خيمة الناطور
لظلام الليل فضلٌ في الحياةْ
مثلما للنُّورْ
أين لولا الليل حسنُ النيِّراتْ
أيها المغرورْ
فخذ الدنيا وما فيها وهاتْ
خيمةَ الناطورْ
حيث أدنو في لياليَّ الطوالْ
من حمى الإلهامْ
وترى عينايَ في أرض الخيالْ
روضةَ الأحلامْ
•••
إنَّ عهدي بالسُّهى للعاشقينْ
منهلًا مورودْ
يا بناتِ النعش اسعفنَ حزينْ
حظُّهُ مفقودْ
هائمًا يقضي الليالي يستعينْ
بابنة العنقودْ
هو صَبٌّ مذ قضى دور الغرامْ
عاش بالتَّذْكار
وإذا ما جنَّهُ داجي الظلامْ
أنشدَ الأشعارْ
•••
هينمي يا ريحُ من فوق القبورْ
لا يعي الوسنانْ
واخفقي ما شئتِ من فوق القصورْ
صُمَّت الآذانْ
ليس يدري غير أصحاب الشعورْ
حرقةَ الولهانْ
هذهِ الدنيا فخذها يا غني
واملكِ المعمورْ
أنا لو خُيِّرتُ منها فاعطني
خيمةَ الناطورْ
•••
يا لنفسٍ في الهوي ما برحتْ
تذكرُ الأحزانْ
تلك أيَّامُ الصِّبا قد نزحتْ
ومضتْ أزمانْ
وإذا الخمسون مرَّت رجحتْ
كفَّةُ النسيانْ
فتعالي هو ذا درب الصوابْ
خيمةُ الناطورْ
وابشري يا نفس في حسن الثوابْ
عند نفخ الصورْ