فلسطين في عهد الإخشيديين

وفي سنة ٣٣٠ﻫ/٩٤٠م قتل ابن رائق، فركب صاحب مصر الإخشيد محمد بن طغج إلى دمشق فتسلمها من محمد بن يزداد نائب ابن رائق، ولم ينتطح فيها عنزان. البداية والنهاية (١١ / ٢٠٢).

وعزل الخليفة بدر الخرشني عن الحجابة، وولاها سلامة الطولوني، وجعل بدرًا على طريق الفرات، فسار إلى الإخشيد، فأكرمه واستنابه على دمشق فمات بها سنة ٣٣٣ﻫ/٩٤٤م.

وخُلع الخليفة في سنة ٣٣٣ﻫ/٩٤٤م وسُمِلت عيناه، وكان هو مقيم بالموصل، أرسل إلى الإخشيد محمد بن طغج، صاحب مصر والبلاد الشامية، أن يأتيه، فأقبل عليه وخضع له غاية الخضوع، وكان يقوم بين يديه كما تقوم الغلمان، ويمشي والخليفة راكب، وعرض عليه أن يسير معه إلى مصر أو يقيم ببلاد الشام فأَبَى. فأشار عليه بالمقام بالموصل وأن لا يذهب إلى تورون، وحذره من مكره، وأهداه هدايا كثيرة فاخرة ورجع، أما الخليفة فرجع إلى بغداد، فسمل تورون التركي عينيه، وخُلع وبويع للمستكفي بالله.

وركب سيف الدولة الحمداني في هذه السنة إلى حلب، فتسلمها من يانس المؤنسي، ثم سار إلى حمص ليأخذها، فجاءته جيوش الإخشيد محمد بن طغج بقيادة مولاه كافور، فاقتتلوا بقنسرين، ورجع سيف الدولة إلى الجزيرة، ثم عاد إلى حلب فاستقرَّ ملكه بها.

واستقر معز الدولة بن بويه في سنة ٣٣٤ﻫ/٩٤٥م ببغداد، وخُلع الخليفة، وسُملت عيناه، وتوفي سنة ٣٣٨ﻫ/٩٤٩م وبويع للمطيع بالله، وضعف أمر الخليفة، وتولى الملك معز الدولة.

وتوفي محمد بن طغج الإخشيد في سنة ٣٣٤ﻫ/٩٤٥م، صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية، وأُقيم ولده أبو القاسم أبو جور مكانه، وكان صغيرًا، وأُقيم كافور الإخشيد أتابكه، وكان يدير الممالك بالبلاد كلها، وقصد سيف الدولة الحمداني دمشق فأخذها من أصحاب الإخشيد، ففرح بها، وركب سيف الدولة ونظر الغوطة فأعجبته وقال: «ينبغي أن يكون هذا كله لديوان السلطان.»

فكتب أهل دمشق إلى كافور الإخشيدي يستنجدونه فأقبل إليهم، وأجلى عنهم سيف الدولة، وطرده عن حلب واستناب عليها، وكرَّ راجعًا إلى دمشق، فاستناب عليها بدرًا الإخشيدي، ويُعرف (ببدير). فلما سار كافور إلى مصر رجع سيف الدولة إلى حلب فأخذها ولم يبقَ له في دمشق شيءٌ يطمع فيه، وكافور هذا هو الذي هَجَاهُ المتنبي ومدحه أيضًا. البداية والنهاية (١١ / ٢١٣).

وكانت وفاة أبي بكر الإخشيد محمد بن طغج سنة ٣٣٤ﻫ/٩٤٥م بدمشق، ونقل إلى بيت المقدس فدفن هناك. البداية والنهاية (١١ / ٢١٥) وأما قبره فغير معروف.

وانتزع معز الدولة البويهي في سنة ٣٣٧ﻫ/٩٤٨م الموصل من ناصر الدولة الحمداني، ثم تصالحا على أن يحمل ما تحت يد ناصر الدولة من بلاد الجزيرة والشام إلى معز الدولة في كل سنة ثمانية آلاف ألف درهم، وأن يخطب ناصر الدين له، أي لمعز الدولة وأخويه، على منابر البلاد.

وتوفي كافور الإخشيد سنة (٣٥٦–٣٥٧ﻫ/٩٦٦–٩٦٧م) وتملك مصر ودمشق، واستقل بالأمر سنة ٣٥٥ﻫ/٩٦٥م، واستقرت المملكة، فدُعي له على المنابر بالديار المصرية والشامية والحجازية، وقام في الملك بعده أبو الحسن علي بن الإخشيد، ومنه أخذ الفاطميون مصر.
حُكَّام دمشق في عهد الطولونيين والإخشيديين
٢٦٤ﻫ لؤلؤ مولى أحمد بن طولون.
٢٨٣ﻫ طغج بن الحاكم الطولوني.
٢٨٩ﻫ (ظهور القرامطة).
٢٨٣ﻫ محمد بن طغج الإخشيدي حتى سنة ٣٢١ﻫ.
٣٢٤ﻫ بدر بن عبيد الله الحكم الإخشيدي.
٣٢٨ﻫ محمد بن رائق (فتح سوريا حتى الرملة).
٣٢٩ﻫ أبو الحسن أحمد بن علي بن مقاتل نائبه.
٣٣٠ﻫ محمد بن يزداد الشهزوري.
٣٣٤ﻫ سيف الدولة أبو الحسن علي الحمداني يستولي على دمشق.
٣٣٦ﻫ أبو جور الإخشيدي يستعيد بلدة دمشق.
٣٣٦ﻫ بدر بن عبيد الله الحاكم الإخشيدي للمرة الثانية.
٣٣٧ﻫ أبو المظفر حسن بن طغج.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤