التحنث في الغار
تحيط بمكة جبال عالية عارية جرداء لا يروق مشهدها النظر ولا يستهوي شحوبها وجمودها قلب المتطلع إليها، وهي تارة حمراء زاهية وأخرى سوداء داكنة، كأن هذه وتلك خارجتان من أتون ما تزال ناره حامية، وتتزاحم هذه الجبال بالقمم والأعناق والمناكب كأنها جيش من العمالقة قد حشدته تعبئة خاطفة وأمرته قوة قاهرة بالمسير ثم أصدرت له أمرها بالوقوف فوقف متحفزًا، وقد مضى على تحفزه ألوف السنين! تمر عليه السحب وتصبغه الشمس بألوانها وتعفره الصحراء برمالها وتهب الرياح في صفوفه وتنعكس أشعة الشفق عليه، كما تحتويه أشباح الغسق بقباء موحش من الظلام الدامس، وقد يطلع عليه القمر وتشرق عليه الكواكب فيبدو في ثوب أبيض بهيج، وهكذا تموت الألوان وتحيا بتنفس الصبح وغروب الفرقدين، وجيش الجبال واقف لا يتحرك، صابر على الرياح السافيات التي تصفعه وتلهب رءوسه بسياطها وتنفخ في آذانه بصفيرها. وتشق تلك الصفوف المتراصة أودية سحيفة ضيقة لا تتسق لأقدام جنوده الجبارة، ووراء هذا الجيش المرابط من الجبال بحر عجاج من الرمال المحرقة في الصيف والباردة في الشتاء، لا تقع العين فيها على شجرة أو زهرة ما عدا أشواكًا قائظة تطل بأعناقها من جوف الأرض كأنها بقايا باقات أهدتها الشياطين إلى إناثها، فيرتد بصر الناظر إلى هذه المرئيات حسيرًا كليلًا، فيرفعه في رجاءٍ إلى السماء فيرى غيومًا متراكمة تبددها تارةً أشعة الشمس أو أشعة القمر، وقد يبدو الفجر جميلًا لأن في يقظته صحو العالم بعد سكرة الظلام والنوم، فيروقك أن تنظر إلى الغزالة وهي تصعد في الأفق، ولكن هذا المنظر ما يزال على وتيرة واحدة حتى يمله النظر وتزهد فيه النفس، وقد تشعر بالضجر الذي تشعر به الجنود الشامخة التي حميت أشعة النور على رءوسها فتشفق على ناصياتها التي ما فتئت تنهال عليها حرارة السماء والأرض ألوف السنين ولم تتفتت ولم تُصب بضربة الشمس التي تصيبها بالجنون فتفلت من صفوفها وتضرب في الأرض ذات اليمين وذات الشمال أو تصطدم تحطم صدورها وكواهلها، ولكن الناظر يفيق إلى نفسه ذاكرًا أن هذه الجنود المتلاصقة ما هي إلا جبال رواسٍ لا تخطو خطوة ولا تنطق بلفظ ولا تُخرج صوتًا ولا تسمح حتى للعقبان والنسور أن تصرخ أو تبوح بسرها، وهل تضحك هذه الجبال منك أو تبكي عليك وهي التي شهدت مواكب العصور، وهل تجرؤ أن تذكر الأهرام تحت قدميها وأنت تنظر إليها، إن ألوف القرون تطل عليك من أعلاها لا أربعين قرنًا وحسب، ولكن لم يستبح حرماتها فاتح أجنبي، وما تزال في عزلتها القاسية متمردة ثائرة تحمل في أعماقها همس الدهور البائدة التي مرت مرور الأحلام والرؤى على جبار ينام واقفًا. ألا إنها صورة موحشة قد ترى فيها الجلال والرهبة ولا ترى فيها الجمال والطمأنينة إلا إذا تغلغلت في فؤادها وارتديت بردائها وتعمقت أحشاء الوحدة التامة والعزلة الدائمة.
إذا جن الليل وتراءت لك تلك الجبال تحجب الكواكب، وطورًا تجود عليك برؤيتها كما يجود البخيل ببعض دراهمه، وأدرت نظرك الكليل من انسداد الأفق، رأيت أنوار مكة في الوديان القريبة من تلك السفوح المائلة فتبدو منازلها وقصورها وآطامها وحصونها المتناثرة كالكواكب حول بناء الكعبة القائمة في وسط المسجد الحرام كأنها مركز الدائرة، ولكن مكة أو بكة أو أم القرى التي أسسها إبراهيم في عصرٍ سابق على موسى وإسرائيل لم تتخذ عن المدن الوارفة الظلال شيئًا من بهائها ورونقها؛ فعاشت كجبالها وأحراشها المحيطة بها جرداء من الخضرة والأزهار والعشب والماء، فلا خميلة فينانة ولا حديقة مخضلة ولا ساقية دوارة ولا مسقاة جارية، لا تسمع فيها هدير نهر ولا انسياب غدير ولا وسوسة جدول، ولا تقع العين منها على شجرة أو ثمرة أو زهرة أو ورقة خضراء تسر الناظر أو تشرح الصدر.
وهذا شبح رجل يتسلل من بيته في شارع الحزامية ويسير في الظلام تارةً وفي ظلال أشعة المساء طورًا، إذا زال زال قالعًا، يخطو تكفِّيًا ويمشي هونًا، ذريع المشية كأنما ينحط من صبب، إذا التفت التفت بجميع جسمه ليس في أعضائه ليونة، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، تراه العين فيدرك العقل شجاعته وقوة بنيته وصبره على الشدائد وصدق عزيمته.
يمر الساري بالأزقة الضيقة ويصعد في المرتفعات ويهبط المنخفض من الأرض ولا يلتفت في طريقه إلى أحد. لقد اتسعت حياته وامتلأت أيامه وابتسمت له الأعوام وعاش عيشة ابن بلده في عِشرة الفضلاء، بعيدًا عن أهل اللؤم والفساد، ولكن ها هو يقصد إلى مكان لا يعلمه إلا الله، وهو في سواد الليل الموحش ولكن قلبه عامر ونفسه مطمئنة؛ فهو منذ نشأته لا يخاف ولا يحزن ولا يكترث للأوهام ولا يوقر الأصنام، وقد حرر نفسه من قيود الوثنية والطيرة فلا فأل ولا شؤم وقد انبثق في نفسه ينبوع فياض بالجمال والتأمل، وطمحت روحه إلى مثل عليا لا يطيق التفكير في سواها. لقد كان في طفولته وصباه مصدر الفرح لأهله، فها هو صار رجلًا ناضجًا ورب أسرة وزوجًا سعيدًا يترك داره وأولاده في جنح الظلام، ويخرج ضاربًا في الأزقة بقدم ثابتة يحمل في صدره سرًّا مكنونًا، ويشعر في إبهام وغموض أنه حطَّ عن كاهله عبء الحياة الدنيا ولكنه حمل أمانة كبرى يرى وميضها في لمحات صحوه ونومه، ولكنه لا يدري على التحقيق ما هي، يشعر أنه قد انطوى صدره على عالم كبير من المعاني السامية، ولكنه يرى الهوة السحيقة بين قلبه وقلوب قومه الجفاة الغلاظ الأكباد العائشين كالأنعام في ظلامٍ دامسٍ لا يحلو لهم إلا الاتِّجار والادِّخار والمعاقرة والمنادمة والزفاف وسماع القيان والسمر والطواف حول البيت العتيق الحافل بالأوثان. يذكر وهو يسير أنه سلخ أيام طفولته وشبابه في السياحة والأسفار، وأنه رأى بلادًا غير هذا البلد وشعبًا غير هذا الشعب، وطاف بأرض الشام بين وادي الأردن وبصرى ومشارف العواصم الكبرى، بيت المقدس ودمشق، وأنه رأى جبالًا شامخةً ولكنها خضراء مورقة، وعرضت لعين خياله ألوان زاهية بعد الصحراء المترامية وواحات غارقة في العشب والماء.
ورأى في تلك السياحة آثار مدن بائدة ودورًا محفورة في الصخور وخرائب ينعق فيها البوم كانت لأمم سالفة لم تُعِرْ للأنبياء أذنًا صاغية؛ فانتقل في طرفة عين من وحدة ضيقة تحد البصر وترده إلى وحدة فسيحة يضيع في مداها الطرف.
هل يذكر الرجل الناضج ما سمعه من بحيرا الراهب لأبي طالب: سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم فعُد به إلى بلدك؛ فإنه النبي الذي يُبعث وهو سيد العالم؟ أم أن أبا طالب أعادها على سمعه لما شبَّ ونما فيما يعيد من أحاديث الذكريات؟ أَلِأَجْلِ هذا صدف في شبابه عن الأصنام وتنكب مخادعها عند الطواف بالبيت الحرام وأبى أن يضحيَ لها أو يأكل من لحوم ضحاياها؛ فظهر جفاؤه إياها في زواجه وتجارته وهو يرى شيوخ قومه وشبابهم ونسوتهم وأبكارهم يتسابقون إلى عبادتها والتقرب إليها والاستقسام لديها؟ فبأي سبيل هذا الرجل الذي يسري مطمئنًّا في الظلام وأي الأحلام يقفو وحده والناس نيام نوم الغفلة وغفلة السجود للأصنام؟
أيبحث عن الحقيقة في أعماق وجدانه أم يحرص على الحقيقة في حنايا ضلوعه، حتى إذا استوثق منها اطمأن إليها ورأى في جمالها وقوتها سلام نفسه وسلامة العالم؟
إلى من يتجه ليشكر ويحمد على من يثني لأن شبابه سلم من خبائث الجاهلية والشرك، ولأن نفسه بعدت عن مدارج الشهوات فظلت في صونٍ وفي صفاء؟ فمن أرادها على الصون والصفاء إلى أن استكملت نضجها ونموها بل إلى أن يشرع في الخروج والظهور من عالم المادة إلى عالم الروح، من عالم الحركة الصاخبة الخاطئة الآثمة إلى العزلة السامية؟ لقد عانى العُسْر والضيق أيامًا ولكنه نسيها في أكناف خديجة الزوجة الفاضلة النابهة. ترى فيم تفكر عندما تراه متسللًا في ظلام الليل وأية لوعة لا تخالجها إذا علمت أنه يسير مصعدًا إلى غار حراء؟ أليست واثقة من حبه ووفائه وعطفه وحدبه على أولادهما؟ ألم يذكر بحيرا عندما رآه رجلًا بعد أن رآه طفلًا وإن لم يكن بحيرا على قيد الحياة؟ ألم يره راهب آخر فبهره نوره الذي لا يعمى عنه إلا السواد الأعظم من أهل مكة؟!
ولكن صاحب هذا النور الوهَّاج والسراج الذي سوف يضيء العالم لم يكن في رأي ميسرة غلام خديجة الذي صحبه ليخدمه، لم يكن سوى رجل من قريش أهل الحرم، هل تكهن ورقة بن نوفل وهو ينظر إلى رءوس الجبال المحدقة بمكة كمن رفع له في القمم البعيدة طيف ينتظر معاده إليه، هل تكهن هذا المتحنف الفاني بأن في الجبل — جبل النور الشاخص في بياض شاهق على هيئة مربع متفاوت الأضلاع — طريقًا مجهولة تُخفي مدخلَها قممٌ حمراء بلون الشفق، وراءها غار شهد في الماضي السحيق لوعة إبراهيم الخليل، ورنت في أركانها أصداء صلاته إلى ربه. هذا غار حراء الذي ما يزال ينتظر الرجل المختار الذي يعيد ملة إبراهيم، وما زال الغار كالهيكل الخالي ينتظر العابد والجسم البالي يبتسم للروح الذي يحل فيه.
هل أفضى ورقة بهذا السر العميق لخديجة فازدادت تعلقًا بمحمد ﷺ وخوفًا عليه واستبشارًا بمستقبله، ولكنها لم تثبطه ولم تضعفه ولم تخذله لتتمتع به شأن النساء الخائرات الخوارات اللواتي يخن الأمانة التي في أعناقهن لرجالهن المخلوقين لأعظم الأعمال، فيفضلن سلامة الأبدان — ولو على الضعة والهوان — على مسايرة الكوكب الصاعد في علاه!
ولكن الله عندما شاء هيَّأ الأحوال ومهَّد السبيل، فسبحانه القادر المريد لا حد لقدرته ولا رادَّ لإرادته.
ها هو محمد يسري في الليل المهود الوسنان، ترى عينه سكونه ويمس القلب سكينته، وتكاد الأذن تسمع صوت صمته ونسيم الليل يسري رفيقًا ينفح ظله، وتبدو له في هدوء الليل قمم الجبال، خندمة وأبي قبيس وأجياد وجبل النور. العالم الأرضي يبدو كأنه مستغرق في أحلامه، ولكن طرق مكة لا تنام ولا تفتر عنها الأقدام؛ ففي الطرق ذرافات متمهلة أو مسرعة، متحدثة أو صامتة تؤم بعضها البيت الحرام وبعضها مجالس اللهو والغرام، فهل رآه أحد منهم وعرفه؟ وهل حدَّثتْ أحدًا نفسُه بما ينطوي عليه قلبه؟
الليل هاجع والخليقة نائمة، ولكن هل القلوب الوالهة تهجع؟ وهل العيون الباكية تغمض؟ وهل الزفرات المرددة تسكن؟ وهل هذا القلب نفسه يغفل؟ لقد استوى ليله ونهاره، وعشيه وأبكاره، وتركزت فيه تبعة بل تبعات لا يعلم إلا اللهُ مداها، وقد لا تحدِّثه نفسه بما يتبعها ولكنه متوجه شطر الغار كما تتوجه إبرة المغناطيس إلى القطب، ونازع إلى السر الأعظم نزوع الغريب إلى ولده وداره وقد ودع منذ هنيهة ولده وداره؟ أترى خديجة تفكر فيه وتصحبه روحها؟ محمد يريد الخلوة في هذا الزحام الإنساني والوحدة في هذا العباب والقرار في المحشر، ولذا هجر مضجعه وغادر مخدعه وخلف وراءه ولده وداره.
أقفرت الطريق واتجه محمد إلى الجبل، وضاق الوادي حينًا ثم اتسع، فأخذ سمته صوب الشمال وقلبه ممتلئ بالاشتياق والسرور، وعلى وجهه التهلل والبشر، ثم مال يصعد في السفح الذي ينتهي إلى قمة شاهقة ملساء قطعة واحدة من الصخر قائمة كأنها لوح عظيم تكتب عليه يد الأقدار اسم الرجل الأوحد والإنسان الكامل، فسار مصعدًا خفيفًا لا يبالي الشوك والحصى؛ فقد سبق له أن صعد ولم تمنعه أطراف الصخور الحديدة كأنها أروى ترتع على السفح، سار في طريق معلمة يبين فيها بين الحين والحين تمهيد الإنسان. هنا حجارة مرصوصة يُرتقى عليها، وهناك جدار صغير من حجارة مركومة أو مبنية تعصم الراقيَ أن يزلَّ عن الطريق. تتابع صاعدًا جاهدًا منحنيًا على المرتقى الصعب، وما في نفسه من رفعة المقصد أجلُّ وأرفع، وما يبهر النفس من رهبة المكان أبهر وأروع مما يبهر عينه في توقل هذا الطود العظيم، وكأنما محمد يرتقي في التوحيد وحكمته، ويصعد في جلال الحق وعظمته، ويطمح إلى السماء لا إلى قنة حراء. أليس مقدمًا على مشرق النور ومطلع الحق ومهبط الوحي وملتقى السماء بالأرض؟ لكأن هذه اللمعات الكوكبية والأشعة المرتدة من هذه القمة الملساء العالية من منار الحق تتألق في حراء أو آيٍ من القرآن الذي يوشك أن يهبط من السماء.
صعد ثم صعد حتى انتهى إلى صخرة فآوى إليها قليلًا يستجم ويمسح عرقه ثم رقى تتلوى به الطريق ذات اليمين وذات الشمال. على ذروة الجبل بقية صدع في الصخر، وقف على الذروة يسرح العين حوله بين جبال وأودية ويرى مكة وجبالها ودورها وقصورها. ترى هل حاول أن يرى موضع الكعبة أو موضع داره وعياله؟ الكعبة ربما، أما بيته فلا. هذه قمة حراء فليهبط إلى الغار نحو اليمين إلى صخرة هائلة مائلة على الجبال، وتخلل مسلكًا ضيقًا قصيرًا بينها وبين السفح إلى مستوًى صغير، أهذه هي الطريق التي وصفها ورقة أم هداه الله إليها؟ فإذا أمامه سفح متقطع ينحدر إلى أرض سحيقة وعلى يمينه قمة حراء التي كان فوقها وعلى يساره الغار، غار حراء العظيم فجوة ضيقة تميل على مدخلها صخور تدعم بعضها حجارة، أما سعته فمرقد ثلاثة متجاورين — سعة الضريح سيرقد فيه بعد خمس وعشرين سنة هو وصاحباه في بلد ناءٍ بعيد لم يزره إلا طفلًا؛ لأن والده مدفون في إحدى نواحيه، وأما ارتفاعه فقامة رجل، وفي نهايته صدع ترى منه الأرض والجبال إلى مكة.
فلما بلغ غايته جلس.
وإلى هنا فر بنفسه، هرع إلى الله وهرب إلى ربه من ضوضاء الحياة وأكاذيبها، من مظالم الناس ومفاسدهم، من باطل المعتقدات وزورها، من نفاق مكة وأوثانها وبهتانها، فآوى إلى هذا الجبل إلى قلب الخليقة ولبها.
هنا طود أشم يطل على أودية ألحت عليها الشمس المحرقة ليس بها من معنى الحياة إلا نبت ضئيل، وليس بها من ذكرى الحياة إلا أثر السيل بعد المطر، ووراء الأودية جبال شامخة تتداول عين الرائي، وعلى بُعدٍ منها مكة والكعبة وبيت أبي طالب وبيت خديجة ومولده هو وقبور ولديه وجده عبد المطلب … ولكنه ما جاء هنا ليفكر في الحياة والموت، ولكنه جاء ليفكر في الواحد الأحد والفرد الصمد الذي يُخرجه من الظلمات إلى النور.
بين هذه الجبال والأودية وتحت هذه السماء الصافية حقائق لا يشوبها تمويه ولا تزوير ولا يلحقها تبديل ولا تغيير ولا يمسها رياء ولا نفاق، فر إلى هذه الحقائق لا فرار الراهب يترك العالم لينجوَ بنفسه، بل كما يلجأ إلى الشاطئ من يحاول إنقاذ إخوانه الغرقى، هنا جمع محمد نفسه وفتح قلبه وناجى ربه، وهنا تجلى الله لهذه النفس الزكية، وأضاء على هذا القلب الطاهر وأفاض عليه من نوره وطهره.
لله ما وعى هذا الغار من آيات! ويا عجبًا كيف ثبت على هذه الرجفات!
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ.