مقدمة
نرتديها جاهزة!
أنا صناعة أمريكية، أما ملابسي الداخلية — ماركة «جينجل ذيس» المطبوع عليها «أجراس الكريسماس» — فصُنِعَت في بنجلاديش.
قضيتُ طفولة أمريكية خالصة في ريف ولاية أوهايو، إلا أن جميع سراويلي الجينز الزرقاء — والمُميِّزة للثقافة الأمريكية الخالصة — صُنعت في كمبوديا.
كنت أرتدي بصفة يومية شبشبًا مطاطيًّا خفيفًا على مدار عام حين كنتُ أعمل مُدرِّبًا لرياضة الغوص بمدينة كي ويست، وكان هذا الشبشب المطاطي مصنوعًا في الصين.
وذات يوم وأنا أُحدِّق بكومة ملابس ملقاة على الأرض، لاحظت المكتوب على الملصق الخاص بالتي-شيرت المفضل لي، وجدت أنه مكتوب عليه: «صُنع في هندوراس.»
قرأت الملصق، وشردتُ بأفكاري، وتَمخَّضت هذه الأفكار عن ولادة رحلة للبحث.
أين تُصنع ملابسي؟ بدا هذا السؤال كما لو أنه سؤال بسيط ذو إجابة بسيطة، ولكنَّه في الواقع ليس كذلك.
ألهَمني هذا السؤال رحلة البحث التي قمتُ بها حول العالم. لقد كلَّفتني هذه الرحلة الكثير من الأشياء؛ كان أهمها براءتي كمُستهلِك؛ فقبل هذه الرحلة، كنتُ أرتدي الملابس دون قراءة المُلصقات الموجودة عليها ودون التفكير في عريفة في بنجلاديش أو ديوان في الصين أو التفكير في أبنائهما وآمالهما وأحلامهما والتحديات التي يُواجهانها.
أين تُصنع ملابسي؟ ليس سؤالًا مرتبطًا بالجغرافيا والملابس بقدر ما هو مُرتبط بصُنَّاع ملابسنا ونسيج حياتهم. هذه الرحلة تدور عن الطريقة التي «نعيش» بها والطريقة التي «يعيش» بها هؤلاء؛ لأنه فيما يتعلَّق بالملابس، يصنعها آخرون، ونرتديها نحن جاهزة. وثمة فارق كبير جدًّا بين الأمرين.