الإعداد والانتحال
«إذا كانت صياغة نظرية التَّناصِّ تُنسب إلى كريستيفا، فإن نظريتها لا يمكِن أن يقتصر تطبيقها على الأدب. لقد رأت الفن والموسيقى والدراما والرقص والأدب بلغة فسيفساء حية، تقاطُعًا ديناميكيًّا للأسطح النصِّيَّة.»
لاقت مسألة صياغة العمل الأدبي اهتمامًا كبيرًا من الدارسين، وتنوَّعَت تحليلاتهم ورُؤاهم إزاءها؛ فالبعض يرى أنه لا يوجد عمل أدبي يخلو من التداخل النَّصِّي مع أعمال أخرى، والبعض الآخر يرى أنَّ بالإمكان إعدادَ عملٍ أدبي أصلي يكون متفرِّدًا بنصه دون الاقتباس من نصوص أخرى، وفي هذا المِضمار ظهر العديد من التعبيرات اللغوية؛ كالاستعارة، والسرقة، والانتحال، والتَّناص، والإعداد والاقتباس. ولأهمية هذه المسألة وتشابُكها، يفنِّد هذا الكتاب أغلب ما قُدِّم من آراءٍ وتحليلاتٍ حول إعداد العمل الأدبي، مع تقديم مفهوم مُبسَّط للمُصطلحَين الرئيسَين «الإعداد» و«الانتحال»، ومعرفة مدى تأثير بعض النظريات — كالبنيوية وما بعدها، وما بعد الكولونيالية أو الاستعمار، وما بعد الحداثة والنَّزعة الأنثوية — على عملية إعداد العمل الأدبي، مع استعراضٍ لبعض الأنماط الأدبية الأصلية.