نهاية العملية!
وافق «أحمد» على اقتراح «عثمان»، وكان عليه تأمين خروج «ريما» من المقر، فقام بالدوران بالطائرة حوله في دورات متتابعة. وأثناء ذلك لم تنقطع الطلقات من مدفعه ولا مدفع «إلهام».
فأصاب رجال المنظمة الهلع، ولم ينتبهوا ﻟ «ريما» وهي تخرج من مكمنها وتجرى في اتجاه الباب الخلفي للمقر.
ولمحَها «أحمد» من الطائرة وهي تبتعد عن المبنى، فطلب من قائد الطائرة أن يمكِّنه من الْتِقاطها.
غير أن طلقات تناثرَت حولها ولم تُصِبها جعلتها تنبطح أرضًا.
فبحث «أحمد» عن مصدر هذه الطلقات، فوجد شابًّا يسقط من أعلى مبنى المنظمة، فقد أصابته كرة «عثمان» الجهنمية في رأسه.
ومرَّة أخرى نهضت «ريما»، وجرت مبتعدة عن مرمى النيران.
فدارت الطائرة دورة واسعة، ثم هبطت لتلتقط «ريما»، فانهالت النيران عليها من كل مكان، فعادت للصعود مرة أخرى.
ورأى «عثمان» أن يتحرَّك ليلتقطها بالسيارة أثناء انشغالهم بالطائرة.
فاتصل ﺑ «أحمد»، وقال له: اشغلهم أنت، وسألتقطها أنا.
وفهمَ «أحمد» أن المطلوب منه هو أن يكثِّف نيرانه عليهم، وهذا ما حدث.
وفي هذه الأثناء، انطلق «عثمان» بسيارته حتى اقترب من «ريما».
وصفر في الهواء صاروخ صغير، ثم أصاب السيارة في مؤخرتها.
ودوَّى في المكان صوت انفجار رهيب، وتناثرت أشلاء السيارة في كل مكان.
ولولا أن «عثمان» كان قد قفز منها حين لمح الصاروخ ما نجا من هذا الحادث، وأصبح هو الآخَر في العراء مثل «ريما».
وأصبحت حمايتهما عبئًا على «أحمد».
ورأى أنه لا مفر من استخدام العنف، وطلب من قائد الطائرة أن يقوم بمناورات حول المبنى.
وطلب من «إلهام» أن تُخرج فوهة بندقيتها من النافدة المجاورة لها، وأن تصوِّب على الهدف، على أن تصيبه … لا للتهديد فقط.
وقام هو بإخراج ماسورة مدفعه من النافذة الأخرى، ثم طلب من قائد الطائرة أن يبتعد بها قدر المستطاع، ثم ينقض عليهم في خط مستقيم.
وكأنما فهم رجال المنظمة الخطة، فقد انتهزوا فرصة ابتعاد الطائرة، وتسلَّلوا إلى سياراتهم في سرعة، وعند عودة الطائرة كان سرب السيارات يتحرِّك متوغِّلًا في الصحراء.
فطلب «أحمد» من قائدها الهبوط لالتقاط «عثمان» و«ريما» أولًا.
ولم تستغرق هذه المهمة سوى ثوانٍ معدودة، عادت بعدها الطائرة للارتفاع عاليًا، وتنفيذًا لأوامر «أحمد» انطلقت في سرعة رهيبة حتى سبقت السيارات، ثم استدارت حتى واجهتهم، وانطلقت أكثر من دفعة رشاش، أصابت إحدى سياراتهم، فقلبتها على جنبها.
فجُنَّ جنون سائقي بقية السيارات، وانطلقوا بها، تاركين ركاب المقلوبة يلاقون مصيرهم.
فأمر «أحمد» قائد الطائرة بالهبوط لالتقاطهم، فهبطت الطائرة، وتوقفت بجوارها.
ونزل «أحمد» يستطلع أخبار مَن بها، فأمسك أحدهم بياقة قميصه، وكاد يخنقه، فتخلَّص منه بصعوبة، ثم صعد إلى الطائرة، وطلب من قائدها الصعود.
وانتظر حتى أصبحوا في الهواء، فأطلق عليها صاروخًا صغيرًا.
فدوَّى صوت انفجار رهيب في أرجاء المكان.
ثم استدارت الطائرة لتحلِّق بقية السيارات.
وكانت قد ابتعدت، ولم يعُد لها أثر.
ودارت الطائرة في حلقات متلاحقة بحثًا عنها، ولكنهم لم يجدوها.
ولاحظ «عثمان» أثناء تحليقهم منخفضًا تُحيطه الأشجار الكثيفة.
فطلب من قائد الطائرة الهبوط إلى جواره، وما إنْ حطَّت الطائرة حتى حملوا مدافعهم، وتقدموا ببطء من حافة المنخفض، فرأوا السيارات تختبئ تحت ظل الأشجار.
فأطلق «أحمد» صاروخًا انطلق بالقرب منها، فخرج كلُّ مَن بها، رافعًا يدَيه مستسلمًا.
فطلب منهم «أحمد» أن يعودوا إلى سيارتهم بعد أن يلقوا أسلحتهم.
وأن يسيروا في حراستهم حتى يعودوا إلى «القاهرة»، وخلف السيارات طارت الطائرة تحرس أخطر منظمة استهدفت أمن الوطن حتى أسلموهم إلى رجال الأمن.
وتلقوا تهنئة من رقم «صفر».