بسائط علم الفلك وصور السماء
طالما شغل بالَ الإنسان ما يراه من الكواكب والأجرام السماوية، فسعى منذ القِدم إلى فَهم كُنهها وعلاقتها بحياته؛ فظهورُها وأُفولها في اليوم والليلة أدهشه، ودفعه الجهل إلى أن يظن أنها آلهة تُراقبه من عَليائها، فتقرب إليها بالعبادات وأقام لها المعابد. وبمرور الزمن، نضج الفكر الإنساني وتراكمت المعرفة البشرية، فأخذ الإنسان يُصحح رؤيته للأجرام السماوية التي تحيطه، وللأرض التي يعيش عليها، لتتوالى التفسيرات منذ عهد اليونان القدماء الذين رأَوا في الأرض مركزًا للكون تَطُوف حوله الشموس والكواكب. ومع تحلُّل الإنسان من سلطان المعرفة الدينية، ظهرت تفسيراتٌ أكثر عمقًا وصحةً للكون الذي نعيش فيه، ليتبلور علم الفلك ويصبح مَبحثًا دقيقًا يعتمد في نظرياته على الكثير من القوانين الرياضية والفيزيائية المُعقدة. والكتاب الذي بين يَديك يُبسط فيه المؤلِّف بعضًا من حقائق علم الفلك، بأسلوب سهل يناسب القارئ العادي غير المُتخصص.