اللغة والأدب
حضرت يومًا مجلسًا ضم جماعة من كبراء مصر بينهم فحول من الشعراء وكبار من الكتاب وأساتذة من المشايخ الضليعين في اللغة، وفيما ينتقل الحديث من موضوع إلى موضوع سأل أحد المحاضرين شيخًا لغويًّا: أي الشعرين يفضِّل، الشعر القديم الذي اتخذ عنوانًا له: «قفا نبك»، أم الشعر الحديث وعنوانه: «حفَّ كأسها الحبب»؟ فكان جواب الشيخ على الفور: إني لأفضل الشعر الحديث فهو أعذب مدخلًا إلى النفس، فأما الشعر القديم فحاجتنا إليه للغة أكثر من حاجتنا إليه للأدب.
وأثار هذا الحديث جدلًا هادئًا لم يطل أمده، ولا يستوقف منه النظر شيء خاص في البحث الذي أريد أن أعرض الآن له، وإنما استوقفت نظري هذه التفرقة الجميلة الدقيقة بين اللغة والأدب. فنحن في حاجة إلى الوقوف على أدب الجاهلية وعلى أدب الصدر الأول للإسلام، وعلى كل أدب سبق عصرنا؛ لتبقى حياة اللغة متصلة على العصور، ولنجد في هذا الأدب القديم من تاريخ اللغة وأدبها وصور تطورهما ما لا غنى لنا عنه إذا أردنا أن تظل اللغة في تنقلها على الأجيال قوية رصينة بعيدة عن أن يندس إليها عامل من عوامل الاضطراب والضعف. فأما الأدب من حيث هو رحيق الحياة العقلية والفنية وما تنطوي عليه من مختلف الصور والألوان، فتابع في تطوره للعصر الذي يعيش فيه غير مضطر أن يتصل بالقديم النائي عنه بأكثر من صلة الوراثة ومن صلة اللغة، واللغة في الأدب ليست إلا الكساء الظاهر لهذا الرحيق الذي يعبر الأدب عنه. فأما قوام الأدب ففي الروح الذي يلهم ما فيه من معانٍ وصور وعواطف وإحساس. لهذا تراك إذا عرفت لغات عدة فقرأت فيها صورًا مختلفة من الأدب، لم يكن اللفظ هو الذي يقفك عنده، بل كان ما يدل هذا اللفظ عليه وما يعبر عنه، وإذا كان اللفظ لذاته ذا قيمة في الأدب من حيث موسيقاه وما تهز هذه الموسيقى النفس وما تعد العواطف لاجتلاء المعاني التي ينطوي عليها، فلن يسمو هذا اللفظ بالغًا ما بلغ رنينه ورصانته بمعنى غير سام، وإن أمكن أن ينزل اللفظ المبتذل والناشز الرنين بالمعنى السامي أو الصور الجميلة، أو يترك على الأقل من سوء الأثر في النفس ما يجعلها تأسى، وتأسف ألا يكسو المعنى الجميل لفظ جميل.
أنت إذن في حاجة إلى إتقان دراسة اللغة وتاريخها في المعاجم وفي كتب الأدب إذا أردت أن تكون لغويًّا وكفى، كما أنك في حاجة إلى هذه الدراسة إذا كنت ممن مُنحوا هبة الأدب. فكلما زادت ثروتك من الألفاظ ومن أساليب استعمالها وما يمكن أن تعبر عنه من مختلف المعاني لذاتها أو مضافة إلى ألفاظ غيرها، ازددت أنت قدرة على اختيار اللفظ الذي يصلح للتعبير عن قصدك تعبيرًا دقيقًا وموسيقيًّا معًا، وهذا هو الذي يدعو الأمم الغربية المستمدة لغاتها من اللاتينية واليونانية إلى تدريس هاتين اللغتين للنشء. فليس جمال هذه اللغات القديمة الميتة هو الذي يقصد لذاته أولًا وبالذات. كلا! وإنما يقصد من دراستها إلى دقة إدراك المعاني التي تعبر عنها الألفاظ المشتقة منها، ومهما تكن آداب اليونان والرومان قد أمدت البعث الأدبي في أوربا إبان القرن السادس عشر بصورها وموضوعاتها، فإنما كان ذلك لتحكم الآداب الدينية في العصور التي سبقت عصر البعث ذاك، واحتياج الناس فيه إلى وحي جديد، ولم يكن يومئذ خيرًا من هذه الآداب القديمة مهبطًا للوحي، ومحلًا لإلهام شكسبير وراسين ودانتي … وغيرهم من الذين قام هذا البعث على نبوغهم. لكن هذه التبعية أو هذا الرق للأدب القديم لم يدم طويلًا، وفي القرن السابع عشر نفسه قام كتّاب وشعراء أمثال موليير ولا برويير نزعوا غير نزعة العصر، وأنشأوا أدبًا مستقلًا عن أدب اليونان والرومان وإن حذقوا اللغتين اللاتينية واليونانية خير حذق؛ ليحيطوا بلغتهم الفرنسية إحاطة كاملة دقيقة، وما كاد القرن الثامن عشر يتنفس فجره حتى تنفس عن فولتير وروسو وديدرو … وغيرهم من الكتاب الذين نزعوا أثواب أثينا وروما وارتدوا ثوب عصرهم، ومهدوا للأدب الغربي أن يستقل بنفسه عن الأدب القديم، ومع هذا الاستقلال التام في أدب الغرب ما تزال اليونانية واللاتينية تدرسان لغة وأدبًا؛ لتبقى حياة اللغات المشتقة منهما متصلة على العصور حتى لا يندس إليها عامل من عوامل الفساد والضعف، وإذا كانت لغتنا اليوم وستبقى أبدًا هي اللغة العربية، وكانت دراستنا إياها أجدى علينا وأحفظ لكياننا، فإن كثيرًا من ألفاظ هذه اللغة العربية قد أصبح بائدًا أو في حكم البائد؛ لأن أطوار الحياة التي مرت بالأمم التي أصبحت العربية لغتها جعلت هذه الألفاظ القديمة غير صالحة لأداء المعاني التي تداولتها عصور فجر الإسلام والأمويين والعباسيين والفاطميين والأندلسيين … وغيرهم ممن تطورت حضارة العالم بعملهم تطورًا عظيمًا. مع هذا فدراسة تلك الألفاظ البائدة نفسها تفيد من جهة لغوية بحتة، وقد تفيد الأديب في دقة تحديد المعاني التي تعبر عنها ألفاظ أخرى مشتقة منها أو كانت بينها وبينها في بعض العصور صلة لغوية من أي نوع من الأنواع.
على أن دراسة اللغة هذه لا تتصل بالأدب لذاته إلا من حيث هي كساء الأدب على نحو ما قدمنا، وبمقدار حاجة الأدب إلى هذا الكساء. صحيح أن الكساء كان له في بعض الأزمان المقام الأول، وما تزال طبقات الناس إلى وقتنا الحاضر تتميز بأرديتها، وصحيح كذلك أن اللغة بوصفها كساء للأدب، كانت في بعض الأزمان صاحبة المقام الأول عند الأكثرين، وأنها ما تزال ذات أثرٍ لا سبيل إلى إنكاره، لكن صلتها بالأدب من هذه الناحية تتطور تطور صلة الأزياء بأقدار الناس في الحياة، وصلة الأزياء بالأقدار تتلاشى رويدًا بما تنزع طبقات الجماعة كلها نحوه من البساطة في اللباس بساطة يمتاز فيها الذوق على قيمة الثياب، حتى لنرى أكثرها أخذًا للنظر أشدها نميمة عن الحياة ودقائقها، كذلك تطورت لغة الأدب، فصار أجدرها بالامتزاج بالأدب ما كان شفافًا عن المعاني والصور التي يعبر عنها، معوانًا على زيادة ما في هذه الصور والمعاني من حياة وموسيقى، هذه اللغة الشفافة المضيئة السيالة التي لا تحجب عنك جمالًا ممَّا أراد الأديب الموهوب إظهاره، ولا تقف في سبيل متابعتك الأديب في أثناء تدفُّقه واندفاعه في تفكيره أو تصويره أو تغنيه وشَدوه، هي التي تعتبر للأدب كساء وتتصل بالأدب في كسائها إياه، حتى لتصبح جزءًا من رحيق الحياة الذي يعبر الأدب عنه، وهي كلما لطفت وازدادت بساطة، وشفت بذلك عن كل ما أراد الأديب أن يحملها إياه، وكانت في ذلك النغمات الصادرة عن نفس الأديب الصادقة التعبير عنه؛ كانت ألصق بالأدب في العصر الذي يصدر هذا الأدب عنه.
الوصول باللغة إلى هذه المكانة ليس بالأمر اليسير؛ بل هو يحتاج إلى جهاد الأدباء جهادًا عنيفًا شاقًّا يتناول كل نواحي الحياة، ويتناول كل ناحية منها في مختلف صورها، وأدباء عصرنا الحاضر لا يجدون من أدوات هذا الجهاد في الأدب القديم إلا ما قدمنا من ضبط اللغة، وإلا نظرات عامة للحياة قد تبلغ غاية الجمال ولكنها لا تغني كثيرًا في عصرنا الحاضر، والواقع أن الأدب القديم كالأزياء القديمة كان يعتمد على ثروة اللفظ وصور البديع فيه كما تعتمد الأزياء القديمة على نفاسة القماش وكثرة حواشيه، وأنت إذا ذهبت اليوم إلى مسرح من المسارح تمثل فيه قصة من قصص العصور الماضية، ويظهر فيها الممثلون بأزياء تلك العصور، رأيت على المسرح أكوامًا من أقمشة غالية تحيط بها أشرطة ودنتلات وغيرها من أسباب الزينة، ورأيت فوق ذلك شعورًا صناعية مزينة أيضًا، ورأيت دونه أحذية تكاد لكثرة ما يرصعها من الأحجار الثمينة تنكر أنها أحذية، وهذا كله يذهب ويجيء على المسرح، ويطل من خلاله وجه سيدة أو رجل هو وحده الذي يدلك على أن هذه الكومة النفيسة تحتوي في أعماق داخلها حياة إنسانية هذا الوجه مظهرها … ما صورة هذه الحياة؟ ما حقيقتها؟ أجميلة هي أم قبيحة؟ أجذابة هي أم ثقيلة؟ أنت لا تستطيع أن تحكم؛ لأن اللباس وحده هو المتحرك أمامك، ولأن الوجه الذي عرفت منه أن ما ترى إنسان، وأنه رجل أو امرأة، قد كسي هو أيضًا بأصباغ وألوان أخفت معالمه ونكَّرت معارفه، ولأن التحيات والعبارات والأفكار لا تصدر عن أصحابها، وإنما هي صيغ حفظوها من صغرهم وخضعوا فيها لبيئتهم، فحياتهم ليست لذلك حياتهم، وإنما هم صور متحركة مختفية خلال نفائس الأقمشة وألوان الزينة ممَّا ترى وما قد يفيدك كثيرًا أو قليلًا عن حياة ذلك العصر ولباسه، ولكنه لا يفيدك شيئًا عن الشخصية الإنسانية التي يصدر عنها الفن والأدب، والقديرة وحدها على استخلاص ما في الحياة من رحيق هو إكسير ما في الحياة من جمال.
قارن بين هذا الذي رأيت على المسرح ممثلًا عصرًا مضى وبين أزياء الحياة الحاضرة ومختلف مظاهرها، تجد البون شاسعًا؛ فالحضارة الإنسانية اليوم تنزع إلى البساطة، وإلى الصحة، وإلى حكم الإنسان حياة الوجود بكل ما تمكنه قواه ومواهبه، وإلى ظهور الذاتية الإنسانية خلال ذلك كله ظهورًا قويًّا واضحًا؛ فلم يبق شخص الإنسان كومة من النسيج النفيس تزينها الأشرطة والدنتلات، وتحملها الأحذية المرصعة، وتكسو أعلاها شعور مستعارة، وتطل من خلالها صورة وجه إنساني مختف تحت الأصباغ والألوان، بل أصبح اللباس من البساطة بحيث ينم عن خطوط الجسم وحركاته، ويشف عن الحياة الإنسانية حتى لقد كاد يصبح بعضًا منها، وصارت الحياة الإنسانية كذلك هي موضع الجمال لا اللباس الذي يكسوها، وبمقدار ما يعبر الزي عن الحياة يكون أشد للنظر استرعاء، وأقوى عن جمال الحياة تعبيرًا، وكبساطة الناس في اللباس بساطتهم في الطعام. لم تبق الألوان الكثيرة الشديدة الدسامة محل اللذة والرغبة. بل صارت الألوان التي تلائم الصحة وتتفق معها وتعاون عليها هي التي يميل الناس إلى إتقان صنعها؛ لتجمع لهم بين حسن الغذاء ولذته. كذلك أصبح الترف ذاته ينزع إلى البساطة والصحة، وإذن فالحياة الإنسانية قد صارت من الزي والطعام والترف كما أصبحت من مظاهرها العقلية والفنية تريد أن تكون هي الظاهرة القوية لا يخفيها اللباس بل ينمُّ عنها، ولا يتخمها الطعام بل يقويها، ولا تغص بالترف بل تنعم به. كذلك تريد ألا يثقل اللفظ على روح الأديب، وألا تجمُد التقاليد بريشة الفنان، وأن تصبح الذاتية الإنسانية حرة متوثبة دائمة الإبداع دائمة السعي في إبداعها إلى التحكم في كل ما في الكون، وجعله بعض متاع الحياة لكل فرد من الناس، متاع أساسه البساطة والصحة.
ولقد عاون العلم، وما يزال يعاون، على توجيه الحياة في هذا السبيل بما ربط بين أجزاء العالم، وما أخضع من قواه لحكم الإنسان، وما فسح لذلك من ميادين متاعه. فالتلغراف والطيران والراديو والفونوغراف … وما إليها من جديد المخترعات قد جمعت العالم في قبضة يد الفرد، وقرّبت بين أجزائه تقريبًا لم يكن يحلم به أسلافنا. أتراك تستمع إلى أصوات الخطباء والمغنين وألحان الموسيقى ممن سبقونا، وتسمع وأنت في مقعدك إلى ما يجري في مختلف أنحاء العالم، وتصل في ساعات إلى ما كان يقتضي من قبلنا أسابيع أو شهورًا، ثم تظنك تحس الحياة على نحو ما يحسها السلف، ويكون رحيقها منك ما كان رحيقها منهم؟ لعل من الناس من يرى أن رحيق الحياة عند السلف أشهى وأعذب من رحيق هذه الحياة التي نعيشها، ومن يرى لذلك أن مظاهر هذا الرحيق من فن السلف وأدبهم كانت أطيب وأهنأ، ولست أخالف وأنا أشعر في كثير من الأحيان شعورهم، وأجد في كثير من الأدب القديم جمالًا ولذة، وأجد فيه سذاجة تجذب إليه وتحبب النفس فيه؛ بل إن من آثار الفن والأدب القديم ما انتهى إلى الخلود، وما سيظل موضع تقديس العصور والقرون المقبلة جميعًا، وإن في «قفا نبك» من صور الجمال في بعض المواضع ما لا سبيل إلى نسيانه. لكن الآداب مرآة العصر، كما يقولون، وإذا كان الأدب القديم مرآة للعصور التي يمثلها في تصويرها الحياة وجمالها، وكان ذلك مما تجب دراسته لكمال ثقافة الأديب، فهو وحده لا يكفي لكمال الأديب؛ بل يجب لهذا الكمال أن يحيط الأديب من قواعد العلم والفن بما يؤهله لاستخلاص ما في الحياة من رحيق، وليجلوه على صورة صادقة تمثل عصره، وهذه هي تفرقة الشيخ التي أشرنا إليها في صدر هذه الكلمة بين الشعر القديم وحاجتنا إليه للغة وللتاريخ، وبين الشعر الحديث وتعبيره عن صورة حياتنا تعبيرًا يجعله أشهى وأعذب مدخلًا إلى النفس.
على أن هذه الممارسات لا تغني عما قدمنا من وجوب صقل اللغة؛ لتمتزج بالأدب، ولتكون له لباسًا شفافًا موسيقيًّا رشيقًا، وما يحتاج ذلك إليه من جهاد الأدباء جهادًا عنيفًا شاقًّا يتناول كل نواحي الحياة، ويتناول كل ناحية منها في مختلف صورها، ومن الحق أن نذكر بالتقدير والإجلال جهاد من سبقونا في هذا المضمار من الشعراء والكتاب، ومن رجال دار العلوم والأزهر، وممن يسمون أنفسهم اليوم أنصار القديم. هؤلاء جميعًا سعوا ويسعون سعيًا حثيثًا محمودًا في سبيل بعث ما كان قد ظل عصورًا طويلة طي الكتب القديمة، وجاهدوا فمهدوه، وردوا إليه حياة كاد جهل العصور التي ساد فيها الحكم التركي الممالك العربية يعفِّي عليها ويدفنها إلى غير عودة. لكن اللغة كائن حي يجب له دوام التعهد، وتعهد اللغة في ناحية الأدب إنما يكون بدوام صقلها؛ لتزداد رقة ولطفًا، ولتكون موسيقاها مما يصلها بالأدب صلة وثيقة، ويجعلها أكثر من كساء له.
هذا الجهاد حظ الكتّاب والأدباء منه أكبر من حظ اللغويين وأصحاب المعاجم، ويكفي أن نذكر مثلًا لذلك ما يقصُّونه عن الكاتب الفرنسي الكبير فلوبير وجهاده في هذا السبيل؛ فهم يرون أنه كان يحار أحيانًا في اختيار اللفظ الذي يعبر أحسن التعبير عن فكرة من أفكاره، فيظل يقلب وينقب ويفكر أسبوعًا كاملًا؛ ليجد اللفظ الدقيق الصالح، وأنه حين كان يكتب قصته الخالدة «مدام بوفاري» ويقص انتحار بطلتها بالزرنيخ كان يحس طعم الزرنيخ في فمه فيجد لذلك العبارات الدقيقة التي تصف هذا المعنى وتصوره تصويرًا مضبوطًا. فهل لنا من الأدباء من يبلغ إخلاصهم لفنهم هذا المبلغ؟ هؤلاء هم الذين يصقلون اللغة ويجعلونها تلطف وتشف، وتصبح موسيقى تتصل بالأدب، لا مجرد ألفاظ تنقله كما كان شأنها في عصور مضت.
هؤلاء الأفذاذ المخلصون لفنهم هم الذين يجددون للغة حياتها قويةً رصينة، وهم الذين يعملون للأدب ويقيمون له أرفع صروحه. على أنهم في عملهم للغة إنما يعملون بوصفهم أدباء، وهم بعملهم هذا يقدمون للغويين غذاء جديدًا يفيدهم في معاجمهم أكبر الفائدة، ويجعل من الأدب الحديث ما يفيد اللغة بمقدار ما يفيدها أدب «قفا نبك»، وإن بقي أدبهم مع ذلك أدبًا عصريًّا سائغًا لذيذ المدخل إلى النفس.