من خلال الضباب
نظرتُ وكلِّي عيونْ
إلى رائعات الجمالْ
ولمَّا دهتْني الشجونْ
شددتُ إليها الرِّحالْ
فسادَ بقلبي السكونْ
وتاه بنفسي الخيالْ
إلى حيث ألقى السلامْ
•••
أيا ليلُ يا ابن الدهورْ
بربِّكَ لا تنجلِ
فظلامُكَ رشدٌ ونورْ
لدى الشاعر المختلي
أمانٍ وراء البدورْ
بها قلبه ممتلي
فمهلًا، ألا يا ظلامْ
•••
غرامي بتلك الشموسْ
وأنوارها لا تغيبْ
فكيف أخاف البئوسْ
وروحي بمرعًى خصيبْ
ألا شعشعي يا كئوسْ
فما للرزايا نصيبْ
وزدني شجًى يا غرامْ
•••
غناءٌ يليهِ نُواحْ
ولحنٌ قريبٌ بعيدْ
فيا عندليبَ الصباحْ
ألا اصغِ لقلبٍ شريدْ
كذا انصتي يا رياحْ
إلى أن يتمَّ النشيدْ
وحتَّى المغنِّي ينامْ
•••
لقد مات شخص الشبابْ
وغطَّى الدُّجى مقلتَيهْ
لماذا أنادي السحابْ
ليبكي انتحابًا عليهْ
أنا من خلال الضبابْ
سريعًا أسيرُ إليهْ
كحلمٍ سرى في المنام