تحطيم الذرَّة
حَجرُ الفلاسفةِ الذين تَناوبوا
سِرَّ العناصرِ عادَ للأحفادِ
كم داعبوه خُرافةً سِحْريةً
وتراجعوا في حُرقةٍ وسهادِ
واليومَ عاد مُجدَّدًا ومُحقَّقًا
في قوَّةِ الإصدارِ والإيرادِ
في الكهرباءِ، ويا لَها مِنْ قوَّةٍ
عُلويَّةٍ عاشتْ على الآباد!
قَهَرتْ نَوَى الذَّرَّاتِ حتى حُطِّمَتْ
صُوَرًا مِنَ الطَّاقاتِ والآمادِ
وكأنها القلبُ المَليءُ عواطفًا
يَنْهَدُّ تحتَ مَصائبٍ وعوادي
فيَذيعُ في دُنيا المَشاعرِ وَجدهُ
ويَسيرُ في الأشواقِ والأحقادِ
ويُبَثُّ في صُوَرِ الفنون مُحَوِّلًا
ما بين أحياءٍ وبين جمادِ
وكذلك الذَّراتُ هَدْمُ بنائها
خَلْقٌ لأضدادٍ على أضدادِ
لَبِنَاتُ هذا الكونِ مِنْ لَبِنَاتِها
وفؤادُها ثاوٍ بكلِّ فؤادِ
فيها الكهارِبُ كلُّ ما هو قائمٌ
خلفَ الوجودِ وكلُّ ما هو بادي
مَنْ ذا يُقدِّرُ والحياةُ تَسابُقٌ
بين العقولِ كحالِ كلِّ طرادِ
كيف الغَدُ الحرُّ الجريءُ يَهدُّها
ويَصوغُها في حِذقِه المُتمادي
ويَهون تَشييدُ البناءِ لعلمهِ
مثلَ الجبالِ تَهونُ للصيَّادِ؟!
مَنْ ذا الذي يَدري؟ فكم مِنْ مُضْمَرٍ
في الغَيْبِ يُذْهِلُ حِذْقَ كلِّ رشادِ
ولقد يَرى الأحفادُ أن همومَنا
لَعِبٌ، وليس جهادُنا بجهادِ!