شكر وتقدير
ربما تبدو رحلة تتبُّع ملابسي في جميع أنحاء العالم رحلة بحث فردية، ولكن بداية من البريق الأول لفكرة الكتاب وحتى الانتهاء من تأليفه، لم أكن بمُفردي على الإطلاق.
تتضاءل رحلتي في تأليف هذا الكتاب أمام رحلتي التي امتدَّت ١٦ عامًا مع آني، التي أُهدي إليها هذا الكتاب. قبل أن أسافر إلى هندوراس، كانت آني صديقتي الحميمة لفترة طويلة. وما بين فترتَي سفري إلى هندوراس وبنجلاديش، صارت خطيبتي. وبعد السفر إلى الصين، صارت زوجتي وأم طفلَينا الجميلَين: هاربر وجريفين. تمتلك آني مقدرة خرافية على الصبر. ضحكتها هي كل شيء بالنسبة إليَّ. وما زلت مدينًا لها بشهر عسل بعيدًا عن زيارة مصانع الملابس.
غرَّرتُ بأخي كايل ليرافقني في السفر إلى هندوراس. لقد أنقَذني من أفعى سامة مميتة في الغابة، ولكنه لم يَستطع أن ينقذ نفسه من قرصة ناموسة حاملة للطفيليات. وفي النهاية، أُصيب بالملاريا. وبعد حقنة في العمود الفقري، وقضاء بضع فترات قصيرة في مستشفيات في الهند وفرنسا، وعام من التعافي، صار بخير. (آسف، يا كايل.) وعندما تتحسَّن حالته الصحية، لا يوجد أحد أفضل من كايل لأشاركه ركوب زورق خشبي.
لن تُقابل في حياتك مطلقًا رجلًا عمليًّا أكثر من والدي؛ ففي سن الثامنة والعشرين، كان يمتلك شركة أعمال بناء وكان لديه طفلان؛ ومن ثم أن يكون لديه ابن — في الثامنة والعشرين من عمره — يسافر إلى بنجلاديش لأن ملابسه الداخلية صُنعت هناك لا تُعدُّ الفكرة التي ظننت أنه قد يدعمها ويشجعها، ولكنه فعل. إذا كان لديَّ ذرة من عمله الجاد وتصميمه ونزاهته، فأنا لديَّ ما يكفي.
قبل أن أطأ بقدمي أرضًا خارج الولايات المتحدة، كانت أمي هي من علمني أنه يوجد عالم أكبر بكثير. وكل أمٍّ وطفل قابلتهما مصادفة أثناء أسفاري كنتُ أنظر إليهما بعينيها. كما أن عائلة أمي كانت داعمةً جدًّا؛ فلطالما زودتني خالتي كاثي بالصُّحف، وخالي راندي هو قارئ مخلص لمدوَّنة «ترافلينج لايت» منذ صدروها الأول، وجدي وجدتي ويلت يُشجِّعانِني دومًا على الخروج واستكشاف العالم.
والدا آني، جيم وجلوريا، موجودان دومًا لدعمنا والقيام بدوري حين أسافر إلى وجهة مجهولة لأُنجز مهمة مجهولة لا يعلمها إلا الله. وصراحةً آني تتمتَّع بالصبر.
اشترى لي ابن عمي، برايس، التي-شيرت المرسوم عليه شخصية «تاتو» الذي جعَلني أبدأ هذه الرحلة. وإن كنت سألوم أحدًا، فهو برايس.
لن يَحظى كابتن رالف شيارو بفرصة قراءة هذا الكتاب مطلقًا، ولكن بدون صداقته كانت حياتي ستسير على الأرجح، وكذلك الحالة بالنسبة إلى رحلة تأليف هذا الكتاب، في اتجاهٍ مُختلف تمامًا. وأنا مدين له بالكثير جدًّا، وأشعر بالأسى يعتصر قلبي كلما تذكَّرتُ فكرة أنني لن أحظى أبدًا بالجلوس — أنا وهو فقط — ومن أسفلنا يتدفَّق المحيط الأطلنطي، كي أشكره.
لو حَظِيَ الجميع بمعلمة لغة إنجليزية مثل معلمتي، لكان العالم مكانًا أفضل وأكثر التزامًا بالقواعد. ذات مرة قابلتُ أنا وكايل مصادفةً معلمتي اللغة الإنجليزية، ديكسي مارشال، في عرضٍ مسرحي، وقدَّمتْنا لأختها قائلة: «هذا كايل تيمرمان، واحد من أفضل تلاميذي على الإطلاق …» ثم استدارت لي وقالت: «… وهذا أخوه كيلسي.» وعلى الرغم من ذلك، لم تيأس مني وواصلَت شرحها بعض قواعد النحو لي بعد مرور عقد من الزمن على آخر مرة جلستُ في حصتها. وأمعنَتْ في مراجعة مسوَّدة هذا الكتاب مرات لا تُحصى بقلمها الأحمر.
ولولا كارين جونسون إستينسن، وكيلة أعمالي، ما كان هذا الكتاب ليصل إلى صندوق بريد ريتشارد نارامور، محرِّري بدار نشر وايلي آند صَنز. إذا سافرتَ إلى بنجلاديش لأن ملابسك الداخلية صُنعت هناك وعدتَ وألفت كتابًا عن هذه الرحلة، فأنت مؤلِّف. وإذا عدت ولم تؤلف كتابًا عن الرحلة، فأنت شخص غريب الأطوار بعض الشيء. والفضل يعود لكارين وريتشارد أكثر من أي شخص آخر في أنني أصبحتُ مؤلِّفًا.
وما كنت لأتمنى ناشرًا أفضل؛ ففريق العمل بدار نشر وايلي، بمن فيهم ليديا ديمترياديس وكيم دايمان وإيمي سيل وكريستين مور، كانوا داعمين لي بشدة. ولطالما أذهلني هذا القدر الكبير من الحماس والشغف والموهبة الذي يتمتَّع به لاري أولسون.
لقد أنجز جيه آر جاميسون من مؤسسة إنديانا كامبوس كومباكت مهمة خرافية بمقالته عن تعلم الخدمة المجتمعية. إنني أتطلَّع إلى المزيد من الحوارات معه عن التحول إلى سمة العولمة المحلية في المستقبل.
كانت دكتور نانسي بوش، من جامعة وينجات، كريمة بالدرجة الكافية لتُشاركني بأسئلتها النقاشية الرائعة. لقد عثرَتْ مصادفة على الطبعة الأولى من هذا الكتاب ومنحتْه لقب الأكثر قراءة في جامعة وينجات، وهي الجامعة الأولى التي تبنَّت هذا الكتاب بهذه الصفة. وأنا مدين لنانسي وجميع الأساتذة والإداريين بالجامعة الذين شاركوا طلابهم هذه القصة.
آشلي فورد، كاتبة شابة رائعة ومواطنة مؤثرة، فعلت المعجزات مع دليل الأسئلة النقاشية.
ولم أكن لأستطيع أن أسد الفجوة بين المُنتج والمستهلك لولا العمل الجاد وصبر المُترجِمين الذين استعنت بهم: إدواردو وجابرييل في هندوراس، ودالتون وروما في بنجلاديش وتشون وفالين وسيما في كمبوديا، وآنجيل وبينك ولوثر وهوانج في الصين.
قبل كل شيء، أنا مدين لأميلكار وعريفة وناري وآي وديوان وتشو تشون الذين سمحوا لي بدخول حياتهم وتحمَّلوا أسئلتي؛ فهذا الكتاب ملك لهم مثلما هو ملك لي تمامًا.