مصر في ثلثي قرن
كتب هذا الكتاب أوائل القرن العشرين، بعدما استتبت السيطرة الاستعمارية البريطانية في مصر، وأرادت بريطانيا لها أن تستتب أيضًا في عقول المصريين، حيث كانت هناك محاولات تأريخية تحاول تبرير مشروعية الاحتلال، وذلك من خلال محاولات المزج بين الكتابة السياسية والتاريخية؛ لتجعل من الاحتلال سببًا في تقدم مصر ونهضتها، وقد تصدت لتلك المحاولات أقلام المؤرخين الوطنيين أمثال مصطفى الههياوي الذي أراد أن يجلي الحقيقة التاريخية دون زيف أو تحريف، بعد أن شوهتها أقلام السياسة، حيث جرت الأقلام مجرى الطمس والاختلاق، فللسياسة أقلام غير أقلام الحقيقة، التي يُفترض فيها تمحيص المسائل والقضايا، وتحري الصدق والعدل فيما يكتب.