النور الأسود
لم تَنلكَ العُيونُ لكنما نِلْـ
ـتَ صميمَ الحياةِ فيما صَنعْتَ
قد هجرتَ الأسلاكَ واعتضتَ بالسِّحْـ
ـرِ فأسمعتَنا الذي قد سَمِعْتَ
بل نشرتَ الرُّؤَى تهاويلَ للعيْـ
ـنِ وطوَّعْتَ نُورَها شبهَ آسرْ
وموادَّ الحياةِ كوَّنْتَها فيـ
ـنا وفي النَّبْتِ في تصاويرِ شاعرْ
مُرْهف الحسِّ مُرْهف الذِّهْن والجسـ
ـمِ وواقي عناصرَ الخيرِ شَرَّا
تَنفُضُ السقمَ، تدفع الغُدَدَ الصُّمَّ
إلى مُعجزٍ شأى الطبَّ سِحْرَا
أيها النورُ، أنتَ في ظلماتٍ
خافقاتٍ بموجكَ النَّفَّاذِ
ليتَ شعري أتلك نُورٌ عميقٌ
مستَقلٌّ ببأسِكَ الأخَّاذِ
حينما نحن في ظلامٍ عجيبٍ
مِنْ ضياءٍ يفوت مَعْنَى الضياءِ
شوَّهَتْه مفاسدٌ طائشاتٌ
مِنْ جنونِ الحياةِ والأحياءِ؟!