أغاني الدرويش
هذا الديوان شاهد على طور من أطوار التوهُّج الفنِّيِّ لدى الشاعر «رشيد أيوب» كدرويشٍ ناهَزَ الخمسين من عمره، يقف راسخ القدم بين شعراء «الرابطة القلميَّة» الذين جمعهم الشِّعر بعدما فرَّقهم عن أوطانهم المهجر. يغنِّي الدرويش أغاني الحزن والفرح، الشكِّ واليقين، اليأس والأمل، الحرمان والامتنان، والحلم. نلمح في قصائد الديوان نغمة أسًى مع انقضاء الشباب وحلول الشَّيْب، ورقصة ابتهاج بطلعة الصبح من بعد ليل طويل، وبطيب العيش بعد صبر جميل. نقرأ شكاوى شاعر مهموم، يجيد الاهتمام، ويتقن التشكِّي، لكنه في الوقت ذاته يلاحق بدأبٍ آمالَه الضائعة، حتى وإن اقتضت الملاحقة الارتحال عن الحياة، يرحل عن جزر النسيان مبحرًا في سُبُل الحبِّ، يذكر وطنه كذكره نفسه والحبيبة، يحِنُّ، ولا ينفكُّ يرعى عهد الهوى، يهجو زمانه، لكنه يمتنُّ للحبِّ والشِّعر وصوت الناي.