لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
«أنا أمُّ الأشياء جميعًا، سيدةُ العناصر وبادئة العوالم، حاكمةُ ما في السماوات من فوق وما في الجحيم من تحت، مركز القوة الربانية. أنا الحقيقةُ الكامنة وراء الآلهة والإلهات، عندي يجتمعون في شكلٍ واحد وهيئة واحدة. بيدي أقدارُ أجرام السماء وريح البحر وصمت الجحيم. يعبدني العالَم بطرقٍ شتَّى، وتحت أسماءٍ شتَّى، أما اسمي الحقيقي فهو إيزيس، به تَوجَّهوا إليَّ بالدعاء.»
يتجوَّل «فراس السواح» في التاريخ الإنساني والميثولوجيا متنقِّلًا بين الكتب المقدَّسة حينًا، وبين النصوص المنقوشة على جدران المعابد أحيانًا، في محاوَلةٍ للبحث عن الألوهة المؤنثة وتطوُّرها عبر التاريخ، ليكشف لنا عن الصورةِ الأولى للإله التي كانت في شكلها الأنثوي، وارتباطِها بالثورة النيوليتية واكتشاف الزراعة وتدجين الماشية، وكيف كانت بلاد الرافدَين هي صاحبة الانطلاقة الحضارية الأولى، وكيف أشرَق نورُها على المناطق الأخرى التي شَهِدت بزوغَ الحضارات منذ فجر التاريخ، مثل مصر والهند واليونان، وكيف نقلت إليهم فكرةَ الإلهة الأم التي أخذَت أسماءً مختلفة تبعًا لاختلاف موطنها، مثل «أفروديت» عند الإغريق، و«إيزيس» عند المصريين، وصولًا إلى «مريم العذراء». كما يُناقِش تحوُّل المجتمع الأمومي إلى مجتمعٍ ذكوري، وما تبعه من سيطرة الإله الذَّكَر في المعتقَدات؛ بدايةً من ظهوره ابنًا للإلهة، وصولًا إلى الإله الأول.