فروات الرأس
ربما كان هذا اليوم أكثر توفيقًا لو أن سيريل لم يقرأ رواية «آخِر سُلالة الموهيكان»، فقد كانت القصة تشغل تفكيره على الإفطار، قال حالِمًا وهو يتناول كوبه الثالث من الشاي: «كم أتمنى لو أن هناك هنودًا حمرًا في إنجلترا، لا أعني ضخام البِنيَّة، بل صغار البِنيَّة، بالحجم المناسب لنا كي نقاتلهم.»
اختلف الجميع معه في الحال، ولم يعلق أحد أي أهمية على الحادث، ولكن عندما نزلوا إلى الحفرة الرملية كي يتمنَّوا الحصول على مائة جنيه من فئة الشلنين التي عليها نقشٌ لرأس الملكة فيكتوريا، من أجل تفادي الأخطاء في أمنياتهم التي كانوا يشعرون دائمًا بأنها ستكون أمنياتٍ معقولةً حقًّا ستثبُت جدواها، اكتشفوا أنهم قد أخطئوا مرةً أخرى! وبالنسبة إلى عفريت الرمال، الذي كان منزعجًا بشدة ويشعر بالنعاس، فقد قال:
«أوه، لا تُزعجني. لقد تحقَّقَتْ أمنيتُك.»
قال سيريل: «لم أكن أعرف ذلك.»
قال عفريت الرمال وهو لا يزال يشعر بالضيق: «ألا تتذكَّر أمس؟ لقد طلبتَ مني أن أحقِّق لكم أمنياتكم أينما كنتم، ولقد تمنَّيتم هذا الصباح، وحصلتم على ما تمنَّيتموه.»
قال روبرت: «أوه، حقًّا؟ وما هو؟»
قال عفريت الرمال وهو يبدأ الحفر: «هل نسيت؟ لا يهم؛ سوف تعرفون قريبًا بما فيه الكفاية، وأتمنَّى أن تستمتعوا بما تمنَّيْتم، يا له من أمرٍ جيد ذاك الذي أقحمتم أنفسكم فيه!»
قالت جين بأسف: «دائمًا ما نفعل ذلك، بطريقة أو بأخرى.»
الغريبُ في الأمر أنه لا يمكن لأيِّهم أن يتذكَّرَ ما إذا كان أحدهم تمنَّى أي شيءٍ في صباح ذلك اليوم أم لا. ولم تكن أمنية الهنود الحمر عالقةً في رأس أيٍّ منهم. كان هذا الصباح هو الأكثر توترًا؛ فقد كان الجميع يحاول أن يتذكَّر ما تمناه، ولم يتمكن أحدٌ من ذلك، وكانوا جميعًا يتوقعون حدوث شيءٍ فظيع في كل دقيقة. أثار الموقف حالةً شديدة من التوتُّر والارتباك؛ لقد عرفوا — من خلال ما قاله عفريت الرمال — أنهم لا بد أن يكونوا قد تمنَّوْا شيئًا غير مرغوبٍ فيه أكثر من المعتاد، وأنهم قضَوْا عدَّة ساعاتٍ في أشدِّ حالات عدم اليقين إيلامًا. استمر الحال كذلك حتى وقت الغداء تقريبًا، عندما تعثَّرت جين بكتاب «آخِر سُلالة الموهيكان» الذي كان — بطبيعة الحال — متروكًا وجهه لأسفل على الأرض، وعندما أمسكت أنثيا بجين والتقطت الكتاب قالت فجأة: «بتُّ أعرف الآن!» واستلقت على السجادة.
«أوه، يا جين، يا لها من أمنيةٍ فظيعةٍ تلك التي تمنَّاها سيريل على الإفطار! ألا تتذكرون؟ لقد قال: «أتمنى لو أن يكون هناك هنود حُمر في إنجلترا.» والآن هم موجودون، وهم على وشك سلخ فروة رأس الجميع في أنحاء البلاد، كما لم يحدث من قبل.»
قالت جين: «ربما هم موجودون فقط في نورثامبرلاند ودُورام.» كان من المستحيل تقريبًا الاعتقادُ بأن الأمر قد يضرُّ الناس لدرجة سلخ فروات رءوسهم.
قالت أنثيا: «ألا تصدِّقين ذلك؟ قال عفريت الرمال إنه شيءٌ جيد ذاك الذي أقحمنا أنفسنا فيه، هذا يعني أنهم سيأتون إلى هنا، وتخيَّلي أن يسلخوا فروة رأس الحَمَل!»
قالت جين: «ربما سيذهب مفعول سلخ فروة الرأس عند الغروب ويعود طبيعيًّا مرة أخرى.» لكنها لم تكن تتحدث بتفاؤل كما هي عادتها.
قالت أنثيا: «لا يجري الأمر على هذا النحو، فالأشياء التي تنتج عن الأمنيات لا تزول، انظري إلى الخمسة عشر شلنًا يا جين، سأكسر شيئًا ما، ويجب أن تسمحوا لي بأخذ كل قرش في حوزتكم، فسيأتي الهنود هنا، ألا تفهمون؟ إن عفريت الرمال اللَّعين يقول الحقيقة، بحق الله ألَا تفهمون خطتي؟»
لم تفهم جين أيَّ شيء، ولكنها تبعت أختها بخضوع إلى غرفة نوم والدتهما.
أنزلت أنثيا وعاء الماء الثقيل، كان عليه نقشٌ من اللقالق والأعشاب الطويلة، لم تنسه أنثيا قط، وحملتْه إلى غرفة الملابس، وأفرغَت منه المياه بعنايةٍ داخل الحمَّام، ثم عادت بالوعاء إلى غرفةِ النوم وأسقطتْه على الأرض، أنتم تعرفون كيف يتحطَّم الوعاء دائمًا إذا سقط من يد أحدكم مصادفةً. أما إذا تحطَّم بالقصد، فالأمر مختلفٌ تمامًا، أسقطت أنثيا هذا الوعاء ثلاث مرات، ولكنه كان سليمًا في كل مرة؛ لذا كان عليها أخيرًا أن تأخذ قطعة من الخشب لتكسر الوعاء بها بدمٍ بارد، لقد كان حقًّا عملًا شديد القسوة.
بعد ذلك، كسرت صندوق الإرساليات، أخبرتها جين أن ذلك كان خطأً، بالطبع، لكن أنثيا أغلقت شفتيها بإحكام شديد ثم قالت:
«لا تكوني سخيفةً؛ إنَّها مسألة حياة أو موت.»
لم يكن هناك الكثير في صندوق الإرساليات — أحد عشر بنسًا — لكن الفتاتَين الواقفتَين بينهما كان لديهما معًا ما يقرب من أربعة شلنات، وهكذا صار معهما أكثر من أحد عشر شلنًا، كما سترون بسهولة.
صرَّت أنثيا النقود في منديل جيبها ودعت جين قائلة: «تعالَي يا جين!» وركضت باتِّجاه المزرعة، كانت تعرف أن المُزارع ذاهبٌ إلى روتشستر بعد ظهر ذلك اليوم. في الواقع كان من المُقرَّر أن يأخذَ الأولادَ الأربعةَ معه، لقد كانوا قد خطَّطوا لهذا في تلك الساعة التي كانوا قد تفاءلوا فيها واعتقدوا أنهم سيحصلون على مائة جنيه، في صورة فئات مكوَّنةٍ من شلنين، من عفريت الرمال. كانوا قد رتَّبوا لدفع شلنَيْنِ للمزارع أُجرَة ركوب كل واحد منهم. الآن شرحَت أنثيا له على عَجَل أنه لا يمكنهم الذهاب، لكنها سألته إنْ كان يمكنه أخذُ مارثا والطفل بدلًا منهم؟ فوافق، لكنه لم يكن سعيدًا بالحصول على نصف جنيه فقط بدلًا من ثمانية شلنات.
عندئذٍ ركضت الفتاتان إلى المنزل مرةً أخرى، كانت أنثيا متوترةً للغاية، لكنها حاولت أن تتماسك. وعندما فكَّرت في الأمر لاحقًا، لم ترَ إلا أنها أحسنَت التصرُّف بأفضل ما يمكنها من سعة أفق وسرعة بديهة، تمامًا وكأنها وُلدت لتكون جنرالًا، أحضرت صندوقًا صغيرًا من دُرج خاص بها، وذهبت للعثور على مارثا، التي كانت ترتِّب الملابس ولم تكن في أفضل حالاتها المزاجية.
قالت أنثيا: «اسمعيني، لقد كسرتُ وعاء ماء الحمَّام في غرفة أمي.»
فقالت مارثا وهي تضع ملَّاحة المائدة بعصبية فأثارت ضجة: «ذلك ما أنتِ عليه، دائمًا ما تتسبَّبين في الأذى.»
قالت أنثيا: «لا تغضبي الآن يا مارثا العزيزة؛ فلديَّ ما يكفي من النقود لشراء واحدٍ جديد؛ لو تكرَّمتِ وذهبتِ لشرائه لنا، فلدى أبناء عمومتكِ متجرٌ للخزف الصيني، أليس كذلك؟ كما أود منكِ أن تشتريه لنا اليوم، تحسُّبًا لعودة أمي إلى المنزل غدًا؛ فأنت تعرفين أنها قالت إنها ربما تعود غدًا.»
قالت مارثا: «بل أنتم مَنْ سيذهب إلى المدينة.»
قالت أنثيا: «لا يمكننا ذلك إذا ما اشترينا الوعاءَ الجديد، لكننا سندفع لكِ أجرتك، إذا كنت ستأخذين الحَمَل معكِ، وأقول لكِ أيضًا يا مارثا، وفَكِّري فيما سأقوله، سأعطيكِ صندوق الهدايا هذا، إذا ذهبتِ، انظري إليه إنه باهر الجمال، وكلُّه مُطعَّم بالفضة والعاج والأبنوس الحقيقي كالذي في معبد الملك سليمان.»
قالت مارثا: «فهمتُ، لا، أنا لا أريد صندوقكِ، أيتها الآنسة، كلُّ ما تريدينه هو أن أخلي يديكِ من رعاية الحَمَل الغالي بعد الظهر، إياكِ أن تظني أنني لا أفهم ما تحاولين فعله!»
كان هذا صحيحًا لدرجة أن أنثيا رغبت في إنكاره في الحال؛ فلم يكن من شأن مارثا أن تعرف كلَّ هذا القدر، لكن أنثيا أمسكت لسانها.
وضعت مارثا الخبز بقوة في الصينية؛ ما أحدث صخبًا عاليًا وأدَّى إلى سقوط الخبز من الصينية.
قالت أنثيا برقة: «أريد حقًّا شراءَ الوعاء، ستذهبين، أليس كذلك؟»
«حسنًا، فقط هذه المرة، لا أمانع، لكن أرجو ألَّا تنخرطي في أفعالكِ المؤذية أثناء مغادرتي، هذا كلُّ ما أريده!»
قالت أنثيا بحماس: «يجدر بكِ التعجيل وارتداء ملابسك بسرعة حتى تتمكني من الذهاب والإياب مبكرًا. ارتدي هذا الفستان البنفسجي الجميل يا مارثا، والقبعة ذات زهور الذرة الوردية، والياقة الصفراء ذات الدانتيل الأصفر، سوف تنهي جين ترتيب الملابس، وسأغسل الحَمَل وأعده لكِ.»
بينما كانت أنثيا تغسل الحَمَل على غير رغبته، وتُلبسه أفضل ملابسه، كانت تطلع من النافذة من وقت لآخر؛ كان كلُّ شيء على ما يُرام حتى الآن. فلم ترَ أيَّ هنود حمر، ومع اندفاع وهرولة مارثا ووضعها لبعض الزينة انتهى الأمر بانطلاقها هي والحَمَل في العربة، فتنفست أنثيا الصُّعَداء.
قالت لجين مهدئةً من روعها: «إنه بمأمن.» ثم سقطت من شدة الخوف على الأرض وانفجرت في البكاء، لم تفهم جين مطلقًا كيف يمكن للشخص أن يكون شجاعًا للغاية كقادة الجيوش، ثم فجأة ينهار كالبالون إذا وخزته، من الأفضل ألَّا تنهار، بالطبع، لكنك ستلاحظ أن أنثيا لم تنهَرْ حتى حقَّقت هدفها. لقد أبعدت الحَمَل العزيز عن الخطر. وكانت تشعر شعورًا يقينيًّا أن الهنود الحمر موجودون حول المنزل. لم تكن عربة المُزارع لتعود إلا بعد أن تغرب الشمس؛ لذلك يمكنها أن تبكي قليلًا، جزءٌ من بكائها كان سببه الفرح؛ لأنها فعلت ما كانت تصبو إلى تحقيقه، بكت لمدة ثلاث دقائق، بينما عانقتْها جين بقلة حيلة وهي تقول في فواصل زمنية مدتها خمس ثوانٍ: «لا تبكي، عزيزتي أنثيا!»
ثم قفزت للأعلى، وفركَت عينيها بقوةٍ بطرف كمها، حتى صارَت حمراء طيلة ما تبقَّى من اليوم، وبدأت في إخبار الولَدَيْن، ولكن في تلك اللحظة فقط، رَنَّ جرس الغداء من قِبل الطاهية، ولم يمكنهم قول أي شيء حتى انتهت من تقديم اللحم المفروم، ثم تركت الطاهية الغرفة، وأخبرتهما أنثيا بقصتها، ولكن من الخطأ أن نروي قصةً مثيرة على أسماع الناس وهم يتناولون اللحم المفروم والبطاطس المسلوقة. بدا أن هناك شيئًا ما بشأن الطعام جعل فكرة الهنود الحمر تبدو سخيفة وغير معقولة، ضحك الولدان في الواقع، ووصفوا أنثيا بالسخف بعض الشيء.
قال سيريل: «إنني شبه متأكِّد من أنه قبل أن أتمنى تلك الأمنية، كانت جين قد تمنَّت أن يكون يومًا جميلًا.»
وقالت جين بإيجاز: «لم يحدث ذلك.»
استطرد سيريل قائلًا: «لو أنها كانت أمنية الهنود — ناوليني الملح من فضلك، والخردل، لا بد أن أضيف القليل على هذه البطاطس المهروسة — لكانوا غزوا هذا المكان قبل الآن بكثير. أنتم تعلمون أنهم كانوا سيفعلون، أعتقد أن ما تحقق هو أمنية أن يكون اليوم جميلًا.»
سألت أنثيا: «إذن لماذا قال عفريت الرمال يا له من أمرٍ جيد ذاك الذي ورَّطنا أنفسنا فيه؟» لقد كانت تشعر بالغضب الشديد، وهي متأكدة أنها تصرفت بنبل وفطنة، وكان من الصعب جدًّا بعد كل هذا وصفُها بأنها ساذجةٌ صغيرة، خاصةً وأن لديها صندوق إرساليات ثقيلًا ونحو أحد عشر بنسًا، معظمها عملةٌ نحاسية، كان وقع هذا الوصف شديدًا على نفس أنثيا.
ثم حلَّ فاصلٌ قصير من الصمت، أخذت فيه الطاهية أطباق اللحم المفروم وجلبت حلوى البودنج بالدبس، وحالما انصرفت، بدأ سيريل الكلام مرةً أخرى.
قال مُعترِفًا: «بالطبع لا أقصد أن أقول إنه لم يكن من الجيد إخراج مارثا والحَمَل من المشهد لفترةِ ما بعد الظهر؛ ولكن بالنسبة إلى الهنود الحمر، أنتم تعرفون جيدًا أن الأمنيات تتحقق دائمًا في ذات اللحظة التي نتمنى فيها، فلو كان هناك أيُّ هنود حمر، لكانوا هنا الآن.»
قالت أنثيا: «أتوقع أنهم هنا الآن، إنهم يتربَّصون وسط الأشجار المتشابكة ينتظرون شيئًا ما، وأظن أنك الشخص الأكثر توحشًا وقسوة.»
قالت جين الحريصة على إحلال السلام: «لكن الهنود يتخفون في أغلب الأحيان، أليس كذلك؟»
قال سيريل بطريقةٍ لاذعة: «لا، لا يفعلون، وأنا لست قاسيًا؛ فأنا فقط صادق، وأقول إن كسر وعاء الماء كان تصرفًا في غاية السوء؛ أما بالنسبة إلى صندوق الإرساليات، فأعتقد أنه جريمة خيانة، ولا عجبَ في رأيي إذا أمكن شنقكِ على ذلك، لو أفشى أحدنا هذا الأمر.»
قال روبرت: «اخرس، ألا يمكنك ذلك؟» لكن سيريل لم يستطع، فكما ترون، شعر في قرارة نفسه أنه إذا كان هناك هنود، فسيكون الخطأ خطأه وحده؛ لذلك فهو لا يرغب في الاعتقاد بأنهم موجودون. أعلم أن محاولتكم عدم تصديق الأشياء عندما تكونون شبه متأكدين من صحتها في قرارة أنفسكم؛ أمرٌ مفسدٌ للمزاج.
قال: «إنَّ الأمر ببساطة مجرد حماقة، أعني الحديث عن الهنود، بينما جين هي التي تحقَّقت رغبتها، انظروا يا له من يوم جميل — أوه …»
كان قد استدار نحو النافذة ليُدلل على جمال اليوم — واستدار الآخرون أيضًا — عندما صمت سيريل متجمدًا، ولم يجرؤ أيُّ من الآخرين مطلقًا على كسر هذا الصمت، حيث كان ظاهرًا للعيان عند زاوية النافذة، بين الأوراق الحمراء لنبات اللبلاب، وجهُ بني، ذو أنفٍ طويل وفمٍ ضيق وعينَين تبرقان بشدة. والوجه مرسوم عليه بقع ملونة، كان ذا شعرٍ أسود طويل، وفي الشعر ريش!
فَغَر كلُّ طفلٍ في الغرفة فاه، وظلَّ مفتوحًا، كانت حلوى البودنج بالدبس تتحوَّل إلى الأبيض وتبرد على أطباقهم ولم يتمكَّن أحدُهم من التحرك.
فجأةً تراجع الرأس الذي وُضع عليه الريش بحذر، وانكسر الصمت المسيطر على الموقف، يؤسفني أن أقول إن ما قالته أنثيا في البداية كان صائبًا.
«أرأيتم؟! ألم أقل لكم ذلك؟!»
لقد انتهى مفعول سحر بودنج الدبس، فأسرعوا بلف حصصهم من الطعام في ورق مجلة «سبيكتاتور» الأسبوعية، وأخفوها وراء الورق المُجعَّد المُستخدَم كزينة للموقِد، ثم فروا إلى الطابق العلوي للاستطلاع وعقد اجتماعٍ طارئ.
قال سيريل بطريقةٍ مُهذَّبة عندما وصلوا إلى غرفة نوم والدتهم: «مهلًا، يا أنثيا، أنا آسف إذا كنت تصرفتُ معكِ بقسوة.»
قالت أنثيا: «حسنًا، لكنك ترى الآن!»
ومع ذلك، لم يمكنهم تمييز أي آثارٍ أخرى للهنود عبر النوافذ.
قال روبرت: «حسنًا، ماذا ينبغي علينا أن نفعل؟»
قالت أنثيا التي اعترف لها الجميع الآن بكونها بطلة هذا اليوم: «الشيء الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه هو أننا إذا ارتدينا ملابس مثل الهنود بقدر الإمكان، ونظرنا إليهم من النوافذ، أو حتى ذهبنا إلى الخارج؛ فقد يظنون أننا قادةٌ أقوياء لقبيلةٍ كبيرةٍ مجاورة، ولا يفعلون أيَّ شيءٍ بنا خوفًا من الانتقام الشديد.»
قالت جين: «لكن ماذا عن إليزا، والطاهية؟»
قال روبرت: «أنسيتِ أنهم لا يمكنهم ملاحظة أي شيء؟ لن يلاحظوا أي شيء يحدث، حتى لو تعرضوا لسلخ فروة الرأس أو تفحَّموا في النار الهادئة.»
«لكن هل سيعودون إلى طبيعتهم عند غروب الشمس؟»
قال سيريل: «بالطبع. فلا يمكن أن تُسلخ فروة رأسكِ أو أن تحترق فعليًّا حتى الموت دون أن تلاحظي ذلك، ومن المؤكَّد أنك ستلاحظين ذلك في اليوم التالي، حتى لو لم تلاحظي ذلك في ذات الوقت، أعتقد أن أنثيا على حق، لكننا سنحتاج الكثير جدًّا من الريش.»
قال روبرت: «سأذهب إلى حظيرة الدجاج، فهناك أحد الديوك الرومية — والذي ليس بصحةٍ جيدة، يمكنني أن أنتزعَ ريشَه دون أن يقاومَ كثيرًا، حالته سيئة جدًّا — ولا يبدو أنه يهتم بما يحدث له، أحضروا لي مقص الثياب.»
أكدَّ لهم الاستطلاع الأولي بأن الهنود لم يكونوا في فناء الدواجن، ذهب روبرت، واستغرق خمس دقائق قبل أن يعود وقد شحبَ لونه ومعه الكثير من الريش.
قال: «انتبهوا! هذا أمرٌ خطير للغاية، لقد قصصتُ الريش، وعندما استدرت لأخرج كان هناك هنديٌّ يحدِّق في وجهي من تحت قفص الدجاج القديم. كلُّ ما فعلته أنَّني لوَّحت له بالريش وصرخت، وفررتُ هاربًا قبل أن يتمكَّن من رفع القفص عنه، أنثيا أحضري لنا البطانيات المُلونة من أسِرَّتِنا، وكوني سريعةً بقدر الإمكان، هل يمكنكِ ذلك؟»
إنه لأمرٌ رائع كيف يمكنكم أن تصبحوا مثل الهنود الحمر ببعض البطانيات والريش والأوشحة الملونة، بالطبع لم يحدث أن أصبح لدى أي من هؤلاء الأطفال شعر أسود طويل، ولكن كان هناك الكثير من القماش القطني الأسود الذي كانوا يغطون به الكتب المدرسية؛ لذا صنعوا شراريب رفيعة من هذا القماش، وثبَّتوها حول رءوسهم بأشرطة كهرمانية اللون كانت في فساتين البنات المخصَّصة ليوم الأحد، ثم علَّقوا ريش الديك الرومي في تلك الأشرطة. بدا القماش القطني كالشعر الأسود الطويل جدًّا، خاصةً عندما بدأت الشرائط تتجعد قليلًا.
قالت أنثيا: «لكن ألوان وجوهنا ليست لائقة إطلاقًا، وجوهنا شاحبة كثيرًا، لا أعرف السبب، ولكن لون سيريل يشبه لون المعجون.»
قال سيريل: «لستُ كذلك.»
وقال روبرت في عجالة: «يبدو أن الهنود الحقيقيين في الخارج بنيِّي اللون، أعتقد أنه يتعيَّن علينا أن نكون حُمرًا حقًّا، فمن الأفضل أن يكون لديك جلدٌ أحمر، إذا كنت هنديًّا.»
كانت تلك المادة الحمراء التي استخدمتها الطاهية لدهان طوب المطبخ هي أكثر الأشياء احمرارًا في المنزل، خلط الأطفال بعضها في صحن مع الحليب؛ لأنهم رأوا الطاهية تفعل ذلك من أجل أرضية المطبخ، ثم لوَّنوا وجوه بعضهم البعض وأيديهم بعناية، حتى أصبحوا حمرًا تمامًا كما ينبغي لهندي أحمر، إن لم يكن أكثر احمرارًا.
لقد أدركوا في الحال أنهم حتمًا يبدون مرعبين للغاية فعندما التقوا إليزا في الطرقة، صرخَت بصوتٍ عالٍ، وسَرَّتهم كثيرًا هذه الشهادة التي لم يطلبوها، طلبوا منها بسرعة ألا تكون جبانة، وأن ذلك كان مجرد لعبة، ثم انطلق الأربعة ذوو البطانيات والريش والبشرة الحمراء تمامًا بجرأةٍ لملاقاة العدو، أقول بجرأة؛ ذلك لأنني أرغب في أن أكون مهذبةً، على أي حال، فقد انطلقوا.
كان هناك صف من الرءوس المُعتِمة، على طول سياج الشجيرات الذي يفصل بين البرِّية والحديقة وكلُّها كانت ممتلئة بالريش.
همست أنثيا قائلة: «إنها فرصتنا الوحيدة، ذلك أفضل بكثير من انتظار هجوم يُجمِّد الدماء في عروقنا، يجب أن نتظاهر أننا كالمجانين، مثلما تفعلون في لعبة ورق اللعب، عندما تتظاهرون بأن لديكم ورقة «آس» بينما لا تكون لديكم حقًّا. هذا يسمونه الخداع، على ما أعتقد، والآن هيا، هتاف!»
مع وجود أربعة من متوحشي الحرب الصارخين — أو ما يشبه ذلك — كما هو المتوقع من الأطفال الإنجليز إذا ذهبوا دون أي ممارسة سابقة — اندفعوا عبر البوابة وأدوا أربع حركاتٍ شبيهة بحركات الحرب في مواجهة خط الهنود الحمر، الذين كانوا كلهم تقريبًا في نفس الطول، وكان ذلك طول سيريل.
وقال سيريل بطريقته: «آمل أن يكون بإمكانهم التحدُّث بالإنجليزية.»
عرفت أنثيا أنهم قادرون على ذلك، رغم أنها لم تكن تعرف كيف عرفت ذلك، كان معها منشفة بيضاء مربوطة بعصا المشي. كان هذا بمثابة راية الهدنة، فلوحت بها، على أمل أن يعرف الهنود ما يعنيه ذلك، ويبدو أنهم عرفوا ذلك بالفعل؛ لأن الشخص الذي كان لونُه بنيًّا أكثر من غيره تقدَّم إلى الأمام.
قال بلغةٍ إنجليزيَّةٍ ممتازة: «هل تسعَوْن إلى انتصارٍ سريع؟ أنا النسر الذهبي، من القبيلة القوية التي تُدعى الصخرة.» قالت أنثيا — بإلهام مفاجئ: «أنا النمرة السوداء — رئيسة قبيلة مازاواتي. إخوتي، لا أقصد ذلك، بل أعني قبيلتي، أقصد قبيلة مازاواتي، تنصب كمينًا أسفل حافة منحدر التل هناك.»
سألها النسر الذهبي، واستدار ناحية الآخرين: «ومَنْ هؤلاء المحاربون الأقوياء؟»
قال سيريل إنه القائد الكبير سنجاب، من قبيلة مونينج كونجو، ولما رأى أن جين كانت تلعق إبهامها ومن الواضح أنها لم تكن قادرةً على اختلاق اسم لنفسها، أضاف: «أما هذه المحاربة العظيمة فهي القطة البرية بوسي فيروكس، كما نسمِّيها في هذه الأرض، وهي زعيمة قبيلة فيتيزي المترامية الأطراف.»
استفسر النسر الذهبي فجأةً عن روبرت قائلًا: «ومَنْ يكون هذا الشجاع ذا الجلد الأحمر؟» لم يجد روبرت — الذي أُخِذ على حين غرة — إلا أن يرد بأنه بوبز، قائد شرطة الخيَّالة.
قالت النمرة السوداء: «والآن، إن قبائلنا، بمجرد أن نصفِّر لها، ستجدون أن أعدادها تفوق عدد قواتكم التافهة بكثير؛ لذلك لا فائدة من المقاومة، عودوا، إذن، إلى أرضكم، يا أخي، ودخِّنوا غليون السلام وأنتم ترتدون خرزاتكم مع زوجاتكم وكُهَّانكم، وارتدوا ملابسكم في أحسن أكواخكم المستديرة، وتناولوا ثعابينكم الطازجة بسعادة.»
تمتم سيريل بغضبٍ قائلًا: «لقد أخطأت في كل شيء!» لكن النسر الذهبي نظر إليها مستفسرًا فحسب.
وقال: «عاداتكم غير عاداتنا، أيتها النمرة السوداء، أحضري قبيلتكِ، لنأخذكم أسرى أمام أعينهم بما أنكم زعماء كبار.»
قالت أنثيا: «سنحضرهم في الوقت المناسب، ومعهم أقواسهم وسهامهم، وفئوسهم الحربية، وسكاكين السلخ، وكل شيءٍ يمكن أن يخطر ببالك، إذا لم تكونوا أذكياء بما فيه الكفاية لتغادروا.»
لقد تحدثت بقدْرٍ كافٍ من الشجاعة، لكن قلوب جميع الأطفال كانت تدق بشدة، وتحوَّلت أنفاسهم إلى شهقاتٍ قصيرة أكثر فأكثر. وبالنسبة إلى الهنود الحمر الصغار الحقيقيين فقد كانوا يحيطون بهم، ويقتربون أكثر فأكثر وهم يُطلقون زفراتٍ غاضبة حتى صاروا وسط حشدٍ من الوجوه الغاضبة القاسية.
همسَ روبرت قائلًا: «لم يُفلِح الأمر، كنت أعرف أنه لن يُفلِح، يجب علينا أن نهرع إلى عفريت الرمال، فقد يساعدنا، لكن إن لم يفعل ذلك، أعتقد أننا سوف نحيا مرة أخرى بعد غروب الشمس، وإنني لأتساءل ما إذا كان سلخ فروة الرأس يؤلِم بالقدْر الذي يزعمونه.»
قالت أنثيا: «سألوِّحُ بالراية مرةً أخرى، إذا توقفوا، فسنلوذ بالفرار.»
لوَّحت بالمنشفة، فأمرَّ الزعيم أتباعه بالتوقف، عندئذٍ، بدأ الأطفال الأربعة الركضَ بشدة تجاه أضعف نقطة في صفوف الهنود، فأوقع أول اندفاع لهم نحو ستة هنود قفز الأطفال فوق أجسادهم المغطاة بالبطاطين وانطلقوا نحو الحفرة الرملية، لم يكن هذا هو الوقت المناسب لسلك الطريق السهلة والآمنة التي تنحدر منه العربات، بل نزلوا مباشرة من أعلى حافة الحفرة الرملية، بين الزهور الصفراء والأرجوانية الباهتة والأعشاب الجافة، عابرين أعشاش سنونو الرمل الصغيرة، واثبين، متشبثين، قافزين، متعثرين، منبطحين، وأخيرًا متدحرجين.
برز النسر الذهبي وأتباعه تمامًا في نفس المكان الذي رَأَوْا فيه عفريت الرمال في صباح ذلك اليوم.
أصبح الأطفال البؤساء اللاهثون المهزومون الآن في انتظار مصيرهم، كانت السكاكين والفئوس الحادة تلمع من حولهم، لكن كان الأسوأ من ذلك هو الشرر الذي كان يتطاير من عيون النسر الذهبي وأتباعه.
قال النسر الذهبي: «لقد كذبتِ علينا، أيتها النمرة السوداء من قبيلة مازاواتي، وأنت أيضًا، يا سنجاب قبيلة مونج كونجو. وهذان أيضًا، بوسي فيروكس من قبيلة فيتيزي، وبوبز من شرطة الخيَّالة، كذبا علينا، إن لم يكن بلسانهما، فبصمتهما. لقد كذبتم حينما رفعتم راية الهدنة، ولا يوجد لديكم أتباع، فقبائلكم بعيدة للغاية عن هنا.» ثم قال وهو يلتفت بابتسامة ساخرة إلى أتباعه من الهنود الحمر الآخرين: «تُرى ماذا سيكون مصير هؤلاء؟»
صرخ أتباعه: «فلنشعل النيران؟» وفي الحال، شرع عددٌ من المتطوِّعين المتأهِّبين في البحث عن الوقود، وحُمِلَ الأطفال الأربعة، كل واحد منهم بين اثنين من الهنود الصغار الأقوياء، فألقوا بنظراتهم اليائسة فيما حولهم. أوه، كانوا يتمنَّوْنَ رؤية عفريت الرمال!
سألته أنثيا بيأس: «هل ستسلخ فروة رأسنا أولًا ثم تشوينا؟»
نظر إليها ذو البشرة الحمراء قائلًا: «بالطبع، ذلك هو ما نفعله دائمًا.»
شكَّل الهنود حلقة حول الأطفال، وجلسوا الآن على الأرض وهم ينظرون إلى أسراهم. سادَتْ حالةٌ من الصمت المخيف.
ثم ببطءٍ، عاد الهنود الذين ذهبوا للبحث عن الحطب مثنى وثلاث، خالي الوفاض، ولم يتمكَّنوا من العثور على عصا خشبية واحدة لإيقاد النار. في الواقع لا يمكن لأحد على الإطلاق أن يعثر على الحطب في ذلك الجزء من مقاطعة كِنت.
تنفس الأطفال الصعداء ارتياحًا، لكن الأمر انتهى بأنين من الرعب، من منظر السكاكين اللامعة الملوحة بالتهديد تجاههم. في اللحظة التالية، اقتيد كلُّ طفل على يد أحد الهنود؛ وأغلق كل واحد منهم عينَيه وحاول ألا يصرخ، منتظرًا آلام السكين الحادة، وهو ما لم يحدث. ففي اللحظة التالية أُطلقَ سراحُهم، فسقطوا وهم يرتجفون بشدة، ولم تتعرَّض رءوسهم لأذًى على الإطلاق. شعروا فقط ببرودة غريبة، بينما صيحات الحرب تدوي في آذانهم، وعندما غامروا بفتح أعينهم، رأوا أربعة من أعدائهم يرقصون حولهم ويقفزون قفزاتٍ وحشيةً ويصرخون، ويلوح كل واحد من الأربعة بيده التي كانت تحمل فروة من الشعر الأسود الطويل المنساب، وعندما وضعوا أيديَهم على رءوسهم، كانت فروات رءوسهم لا تزال على حالها، كان الهمجيون الأغبياء غير المُحنَّكين قد سلخوا فروات الأطفال فعلًا، لكنهم في حقيقة الأمر لم يسلخوا سوى الفروات الزائفة السوداء التي كانوا قد وضعوها على رءوسهم!
احتضن الأطفال بعضهم البعض، وهم ينتحبون ويضحكون.
هتفَ الزعيم: «فرواتهم صارت لنا، كم كان اقتلاع شعرهم المشئوم أمرًا يسيرًا! لقد اقتلعه المنتصرون بسهولة، دون معاناة أو مقاومة. لقد سلَّموا فروات رءوسهم إلى الغزاة من قبائل الصخرة! أوه، كم يكون الانتصار سهلًا عندما يكون السلخ بهذه السهولة!»
قال روبرت وهو يحاول أن يفرك الطلاء من على وجهه ويديه وشعره: «سيأخذون فرواتنا الحقيقية في الحال؛ لنحاول ألا نجعلهم يفعلون ذلك.»
واستكمل الزعيم أنشودته: «لقد استحقوا بخداعهم لنا عدالتنا وانتقامنا الناري، لكن هناك أساليب تعذيب أخرى غير سكاكين السلخ ولهيب النيران، على الرغم من أن النار البطيئةَ هي الطريقة المناسبة، يا لَه من بلد غريب غير طبيعي! حيث لا يجد الرجل حطبًا يحرق به عدوه! ما أكثر الغابات التي لا حدود لها في موطني، حيث تنمو الأشجار العظيمة على امتداد آلاف الأميال، لا لشيءٍ إلا لتزويدنا بالحطب اللازم لحرق أعدائنا، يا إلهي كم أتمنى أن نعود إلى غابات موطننا مرة أخرى!»
وفجأةً، وكوميض البرق، لمعَ الحصى الذهبي أمام أعين الأطفال الأربعة وحلَّ بدلًا من الأشخاص الداكنين، وتلاشى كل هندي حالما انتهى زعيمهم من كلمته، لا بد أن عفريت الرمال كان هناك طوال الوقت، وقد منح الزعيم الهندي أمنيته.
جلبت مارثا معها إلى المنزل إبريقًا عليه رسوم لقالق وأعشاب طويلة، كما أعادت كلَّ النقود إلى أنثيا.
قالت: «أعطَتْني ابنة عمي هذا الإبريق لجلب الحظ، وقالت إنه إبريق جميل غير أن الطست الذي يوضع به قد كُسر.»
تنهدت أنثيا واحتضنت مارثا قائلة: «أوه، مارثا، يا لكِ من غالية!»
ضحكتْ مارثا قائلة: «نعم، من الأفضل لكِ أن تستفيدي من وجودي طالما أمكنكِ ذلك، فسأقدِّم لوالدتكِ استقالتي حالما تعود.»
سألتها أنثيا بذعر: «أوه، مارثا، لم نكن سيئين معكِ لهذه الدرجة، أليس كذلك؟»
ضحكتْ مارثا أكثرَ من أي وقتٍ مضى وقالت: «أوه، ليس الأمر كذلك يا آنسة، بل لأنني سأتزوج «بيل» الحارس، لقد ظل يتقدَّم لخطبتي، منذ أن عدتم إلى المنزل مع رجل الدين عندما حُبستم في برج الكنيسة، واليوم وافقت، فطار قلبه فرحًا.»
أعادتْ أنثيا الأحد عشر بنسًا إلى صندوق الإرساليات، ولصقَت ورقًا على المكان الذي كانت قد فتحَت منه الصندوق، لقد كانت سعيدةً للغاية كونها استطاعت فعل ذلك، وهي لا تعرف حتى يومنا هذا ما إذا كان فتح صندوق الإرساليات أمرًا صائبًا أم لا.