سؤال وجواب (٢)
من هو الأديب العربي الذي ترشِّحه لجائزة نوبل؟
• كأني بجائزة نوبل تمشي على
خُطى المعلَّقات، لاحظ ترَ أنَّ القبيلة العزيزة والأكثر عددًا لها
أكثر من معلَّقة، والقليلة العديد لا تُمثَّل في ديوان العرب.
فالمعلَّقات مصنَّفة بحسب العصبية والغرض والميل، فالبصرة قدَّمت
امرأ القيس؛ لأنها يمنية رِبعية، والكوفة قدَّمت الأعشى، وأهل البادية
قدَّموا النابغة وزهير ابن أبي سُلمى؛ لأنه مواطن لهما. أما أنا وغيري
فماذا ينفع ترشيحنا؟ فجائزة نوبل ليست مسألةً أدبيةً فقط، بل سياسية
أيضًا. وإننا لفي انتظار القومية العربية حتى يفوز أحد الكاتبين بالضاد
بجائزة نوبل، وإذ ذاك يقرره من يقرره.
هل الدولة اللبنانية مقصِّرة بحق الأدباء؟ وكيف تكون مُنصفةً؟
• هذا سؤال جوابه عندكم، فكيف
ترى؟ جاوب نفسك.
من هو الأديب العربي الذي يعجبك؟
• أدباء كثيرون يعجبونني، وفي
طليعتهم الجاحظ وأحمد فارس الشدياق.
ومن هو العربي؟
• العربي عندي هو كلُّ من
وُلد من أبوين ناطقين بالضاد، وعند غيري هو الذي تمتد جذور أصله إلى ما
قبل الهجرة. وهذا التأصيل المُغالَى فيه هو الذي فرَّقنا. تصير
أمريكيًّا بعد إقامتك في ذلك القُطر خمس سنوات، ولا تصير عربيًّا بعد
خمسة قرون، وهكذا كتبنا الفُرقة على شعبنا؛ فالناطق بالعربية من عهد جد
جد جد جده يظل غير عربي عند بعضهم.
هل تقرأ للأدباء الشباب؟ وما رأيك فيهم؟
• أقرأ كلَّ ما يتفضَّلون به
عليَّ من كتبهم، وإني لأرجو كل الخير على أيديهم. إن بينهم ذوي مواهب،
والغد للمجتهد منهم، فالعبقرية موهبة.
كيف كان يقضي الأدباء ساعات فراغهم أيام زمان؟
• إذا قلتَ لي كيف كان يقضي
آدم وحوَّاء أوقات فراغهما في الجنة؟ قلت لك أنا كيف كنا نقضي ساعات
فراغنا. إننا لم نترك الفرصة تفوتنا، والحياة تتطوَّر، ولكنها لا
تتبدَّل.
أول موضوع أدبي كتبته، ماذا كان ثمنه؟
• كان ثمنه تحيةً حارَّة بعصا
جدِّي السنديانية، وقد ذكرت ذلك في كتابي «أحاديث القرية».
لماذا لا تنْظِم قصائد في الوقت الحاضر؟
• كما تأكل خلايا الجسم
بعضها، كذلك أكل مارون عبُّود الناثر مارون عبُّود الشاعر. وقبلُ
وبعدُ، فللشعر سِنُّ الشباب، ولغيره من ألوان الكلام بقية العمر، وأنا
قد قمتُ بما أقدر عليه في الصناعتين.