مذهب تولستوي
بعض الناس لا يحيا حياته فقط؛ بل يحيا حياة أخرى قد تمتد لأضعاف عمره الذي عاشه بجسده، ومن هؤلاء الذين لا زالت أروحهم باقية بيننا، وأعماله شاهده على تقديرنا له «ليون نيكولا يفتش تولستوي»، الذي هزت آراؤه الدعائم الراسخة للمجتمع البشري في عصره. فحينما سيطرت الحروب على حياتنا كان تولستوي يرفض الحرب ويدعو إلى السلام، وفي عصرٍ شهد الانصياع التام لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، رفض المؤلف الانسياق لها. كان تولستوي متسامحًا مع الإسلام ورسوله، وفنَّد الأناجيل وجمع صحيحها (كما رآه)، الأمر الذي دفع الكنيسة إلى إصدار قرار بالحرمان الكنسي ضده، كما رفض الفلسفة الشيوعية التي انتشرت بين المثقفين الروس، ودعا إلى المساواة على طريقته مبدأً وممارسةً؛ فقد ترك أسرته الثرية وعاش مع المزارعين البسطاء.