استيلاء المصريين على عِدَّة بلاد من بلاد الشام
في البداية والنهاية (١٢ / ١٣٥) استولى جيش المصريين على عِدَّة بلاد من بلاد الشام في سنة ٤٨٢ﻫ/١٠٨٩م.
وفي سنة ٤٨٥ﻫ/١٠٩٢م ملك تاج الدولة تتش صاحب دمشق مدينة حمص، وقلعة غزنة، وقلعة فامية.
وأخذ المستنصر العبيدي مدينة صور من أرض الشام في سنة ٤٨٦ﻫ/١٠٩٣م. البداية والنهاية (١٢ / ١٤٥).
وتوفي أقسنقر الأتابك السلجوقي الحاجب صاحب حلب في سنة ٤٨٧ﻫ/١٠٩٤م، وهو جد الملك نور الدين الشهيد بن زنكي بن أقسنقر. وكان من أصحاب السلطان ملكشاه السلجوقي، ثم أعطاه حلب وأعمالها بإشارة الوزير نظام الملك. وكان موته على يد السلطان تاج الدولة تتش صاحب دمشق، وذلك أنه استعان به وبصاحب حرَّان والرُّها على قتال ابن أخيه بركيارق بن ملكشاه، ففرا عنه وتركاه، فهرب إلى دمشق، فلما تمكن ورجعا قاتلهما بحلب فقتلهما وأخذ بلادهما إلا حلب، فإنها استقرت لولد أقسنقر زنكي في سنة ٥٢٣ﻫ/١١٢٨م. قال ابن خلِّكَان: كان مملوكًا للسلطان ملكشاه، فلما ملك تتش حلب استنابه بها فعصى عليه فقصده، وكان قد ملك دمشق أيضًا فقاتله، فقتله في سنة ٤٨٧ﻫ/١٠٩٤م ودفنه ولده عماد الدين زنكي وهو والد نور الدين، وقبره بحلب.
وفي سنة ٤٨٨ﻫ/١٠٩٥م قدم يوسف بن أبق التركماني من جهة تتش صاحب دمشق إلى بغداد، وتوجَّه تتش لقتال أخيه بناحية الري، وقتل تتش في هذه الأثناء واستقل بالأمر بركيارق، وكان دقاق بن تتش مع أبيه حين قتل فسار إلى دمشق فملكها، وكان نائب أبيه عليها الأمير ساوتكين، واستوزر أبا القاسم الخوارزمي، وملك عبد الله بن تتش مدينة حلب.
وكان تتش تاج الدولة بن ألب أرسلان، صاحب دمشق وغيرها.
فاستنجده أتسز في محاربة أمير الجيوش من جهة صاحب مصر، فلما قدم دمشق لنجدته، وخرج إليه أتسز أمر بمسكه وقتله، واستحوذ هو على دمشق وأعمالها سنة ٤٧١ﻫ/١٠٧٨م. ثم حارب أتسز وقتله، وتحارب مع أخيه بركيارق ببلاد الري فقتل في المعركة، وتملك ابنه رضوان حلب إلى سنة ٥٥٧ﻫ/١١٦١م وقام بعده ولده تاج الملك بوري، ثم ابنه الآخر شمس الملك، ثم أخوه شهاب الدين محمود بن بوري، ثم أخوه محمد بن بوري ثم مجير الدين ارتق من سنة ٥٣٤ﻫ/١١٣٩م إلى أن انتزع الملك منه نور الدين محمود.
وكان أتابك العساكر في دمشق معين الدين أنر، وإليه تنسب المعينية بالغور والمدرسة المعينية بدمشق.
وفي سنة ٤٩٠ﻫ/١٠٩٦م خطب الملك رضوان بن تاج الملك تتش للخليفة الفاطمي المستعلي.