تفاحة الخطيئة
أحيانًا فقط بدافع حب الفضول أتساءل ماذا لو لم أولد، ماذا كانت ستكون الحياة من دوني، هل كان سيحدث تغيير ما، ما الذي يحمله وجودي الخاص للوجود العام؟ هل كانت صدفة الميلاد هذه التي أنا عليها الآن ضرورية؟
ولكن لا عليَّ، ما دمت قد جئت إلى هذا العالم؛ فلأحاول أن أصنع شيئًا ما بحياتي البائسة. يكفي فقط أن أتبع هذا النور إلى حيثُ يقودني، ولكنني لن أمنع نفسي مع ذلك من ممارسة لعبة التفكير، كما لو أن التفكير بالنسبة لي هو مجرد رياضة ذهنية ليس إلا، شكلٌ من أشكال خلط أوراق اللعب، رمي للنرد بغرض الوقوف على الاحتمالات الممكنة. أو لنقل نوعٌ من الهذَيان الواعي.
أتساءل مثلًا عن قصة هذه التفاحة التي صنعت تاريخ الوجود البشري، هل كان من الضروري منعها على أبينا آدم؟ ولماذا يتم منعها عنه إذا كان الله العلي القدير، المطلع على كل خبايا الأمور يعرف جيدًا أن آدم لن يستطيع منع نفسه عنها؟ بل هل كان من الضروري أصلًا أن توجد هذه الشجرة هناك حتى يمد يده إليها؟ وماذا كان يفعل إبليسُ اللعين هذا، في الفردوس وهو المطرود منه؟
ولكن ما هذه التفاحة العجيبة المصقولة بأنفاس الرب؟ تفاحة البلور والغبش، ها هي ذي تعود من جديد؛ لكي تسقط كدمعة سماوية، فوق أحلام نيوتن الأبدية، هذه التفاحة مع ذلك هي نفسها الفاكهة التي آكلها ويأكلها طفلي الصغير، ألم يكن من الأجدر على الأقل تحريمها فقط للتذكير بقصتها الرمزية هذه؟ لقد عادت هذه التفاحة من جديد؛ لكي تجذبنا نحو جنَّتِنا الأولى، حيث لا تزال الشجرة هناك.
أحب أحيانًا أن أذهب مع هذه الميتافيزيقا المباشرة، أو الاستعارة البيضاء كما يمكن أن يسميها البعض. أنا أعرف أن الوجود ورطة، شرَك لا خلاص منه أبدًا حتى في العالم الآخر، ولكنني مع ذلك سعيد بهذه الورطة، طبيعتي تحب الأسرار وأكبر سر هو طبيعتي.