيفة من خلق العرب رآها فيلسوف اجتماعي عظيم تجري في عروقه دماء عربية، ولا يخلو كلامه من بعض الحق؛ لأن العرب لم تصلح شئونهم ولم يتهيَّئوا للسياسة إلا بعد ثورة الإسلام.