الإضمار
تأمَّلْتُ في دنيايَ حتى وجدتُها
نقيضةَ ما تُبدي لعيني المَظاهرُ
وما كان هذا النَّقْضُ نَقْضًا بذاتهِ
ولكنَّه فيما يُناقضُ ساحرُ
كما ألَّف الأطيافَ ضوءٌ موحِّدٌ
فغابتْ ومِن أمواجها الضوءُ عامرُ
ففي كلِّ شيء آخَرٌ عاش مُضمَرًا
فتبدو وإِنْ تُحْجَبْ لحسِّي الضمائرُ
وما عالَمُ الذَّرَّاتِ ما العلمُ كاشفٌ
إذا خَدعتْ كالعالمينَ العناصرُ
تَقَلَّبُ ألوانًا رياءً مُجَدَّدًا
وتَخذُلنا منها النُّهى والمشاعرُ
وما بَذَّها في سُرعةِ الوثبِ طائرٌ
ولا فاقَها في وثبةِ الوهمِ شاعرُ
فأحسستُ أنَّ الكون أضعافُ ما أرى
وكلَّ وجودٍ ضِدُّه فيهِ حائرُ
وآمنتُ بالمعنى الخفيِّ فإنه
من النور يخفى وهو كالنور غامرُ١
تَوَحَّدَت الأضدادُ في كلِّ كائنٍ
ففي المؤمنِ المشهودِ يكمنُ كافرُ
وقد ضَلَّ كلُّ الناس ساعةَ هَدْيِهمْ
لذلكَ دَهرُ الناسِ بالناسِ ساخرُ!
١
إشارة إلى أمواج النور الغير المنظورة.