الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
«سباستيان (ناظرًا إلى فيولا): ألستُ واقفًا هنا؟ ما كان لي أخٌ قط! وليس في طبيعتي من الربوبية ما يَكفُل الحلول في كل مكان! قد كان لي أختٌ وحسب، لكنما الأمواجُ عمياءُ ولم تلبث أن الْتَهمتها. أرجوك قُل لي ما روابط القرابة .. إن كُنت لي قريبًا؟ ما موطنك؟ ماذا تُسمَّى؟ لأي بيتٍ تنتسب؟»
تنتمي هذه المسرحية إلى الأدب الرومانسي الممزوج بالكوميديا؛ حيث تتلاقى مشاعر الحب والمغامَرات والأسفار والأخطار بالكوميديا التي تمتزج بها امتزاجًا وثيقًا يؤدِّي إلى إضفاءِ جوٍّ خاص يبتعد بالمسرحية من الكوميديا الصريحة إلى الكوميديا الغنائية التي تعتمد على الشعر والموسيقى. أمَّا عن الليلة الثانية عشرة فيُقصَد بها ليلة السادسِ من يناير؛ العيدِ المسيحي الذي يُحيي ذِكرى ظهور المسيح، ويُسمِّيه المسيحيون الغربيون «إبيفاني»، أمَّا الشرقيون فيُسمُّونه «عيد الغطاس». يتَّخِذ «شيكسبير» من المدينة البرتغالية «ليريا»، ومدينة أخرى واقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي، مكانًا لأحداث مسرحيته التي تدور حول «فيولا» وشقيقها «سباستيان»، الأخوَين اللذين فرَّقتهما الأقدار ثم جمعَت بينهما مرةً أخرى، وما بين الفراق واللقاء يدور الكثيرُ من الأحداث والمغامرات والمكائد، وتتولَّد مشاعرُ الحب التي تجمع بين كلٍّ من «فيولا» و«أورسينو»، و«سباستيان» و«أوليفيا».