إلى عميد الكتلة الوطنية
أكَّد الأستاذ أده بأنَّ فشل المعارضة في كسروان على الأخص — حيث لمس هو وكل من رأى المهرجانات العظيمة التي أقيمت له ولكتلته — دليل صريح على التزوير.
لا يا حضرة الأستاذ.
لا، لا تجزم.
إذا رُمْت أن تحكم على جودة الأرض؛ فسَل الفلَّاح عنها «قاتل الأرض خابرها.» كما يقول المثل اللبناني.
فتلك المهرجات ليست دائمًا دليلًا صادقًا على الشعبية؛ ما أكثر الذين يمسكون الحبل من الطرفين!
لا يكاد المرشح يدير ظهره حتَّى يركض هؤلاء إلى منافسه معتذرين له بقولهم: «ألا نستقبل ضيفًا زارنا؟»
إنَّ مثل هذا الجبن والنفاق هو الذي يضيع الطاسة …
فنصيحتي لك يا أستاذ، ألا تركن إلى وعود هؤلاء، ولا تُقِم أقلَّ وزن لمن يُودِّع غيرك بالتطبيل والتزمير، ثمَّ يهتف لك: أوصانا … مبارك الآتي باسم الرب.
اسمح لي أن أخاطبك بهذا الأسلوب الديني بعدما رسمك الأستاذ محسن سليم بطركًا في مهرجان ما.
وبعد، أفنسيتَ ليلتنا في عين كفاع عام ١٩٤٣م؟
ليتها تعود؛ ففي الإعادة إفادة.
لا أظن أنَّك نسيت ما جرى فيها بالتفصيل، ولا شكَّ أنَّك تتذكر موقف «داعي الدعاة» الذي كان عن شمالك … تذكَّر جيدًا، وإن نسيت أنت فكثيرون من الناس لا يزالون يذكرون، كما صارحتك في ذلك الزمان، ها أنا ذا أصارحك الآن في هذه الساعة العصيبة، والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون.
لا تستعجل الشيء قبل أوانه. استوثِقْ من الناخبين أولًا، وإذا استعصى عليك شيءٌ من أسرارهم، فتذكر قول الشاعر:
فالناخبون ما زالوا هُمْ هُمْ، وعلى يد هؤلاء تأتي الشكوك، فالويل لهم كما قال السيد.
لقد قرفت يا سيدي حديث الانتخابات، ولولا أنَّها من مقومات المواطن لما أقبلت عليها، فما أكثر المدعوين وأقل المنتخبين!
نحن أدرى من المرشَّحين بنيَّات زملائنا الناخبين، فاسمع مني وصدِّقني: المهرجانات فقاقيع صابون …
ستذكر صراحتي هذه وتحمدها عندما تنجلي غَمرَةُ المعركة، أمَّا الآن، فثق يا حضرة الأستاذ أنِّي أتمنى لك النجاح، إنَّما على غير يدي؛ لأنَّني ما زلت كما كنت.