الفصل الحادي عشر
لم يلبث فؤاد أن وصل إلى مصر العتيقة إلى المنزل الذي سبق فاستأجره وأعدَّه لسكنى عفيفة، وكان المنزل صغيرًا أمامه حديقة تكاثفت فيها الأشجار، وحوله سور مرتفع من الأحجار، وكان قد مضى على عفيفة في سكنى ذلك البيت خمسة شهور؛ أي من تاريخ وفاة والدتها. وكان باب الحديقة مفتوحًا، فدخله فؤاد قائدًا حصانه بيده، وتقدم بعض خطوات، فدنا منه البستاني، وكان رجلًا قوي البنية، مرتفع القامة، يُناهز الأربعين سنًّا، وعليه لوائح الهمة والبساطة، فبعد أن حيَّا بالسلام، استلم من فؤاد رسن الحصان، فسأله فؤاد عن عفيفة، فقال: هي في غاية الصحة يا سيدي، وقد تكدرت من الزوبعة الشديدة التي عصفت في الأمس، فأتلفت أزهار البستان ونثرت أوراقه، وكان الغمُّ أزيد عندي وأعظم.
قال فؤاد: لا بأس، فلا تحزن، فهل لديك شيء آخر تخبرني عنه؟
قال البستاني: أخبرك أن الوقت مختلف يُناسب اللصوص الذين دأبهم السطو على البيوت والمزارع، ولكن كن مطمئنًّا أني ما دمت في عافية وقوة ومعي كلبي وبارودي لم أخف من أحد عدوانًا.
قال فؤاد: وهل أنت مواظب على المراقبة في البستان كما أخبرتك؟
قال البستاني: أطوف في البستان مرتين قبل النوم، ثم أعهد المراقبة إلى كلبي، فيقوم بها إلى الصباح، فأنهض من نومي، وأشرع في العمل والزراعة، فتأكد يا سيدي أن سيدتي في مأمن من كل طارق هنا.
قال فؤاد: يكفيك ما تجري من المراقبة ليلًا، وأما في النهار فلا تسمح لأحد بالدخول أيًّا كان، فقد يأتي بعض اللصوص بزي الأفندية وملبوس حسن، فاحترس منهم، ولا تدعهم يدخلون إلى البستان البتة، والآن فعليك أن تأخذ الحصان وتريضه قليلًا ثم تربطه في مكان، وتضع له علفًا وافيًا، وكن منتبهًا دائمًا، واجعل وصيتي في قلبك.
ثم إن فؤادًا دخل إلى المنزل فاقتربت الخادمة منه فسألها عن سيدتها فقالت: هي في الكشك، أتريد أن أدعوها؟
قال: هل رُوِّعت من الزوبعة التي عصفت بالأمس؟
قالت: بلغت بها الروعة الغاية حتى ارتعبتُ لارتعابها، وذلك فإنها عند اشتداد الريح نهضت من سريرها وفتحت النافذة المشرفة على الخلاء، ووقفت تنظر، فحاولت كثيرًا أن أبعدها عن مَهَابِّ الرياح، وأن أرجعها إلى سريرها فأبت، وهي تقول: إن استنشاق الهواء ينعشها، فقدمت لها كرسيًّا جلست عليه ووقفتُ إلى جانبها، فابتهلت إلى الله بالصلاة الخاشعة، وجعلت تحدثني بقولها: إن هبوب الرياح واشتداد العواصف يُذكِّرها بقدرة الرحمن، فهي جنده القوية تُذكِّر بالفائتين، ثم قالت: فكأنني عند عصوفها أرى المقابر مفتوحة، وأسمع الأموات يستغيثون، فلنُصلِّ عليهم خاشعين.
فأجبتها بالإيجاب، وظللت وإياها أُصلِّي حتى استولى عليَّ النعاس فاعتمدت بيدي رأسي، وكان القمر يضيء بأشعته الساطعة، تستره الغيوم ثم تنقشع عنه فيسطع نوره الباهر في الحجرة، فتجهش سيدتي بالبكاء، وتزيد في التضرع والابتهال، وكنت أراها تتقدم أحيانًا وقوفًا على النافذة، فأخشى عليها السقوط، وأنهض مرعوبة فأقبض على أطراف ثوبها.
قال فؤاد: يالله، كيف أن فِكْرَ الموت لا يزال يتردد في بالها، وتساورها الأحزان، وتغالبها الأوهام والتصورات الرائعة، فهي في حالة تُوجب الغم والكدر؟!
قالت الخادمة متتبعة: وكنت أحاول إجلاسها على الكرسي، فما أبلغ ذلك إلا بغاية المشقة، وكنت أرها تغمض عينيها كأنها تبغي فرارًا من رؤية منظر يُزعجها ثم تفتحها على الخلاء، وكنت كلما تأملتها في هذه الحالة دخل الرعب قلبي، ولولا فرط حبي لها وشدة إخلاصي لما أمكنني الجلوس معها في حجرة واحدة، وكانت حين أطلب إليها أن تنهض إلى سريرها وتشرد عنها الأفكار فلا تسمع أصوات الرياح العاصفة تقول لي: إنها تتلذذ جدًّا من سماعها وتطرب للغاية، كأنما قد تهيَّأ لها أنها أصوات الراقدين وتهاليل نُزلاء القبور، فكان يرتعش جسمي من سماع قولها، ويضطرب قلبي أيمَّا اضطراب.
فتنهد فؤاد، وجعل يتوجع لعفيفة ويحزن لحزنها وروعتها، ثم قال للخادمة: تممي حديثك.
قالت: كانت سيدتي تقول لي: إنها تسمع في هزيز الريح رقة صوت أمها وأبيها، وأكثر ما ترجعه الريح صوت أمها لقُرب عهدها بالوفاة فتهيج بها الأشجان وتبتل الدموع منحدرة على الخدين، حتى بكيتُ لبكاها، وما زالت — وزلت كذلك — حتى مضى هزيع من الليل، وكان قد أعياها التعب وأضناها الكلال والبكاء، فأخذتُ بيدها وأضجعتها على سريرها فغالبها النوم، فما أفاقت من سباته إلا عند الظهيرة.
قال فؤاد: لعلها تتذكر ما حصل منها في الأمس.
قالت: ما أظن أنها تتذكر شيئًا، فهي لم تفه بشيء ما في هذا اليوم.
قال: إذن لا تُذكِّريها بشيء، وأنا مسرور منك للغاية، فامكثي في مكانك فإني ذاهب إليها بنفسي، وكان الكشك في وسط الجنينة شبيهًا بحجرة صغيرة يصعد إليه بثلاث درجات من الخشب، وله نافذة من الجهة الشرقية تطل على سياج البستان، وكان مستدير الشكل يُحيط به النبات الأخضر، فيظهر من الخارج كالقبة الخضراء حوله الأشجار قائمة، وبالقرب منه تحت النافذة قناة تجري فيها الماء، وفي داخل الكشك عند النافذة مقعد من الخشب كانت عفيفة جالسة عليه وفي يدها كتاب تقرؤه، إذ دخل فؤاد فتهلل وجهها، وأشرق جبينها فهبت إليه مسرعة، فبادرها بالتحية القلبية، وأجلسها على المقعد جاعلًا يده في يدها.
وقال لها: إنه محبور لانشراح صدرها.
قالت: تأخَّرت في هذا اليوم عني، فانشغل بالي كثيرًا، وظللت أفكر وأخمن وأظن الظنون في غيابك، وأسأل نفسي عن السبب في تأخيرك.
قال: هل استعملت الاستخارة للعلم بوقت حضوري؟
قالت: بل كنت أستشير هذا الكتاب فأفتحه على الصدفة فأعد سبعة أسطر من صفحاته على اليمين ثم أقرأ، فإن وجدت الكلام خيرًا تباشرت بمجيئك، وإلا تولاني الغم والكدر.
قال فؤاد ضاحكًا: أعندك علم الغيب؟
قالت: أنت تهزأ بي، وتزعم أني مصدقة بالاستخارات وضرب الرمل وفتح الورق والمندل والخرافات الأخرى التي من هذا القبيل، المتسلطة على عقول العامة من الناس بمعزل عن العقلاء العارفين بأنها من الأباطيل والمضحكات، فلا يعتبرونها بشيء ولا يعتقدونها إلا شعوذة أو مهمة اتخذها بعض الناس وسيلًا للمعاش، أما لو رأيتني أفتح الورق أحيانًا فليس إلا على سبيل التسلية في وحدتي.
قال: ما دمت لا تصدقينها فإني لا أُصدق الأحلام.
قالت: ولعلك أبصرت في منامك شيئًا، فأخبرني عنه لأُفسره لك.
قال: أبصرت في المنام كأنك موجعة متكدرة، فرأيتك في اليقظة مسرورة محبورة، فأشكر الله على كذب أحلامي.
قالت: أكان هذا السبب في غمِّك؟ فإني رأيت على وجهك علامات الكدر في دخولك إليَّ.
قال: كنت مضطربًا خوفًا عليك أن أراك متكدرة ومنحرفة المزاج.
قالت: كدَّرك مجرد الظن أن تراني — كما قلت — موجعة، فوالله إنك لصديق صادق، لا ريب في شهامتك، ولكني أراك بعض الأحيان عابثًا واجمًا فيضعف اعتقادي بمحبتك، ويعروني الكدر الشديد، وكل مناي في الدنيا أن أكون محبوبة لك عزيزة مجبورة الخاطر على فقد الملجأ والسند، ولولا رجائي منك واتكالي عليك واعتقادي بأنك تحبني وتهتم في شأني؛ لفارقت هذه الدنيا، وكفى بالأمل تسلية للحزون، أذهب الله عن قلبك الأكدار، وبلَّغك الفوز والسعادة.
قال فؤاد: ما هذا الكلام يا عفيفة؟ يعلم الله أني محبك من صميم الفؤاد، ولا شيء في الكون عندي بمعزتك، فقد كدَّرتني بحديثك.
قالت: في إمكانك أن تجعلني مسرورةً دائمًا أبدًا لو تبش في وجهي فلا تعبس، فإني عندما أراك مبتسمًا يفرح قلبي، وبعكس ذلك إذ أراك عابسًا واجمًا فإني أنقبض، وتعروني الغمة والله يعلم. ثم إنها حوَّلت وجهها عنه، وأذرفت الدموع من شدة التأثر ورقة الإحساس، فزادها الوجد ظرفًا وجمالًا.
فاندهش فؤاد من رؤية محاسنها البديعة، وتحركت عواطفه نحوها، فجعل يُحدِّث نفسه بقوله: لقد صدقت — واللهِ — أمُّها حين قالت لي وهي على فراش الوفاة: إن عفيفة ستكون حملًا ثقيلًا عليك، فها أنا أشاهدها كل يوم وألازمها الساعات الطوال شاعرًا بلوعات الهوى، أحبها وتحبني، فأكتم وجدي حتى برح بي الجوى وأضناني الغرام، واشتدت وطأته عليَّ، فأخشى الاحتراق في ناره، فأنا بين أن أهلك أسى وكتمانًا وبين أن أبوح لها بحبي، أكاد لا أهتدي سبيلًا، وأشفق أني أصرح لها بوجدي فأكون قد خدعتها ونكثت بالأيمان التي حلفتها لوالدتها في ساعة النزاع، وهي يمين معظمة أقوم بها حتى يواريني التراب، وخير لي أن أهلك وأفارق هذه الدنيا من خيانة الأمانة والعهد ونقض الشرف، فهذه الفتاة محرمة عليَّ إلا أن تكون لي زوجة على الحلال، فتتم سعادتي، وأنال من الدنيا جميع ما أشتهي، وأما أن أفسق بها فمعاذ الله من ذلك.
ثم إنَّه تأمل قليلًا في أمر والدته، ماذا تقول إذ يبلغها عزيمته على الزواج بعفيفة؟ هل تقبلها زوجة له على فقرها؟ إذ هي لا تفكر إلا بامرأة غنية، ولا ترى السعادة إلا بالغنى، فتنهَّد لخطور هذه الخواطر فيه.
فأبصرت ذلك عفيفة وبلغ التنهد أذنيها فقالت: ما بالك تتنهد وأرى علامات الحزن بادية على وجهك؟ فإن كنت أنا السبب في ذلك رجوت منك السماح.
قال: بل أنا أرجو سماحًا، فإني بدلًا من تسليتك وتعزيتك وتسرية الكرب عنك في وحدتك قد زدتك غمًّا وحزنًا.
قالت: لا، بل إنك واجد في أمور تكدرك، ولكنك سيد كريم كتوم لا تريد إخباري لئلا تغمني، وتراني في حضورك هنا حزينة باكية، فتسعى في تعزيتي وتسليتي، وتوبخني أحيانًا على فرط حزني، وإن كنت في باطن الأمر تعذرني، فلما حضرت اليوم ووجدتني أبتسم على خلاف عادتي ظننت أن أوجاعي قد زالت وأحزاني قد فترت، وربما توسمت من ذلك نسياني لوالدتي، وهي نصب عيني وأحزاني مستمرة ما بقيت في هذه الحياة الدنيا.
قال: هذا ضرب من اليأس لا يجمُل بالعقلاء، فالعاقل من يُسلِّم إلى أحكام الله، ويصبر على المصائب مهما بلغت منه الشدة، فإنه لا راحة في الكون حقيقة ولا سعادة تدوم، وكل شيء زائل باطل، وكل بداية ولها نهاية، ولا يدوم غير وجه الله الكريم.
قالت: الصبر كلمة لا تجول في خاطري البتة والسلوان لا أعرفه، وليس لي غير البكاء سمير، فلأبكين والدتي — كما بكيتها يوم وفاتها — حتى تزهق روحي، وإن كان خمودًا في أحزاني، فإن ذلك الخمود يعقب شدَّة تذر ما قبلها.
وهنا انهملت الدموع من عين عفيفة، وكثر اضطرابها واصفرار وجهها، فانفطر قلب فؤاد لرؤيتها، فقال لها: هوِّني عليك يا عزيزتي، وسكِّني البال، فليس يخفى عليَّ كثير محبتك لوالدتك، وفرط حزنك عليها، وأنك تذكرينها على الدوام.
قالت: أتعلم السبب في رؤيتي متهللة في هذا اليوم، فذلك أني رأيت في المنام والدتي وسمعتها تناديني. ثم إن عفيفة جعلت تمرر يدها على جبينها لتجمع شتات أفكارها، وتتذكر ما رأت في الحلم، وقالت: حقًّا إني رأيت في الأمس أمرًا شديد الغرابة، أثَّر على قلبي تأثيرًا كثيرًا، رأيت كأني في برية، فهبت زوبعة أتلفت الأزهار وطبقت الأكوان.
قال: ما أظنه حلمًا، كان عيانًا.
قالت: قد بلغ بي الاضطراب مما رأيت حتى غبت عن رشدي، ولا يزال بي بعض الشدة من تأثيره.
وبينما كانت عفيفة تتكلم، قرع جرس المنزل، فأقبل البستاني يخبر بأن همامًا واقف، فلم يُكمل حديثه حتى قرع الجرس ثانية، فقال البستاني: إن قرعه لثالث مرة كسره لا محالة.
قال فؤاد: اذهب إلى عملك، ولا تفتح لأحد أيًّا كان، ثم قال له: مؤكد أن القارع هو خالي همام.
قال: نعم يا سيدي، فإني عرفته حق المعرفة، وقد صعدت من برهة وجيزة على شجرة لأقطع بعض أغصانها فرأيته مُقبلًا يدخل من بيت إلى بيت، فلا يمكث أن يخرج وعليه علامات الكدر، فكأنه يبحث عن شيء فلا يجده، ولعله يسأل عن منزل للأجرة.
ولما نطق البستاني بما نطق عاد إلى عمله، أمَّا عفيفة فكانت جالسة في مكانها لا تتحرك، وعلى وجهها الشحوب، وكانت تشعر بانقباض وانكماش زائدين، فقال لها فؤاد: ما بالك يا عفيفي متغيرة، أراك مرعوبة ولونك شاحبًا؟
قالت: ظننت القادم علينا خليلًا زوج والدتي المرحومة.
قال: جاء ظنك في غير محله، كيف تتصورين أنه يدري بمكانك هنا؟
قالت: قد تقوده الصدفة كما قادت خالك إلينا.
على أن فؤادًا علم أن حضور همام خاله لم يكن بطريق الصدفة كما ظنت عفيفة، بل إنه حضر للتفتيش عليه عمدًا، فكتم ذلك عن محبوبته؛ لئلا يشتد اضطرابها، ويزيد انشغال بالها، وجعل يُسكِّن قلبها، ويُبرهن لها أنَّ من المستحيل على خليل الاهتداء إلى عزلتها، ويؤكد لها أنه قد نسيها، فلا تخطر في باله، وما زال حتى سكَّن روعها، ثم استأذنها بالانصراف قائلًا: إني وعدت والدتي بأن أقابلها في الساعة السادسة لحاجة ضرورية جدًّا، فلا يمكني أن أتخلف عن موعدي.
قالت: آن الأوان، فاذهب إليها. ثم نظرت إلى السماء وقالت: ربي متى أذهب للقيا والدتي؟
قال فؤاد: هلَّا تزيلين من عقلك هذه الأفكار المضنية، وتنفين عنك الأكدار؟
قالت: أجد بعض التعزية بأكداري، فلا أستطيع العدول عنها.
قال: إنك لا تعدلين عنها ابتغاء تكديري وغمِّي، فبالله عليك يا عفيفة أن ترحمي نفسك، فلا تظلميها، وسكِّني البال شفقةً عليَّ، ولا تقنطي من رحمة الله، إن بعد العسر يسرًا، والله مولى الفرج القريب، وهو مجيب الدعاء، وكان فؤاد قد نطق بهذه الكلمات الأخيرة بصوت فيه رنة الحنان والمحبة.
فقالت عفيفة وقد تبسمت: أجاب الله دعاءك، وبلغت مأمولك، فأنت جدير بكل نعمة، والله يجزي المتفضلين خيرًا، فاذهب يا حبيبي إلى والدتك، فهي في انتظارك، وما يحسن بك الإبطاء عن مقابلتها، وأرجوك أن لا تتأخر عن زيارتي في الغد، فأنت تعزيتي الوحيدة وسلوتي الأكيدة، لا أسكن إلا برؤياك ولا أطمئن إلا بوجودك، ولا يطيب عيشي إلا بقربك، اذهب ودعني أتقلب على جمر الأفكار مضطربة حتى تعود.
فقام فؤاد ورافقته عفيفة إلى باب البستان تُودِّعه، وقلبُ كل منهما ينفطر من الفراق، وكان فؤاد قد غالب الوجد، وأصغى إلى حديث الشرف، فكبح سلطان الشهوة وفصل عن حبيبته، وهو لا يُعلمها بحقيقة هيامه، وما يقاسيه من خمسة أشهر من عذاب حبها.