الحجاب وقمة اﻟ ١٧
«إذن لنتَّفقْ مبدئيًّا حول معنى الفضيلة كقِيمة أخلاقية معيارية لقياس السلوك، فالمعلوم في الفرع الفلسفي المعروف بعلم الأخلاق، أنه ليس لفردٍ أن يحدِّد السلوك الفاضل ليَفرزه عن السلوك الرذيل غير الفاضل والشرير بالضرورة، مهما بلغت مكانة الفرد.»
يتناول «القمني» في هذا الكتاب مسألتَين جدليتَين في التاريخ الإسلامي؛ إحداهما مسألة الحجاب؛ فيضعها في السياق الاجتماعي والتاريخي والعقائدي، ويبدأ بتحليل قِيمة الحجاب بين الفرض والفضيلة، والفرق بينهما، وانعكاس ذلك على التفكير الجمعي للجماعة، كما يتطرَّق إلى سُلَّم القِيَم عند العرب ومكانة كل قِيمة فيه، وتأثير ذلك على إسباغ القداسة على مظاهرَ اجتماعيةٍ عديدة. أمَّا المسألة الثانية فهي ما سمَّاه قِمَّة اﻟ «١٧»؛ عندما اجتمع خمسة رجال من الأوس وخمسة من الخزرج مع سبعة من قريش في زمن الخليفة «عمر بن الخطاب» لمناقَشة أحوال البلاد المفتوحة.