أول وجداني الذهبي
كنت في سنة ١٩٠٣ تلميذًا في السنة الأولى الثانوية قد تركت بلدتي الزقازيق ورحلت إلى القاهرة؛ إذ لم تكن في تلك السنين مدارس ثانوية إلا ثلاث في القاهرة والإسكندرية. وكانت سني إذ ذاك نحو ١٥ أو ١٦ سنة، فشرعت أقرأ الجرائد اليومية وأشتري مجلتي «المقتطف» و«الجامعة» وأسأل عن الكتب. ولم تكن هناك مجلات أسبوعية. وبقيت الحال كذلك إلى أن أنشأت أنا أول مجلة أسبوعية في ١٩١٤ وهي «المستقبل».
وعرفت «المقتطف». وكان اهتدائي إليه من المصادفات البديعة التي أعانتني على التثقيف الذاتي. وكنت أشتري الأعداد القديمة — بل أحيانًا الأعداد الجديدة — من الإدارة، على غلاء ثمنها، وألتهمها من الغلاف إلى الغلاف، وعندما عدت إلى الزقازيق وجدت في بيت صديق لي بقرية قريبة من الزقازيق نحو مائة عدد من هذه المجلة، فاستعرتها وقرأتها جميعها. وكان يحرر «المقتطف» في تلك السنين الدكتور يعقوب صروف. وكانت بؤرة اهتمامه الذهني في ذاك الوقت نظرية التطور التي كان يسميها نظرية النشوء والارتقاء؛ ولذلك لم يكن يخلو عدد من بحث هذه النظرية.
وفي مجتمعنا المصري كثير من الكظوم التي تُرهِق الذهن بالقيود والسدود. وكان الإيمان بنظرية التطوُّر نوعًا من التفريج والانتقام؛ ولذلك وجدتني في ذلك الوقت داعية متحمسًا لهذه النظرية في البيت والمدرسة وفي كل مكان آخر. وشعرت كأني ممتاز بهذه النظرية. فبعثني هذا إلى التوسع فيها، وعرفت لذلك الدكتور شبلي شميل، وكان رجلًا كبير الذكاء محدود المعارف. فكان يعتمد على الحجة المنطقية أكثر مما يعتمد على البيِّنة العلمية. وفي الوقت الذي كان يعتمد فيه «المقتطف» على البيِّنات العلمية وينقل أقوال البيولوجيين في أوروبا عن هذه النظرية، كان شبلي شميل ينافح عنها ويدعو إليها بقوة المنطق. ولكن يجب مع هذا أن نذكر فضل شبلي شميل في أنه نقل إلى العربية كتاب بوخنر في المادية العلمية. والحق أن هذه النظرية كانت رؤيا جديدة لشاب مثلي لم يكد يخرج من طور الصبا، كما كان شبلي شميل بجرأته وذكائه شخصيةً فذة لها قوة الإيحاء والتوجيه في نفسي.
ولكن مع ذلك لم يستطع «المقتطف» ولا شبلي شميل تكوين مدرسة فكرية؛ لأن الركود الذهني كان عامًّا كما كان الشرق بقواته التاريخية الساحقة يخيم علينا بل يحط علينا بكلكله. فلم يكن المجتمع المصري وقتئذٍ يجيز لنا أن نبوح ونعلن عن سرائرنا. فكُنَّا لذلك أفرادًا متفرقين نناقش هذه الأفكار والآراء في همس متسترين أو في استحياء يشبه الاعتذار إذا صادفنا غرباء. وكثيرًا ما كنت أجد أن الحجة تنتقل من الرأس إلى الذراع، فأسارع إلى التسليم وأعلن صحة العقائد والتقاليد وكذب الآراء والعلوم؛ لأن المنكرين كانوا في العادة أكبر مني سنًّا وأضخم جسمًا …
وإني أعزو إلى «المقتطف» هذه النزعة العلمية التي لازمتني طوال حياتي الماضية، كما أعزو إليه هذا «الأسلوب التلغرافي» الذي أكتب به والذي يظن كثيرون أنه من اختراعي. وكان الدكتور يعقوب صروف لا يعرف التزاويق بل كان في الأغلب لا يتذوق الجملة الفصيحة أو الكلمة الناصعة أو العبارة المتلألئة أو سائر تلك الألاعيب الصبيانية التي كان الكُتَّاب يرفعون من شأنها إلى قبيل الحرب الكوكبية الأولى.
وكان يرافق هذا الوجدان العلمي بالنظر المادي وجدان أدبي آخر شرع يغمرني ويبسط لي آفاقًا جديدة. ذلك أننا في تلك السنين أي حوالي سنة ١٩٠٥ أو ١٩٠٦ لم نكن نعرف من معنى الأدب سوى القواعد الجامدة للبيان والبلاغة التي نحفظها عن ظهر قلب في جمود أو كراهة. ولكنا كُنَّا نتذوق شيئًا من الجمال الفني في مقالات اللواء ومصباح الشرق. وكُنَّا نقرأ كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي أو كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع. والواقع أن أسلوب الأول يخالف أسلوب الثاني؛ فإن الماوردي مسهِب غير ململم أو محبوك في حين أن ابن المقفع موجز رصين مضبوط. ولذلك كانت رؤيا جديدة بل إلهامًا جديدًا أن أعرف مجلة «الجامعة» لفرح أنطون. ثم اقتنيت مؤلفات هذا الكاتب العظيم، فرأيت دنيا جديدة من الأدب الأوروبي لم نكُن نعرف عنها شيئًا من قبلُ. وقد مس هذا الأدب أوتارًا في نفوس جميع قارئيه في الشرق العربي؛ لأن هذه الدنيا الجديدة من الأدب الأوروبي كانت تختلف — لا بل تناقض — ما تعلمنا من أدب عربي؛ ذلك لأن الأدب العربي — كما كنا نعرفه في ذلك الوقت — كان أدب السلطة والتقاليد والعقائد. ولكن الأدب الأوروبي — أو بالأصح الفرنسي — الذي نقله إلينا فرح أنطون، كان أدب الثورة والتمرد، أدب العقل الذي يحس والقلب الذي يعقل، أدب فولتير وروسو وديدرو وبرناردان دواسان بيير. وكان جميع هؤلاء مجاهدين يكافحون استبداد الملوك والأمراء واستبداد العقيدة وسلطان التاريخ.
وكنا نحن في مصر في حال اجتماعية وسياسية تحملنا على الترحيب بهذا الأدب، ففتحنا له قلوبنا، لا بل تفزَّزنا وتمرَّدنا. وكان هذا الأدب هو الذي هيأ فرنسا التهيئة الذهنية للثورة الكبرى. ويبدو لي الآن أن فرح أنطون لم يكُن على جهلٍ بما يعمل. فإنه خرج من لبنان حوالي سنة ١٩٠٠ وكان هذا القطر يغط في ركود تاريخي آسن، وقد خيمت عليه الدولة «العثمانية» ومنعت عنه النور إلا بصيصًا يتلقاه الشباب في كلية بيروت الفرنسية أو الجامعة الأمريكية. ودرس فرح أنطون الفرنسية وتشبعت نفسه وذهنه بآدابها. فلما رحل إلى مصر وجد شيئًا من الحرية، ولكنه أدرك أن الظلام الذي كان يشكوه لبنان هو نفسه الظلام الذي تشكوه مصر مع فرق في الدرجة فقط. فعمد إلى هؤلاء المؤلفين الفرنسيين الذين ذكرت أسماءهم ينقل عنهم أو يستلهمهم في كل ما يكتب. ومن هنا كانت جِدَّتُه وطرافته لي بل لجميع قرائه؛ فإن «المقتطف» لم يكن يُعنَى بالأدب. وكان «مصباح الشرق» جريدة أدبية يصدرها المويلحي، ولكن لأدب العرب فقط. أما الجامعة فانفجرت بيننا تنير وتشير وتثير؛ أي تنير عقولنا، وتشير إلى مبادئ ومناهج رتَّبها أدباء فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر. وكان يحس أننا في حاجة إلى هذه المبادئ والمناهج؛ ولذلك أثارنا بترجمة قصة الثورة الفرنسية لألكسندر دوماس. ولا أعرف واحدًا يقِظًا في تلك السنين لم يقرأ هذه القصة ولم يتغير بها وبسائر مؤلفات فرح أنطون.
وكان جديرًا بهذه المؤلفات أن تحدث حركة رومانسية ابتداعية في الأدب العربي، ولكنها للأسف لم تحدث. فإن خلاصتها أن الإنسان حسن مسالم، ولكن المجتمع سيئ يحمله على الرذائل. وما كان أبدعها من فكرة لمثل أمتنا في مثل ذلك العصر أي حوالي ١٩٠٥ أو ١٩٠٦. فإن هذه الفكرة كانت جديرة بأن تختمر وتبعث النشاط الذهني في جميع القراء، كما تبعث وجدانًا أدبيًّا جديدًا ينضج ويتوالد في شتى الأفكار والآراء.
ولعلِّي محتاج هنا إلى أن أشرح ماذا أقصد إليه من الاتجاه الرومانسي في الأدب؛ فإن الأدب يمكن أن يُقَسَّمَ من ناحية المزاج والاتجاه وقواعد التفكير واللغة بأنه أدب كلاسي اتِّبَاعي أو أدب رومانسي ابتداعي. وليس أحدهما خيرًا من الآخر، ولكنهما مختلفان. وفي فترةٍ ما تحتاج الأمة إلى النزعة الاتِّباعية في حين أنها في فترة أخرى قد تحتاج إلى النزعة الابتداعية.
فالنزعة الاتباعية تقتضي العناية بالماضي والجري على أساليب السلف والتقيُّد بالنصوص في قواعد التفكير واللغة. ففولتير اتباعي، وطه حسين في كتابه عن المعري اتباعي، والعقاد في كتبه عن رجال الإسلام الأولين اتباعي، وقِس على هذا.
والنزعة الابتداعية تقتضي الخيال أكثر من التقيُّد بالنصوص. وهي تجنح إلى التحلُّل من النص والقاعدة؛ ولذلك كان روسو ابتداعيًّا كما أن طه حسين في «الأيام» ابتداعي، وكذلك توفيق الحكيم ابتداعي في معظم ما يكتب.
ونحن محتاجون إلى النزعتين، ولكنا في مصر أكثر احتياجًا إلى النزعة الابتداعية؛ لأنها في النهاية نزعة التجديد واقتحام المستقبل.
وكان فرح أنطون فيما ألَّف ونقل رومانسيًّا ابتداعيًّا، بل إن أول الكتب التي نقلها عن الفرنسية كان كتاب «إميل» لجان جاك روسو، وهو يعد أساسًا للحركة الرومانسية في أوروبا، حيث يقول بأن الطبيعة البشرية حسنة يفسدها المجتمع والحكومات والقوانين. وهذا الكتاب — مع الأسف — لم يُطبع إلى الآن.
ولكن حياة فرح أنطون في ذلك الوقت بُتِرَتْ؛ لأنه وقع في مناقشات تمس الدين مع الشيخ محمد عبده، فبارت مجلته بعد الرواج، ورحل إلى القارة الأمريكية حيث اشتبك في خصومات صحفية لم يكن القلم وحده أداة الرأي والحجة فيها، فعاد مهزومًا إلى مصر.
وكان أثر فرح أنطون في نفسي أني أكبرت الأدب الأوروبي إكبارًا عظيمًا.
ولم يكن هذا غريبًا في مثلي؛ فإن فرح أنطون استبدل بالماوردي عندي جان جاك روسو، وحملني على أن أستبدل بالكلمة الوضيئة والعبارة المذهبة أدب المبدأ والفلسفة والفكرة.
وعرفت فرح أنطون بعد ذلك حين اشتغلت معه في جريدة «اللواء»، وكانت جريدة الحزب الوطني يرأسها المرحوم عثمان صبري حوالي ١٩١٠، فزادني توجيهًا نحو الأدب الأوروبي. وعاش فرح في مصر إلى ١٩٢١ حين توفي وهو في الحادية والأربعين. وكانت وفاته نكبة على النهضة المصرية السياسية والأدبية. وكان من اللبنانيين القلائل الذين اندغموا في الحركة الوطنية المصرية اندغامًا تامًّا. وكان سعد زغلول يحبه ويقدره. وزاره واصف غالي باشا وهو في فراش المرض قُبَيْلَ وفاته بمنزل أخته السيدة روزا حداد وقدم له تحية الوفد.
والآن أعود بالذاكرة إلى هذه الشخصية الفذة وأتساءل: ما مقدار ما ضاع منا بوفاته؟
الحق أن ما فقدنا فيه عظيم فادح؛ فلو أنه عاش إلى أيامنا مثلًا لطبع النزعات الأدبية والسياسية في مصر بطابعه. ولعله كان يوجِّه الأدب المصري هذه الوجهة الرومانسية التي آسَف على أنه لا يتجهها الآن؛ لأننا على الرغم من كل جديد في هذا الأدب ما زلنا نعيش في أَسْرِ التاريخ بأدب أغلبه سلفي، نفكر بمزاج سلفي في لهجة سلفية. وأدبنا هو أبعد الآداب عن روسو، بل لقد أصبحت حركاتنا الاجتماعية سلفية أيضًا كما نرى في حركة «الإخوان المسلمين».
وكان فرح أنطون بشريَّ النزعة والإيمان، يؤمن بالإنسان ويكره الأساطير الغيبية بل يشمئز منها. وكان يمتاز بالذهن الاستطلاعي يرود كل جديد في الثقافة الأوروبية. فهو أول من كتب عن نيتشه. وأظن أني أنا كنت الثاني؛ لأن أول مقال صحفي لي كان في «المقتطف» سنة ١٩٠٩ بعنوان «نيتشه وابن الإنسان» وقد وصلت إلى نيتشه مستقلًّا وأنا بأوروبا.
ولذلك عقب عودتي من أوروبا واتصالي به كنت لا أجد موضوعًا أختلف فيه معه. وكنا نتحدث عن الاشتراكية والنزعات الأدبية الجديدة والسياسة في مصر، فنكاد نتفق في كل شيء حتى في العقيدة الدينية.
وفيما بين ١٩٠٧ و١٩١٠ ظهرت قوة جديدة في مصر كان لها أثر آخر في توجيهي النفسي، وكانت هذه القوة أحمد لطفي السيد؛ ففي تلك السنين كانت الوطنية المصرية في طور اليرقة لم تنسلخ بعدُ إلى الجسم الحي الكامل. وكانت عرضة لأخطار شتى وتطوحات مختلفة. وحسبُ القارئ أن يعرف أن كلمة «وطنية» ليست عربية وأننا إنما سككنا هذه الكلمة كي نعبِّر بها عن وجدان جديد؛ ذلك أن مصر في بداية هذا القرن كانت لا تزال في أسر الماضي. وكانت الدولة «العثمانية» هي دولتنا التي كُنَّا نكافح بها الإمبراطورية البريطانية. وكان بيننا متنبِّهون تعلَّموا في المدارس الفرنسية أو نبهتهم الحوادث وأيقظت فيهم وجدانًا وطنيًّا، فلم يكونوا يسيغون منطق اللواء والمؤيد في الدفاع عن استقلال مصر بحق الأتراك في سيادتها. وكان الأقباط ينفرون من هذه الوطنية العثمانية نفورًا عظيمًا.
وظهر لطفي السيد في الجرائد يدافع عن هذه البديهية الواضحة، وهي أن مصر يجب أن يملكها المصريون دون الأتراك ودون الإنجليز. ووجد في الأول مصادمة قوية من الكُتَّاب الذين ألفوا الدعاية للأتراك ولكن سرعان ما انتصر وظفِر بالرأي العام في مصر. ووجد الأقباط منطقًا في هذه الوطنية كما وجد المثقفون فيها أملًا جديدًا يعبئ الأمة للإصلاح والتجديد فأقبلوا على الجريدة وشغفوا بمقالات لطفي السيد فيها.
وكثير من القراء في أيامنا — أي بعد نحو ٣٥ سنة من هذه الحركة — لا يعرفون مقدار هذه الحركة وفضل أحمد لطفي السيد فيها؛ ذلك أننا جميعًا قد اعتنقنا هذه الوطنية الجديدة — وطنية مصر للمصريين — ولم نعد نعرف غيرها. ولكن على القارئ أن يذكر أن الدولة «العثمانية» كانت شيئًا أكبر من تركيا الحاضرة. وكانت إمبراطورية شاسعة لها جيوش وموظفون في اليمن والحجاز والعراق وطرابلس. وكانت الرحلة السنوية إلى إستامبول أو كما كان يصفها الصحفيون وقتئذٍ «دار السعادة» لا تقل في عدد المسافرين المتنزِّهين عن الرحلة إلى باريس. وكان حبل الدسائس لا ينقطع بين القاهرة وإستامبول. ولكنه مع ذلك كان واهيًا، كما كانت هذه الدسائس عقيمة.
وكان لطفي السيد وعبد العزيز فهمي وقاسم أمين جيلًا جديدًا في مصر بعد الجيل الذي كان منه الأفغاني ومحمد عبده. وكان هذا الجيل أكثر جرأة؛ ولذلك نجد أن قاسم أمين يدعو إلى سفور المرأة وإلغاء الإعراب في اللغة. ولطفي السيد يدعو إلى لغة مبسطة تُقارِب العامية، كما نجد عبد العزيز فهمي الآن يدعو إلى الخط اللاتيني. وقد حفظ هذا الأخير شبابه الذهني إلى ما بعد السابعة والسبعين. وهو يعاني الآن من هذا الشباب عنتًا من خصومه أولئك الشبان الذين شاخوا قبل الثلاثين والأربعين.
والواقع أن لطفي السيد مهد لحركة سنة ١٩١٩ بجمع الأمة على رأي موحد في الوطنية، كما أنه جعل التجديد مساغًا لا يُتَّهَمُ القائمون به بالهوج أو الرعونة. بل أصبحت الدعوة إلى حرية المرأة وتعليمها شيئًا وقورًا محترمًا، واحترمت «الجريدة» بعد أن كانت موضوعًا للنكات البذيئة.
وقد سبق أن قلت إن أسلوب المقتطف كان علميًّا مقتصدًا وإني أخذت عنه ما أسميته «الأسلوب التلغرافي». ولكن أسلوب لطفي السيد كان موجزًا مقتصدًا أيضًا. وهو أشبه الأساليب بأسلوب ابن المقفع، وأظن أني تأثرت به أيضًا.
وقد كان هؤلاء الثلاثة: يعقوب صروف، وفرح أنطون، ولطفي السيد، من القوات التي صاغت شخصيتي الثقافية الذهنية؛ فإن الأول وجَّهني إلى طريق العلم، والثاني بسط لي الآفاق الأوروبية للأدب، والثالث جعل من المُستطاع لي — بوصف أني غير مسلم — أن أكون وطنيًّا في مصر.