المرأة المسلسلة
مِنْ نحوِ مليونِ عامٍ
بَعثتِ هذا الضياءْ١
فنحنُ لسنا نراكِ
وإنْ أضأتِ السماءْ
نراكِ أمسًا بعيدًا
فكيف ذا اليومَ أنتِ؟
وأيُّ جبَّارِ فكرٍ
يراكِ مهما نأيتِ؟
يا للخيال المواتي
اليومَ يَعجزُ دُونَكْ
يَراكِ لا مثلَ راءٍ
وليس يَدري فنونَكْ
يراكِ رؤيا عيانٍ
وأنتِ كالمجهولْ
ويَعبرُ الدهرَ شِعرًا
في حين تكبو العقولْ
كذاك تحكمُ فينا
المرأةُ الجبَّارهْ
حاكتكِ أسرًا ونُورًا
ولم تَزَلْ سَحَّارَهْ
حاكتكِ لغْزًا عميقًا
مُركَّبًا لا يحَلُّ
وكلما لاحَ عِلمٌ
تَناوبَ العلمَ جَهْلُ
ليست ألوفُ الألوفِ
عُمْرًا لمثلِكِ يُذكَرْ
وما عواطفُ دنيا
شيءٌ لأختِكِ يُؤثَرْ
تشكو السلاسلَ بينا
تقودنا بالسلاسلْ
وكلنا اليومَ عَبْدٌ
حاكى الأخيرُ الأوائلْ!
وكلنا ليس يَدري
أتلكَ للعصر تُنْسَبْ
أم مِن قرونٍ تَراءَت
بعصرنا وهي تحْجَبْ؟
١
يبلغنا النور من سديم المرأة المسلسلة في ٨٥٠ ألف عام.