في الإسكندرية
وصل حبيب إلى الإسكندرية بالقطار السريع الذي يصل إليها في الساعة الأولى بعد الظهر، فاستقلَّ عربة توجَّه فيها من فوره إلى منزل والدة سليم في شارع المسلة. وكان يعرفها من قبل وبينه وبين ابنها فؤاد شقيق سليم صداقة ومحبة، وسبق له أن زار المنزل أكثر من مرة وهو يصطاف في الإسكندرية.
ولما بلغ المنزل وطرق الباب، فتحته له سيدة لا يعرفها متوسطة العمر مكتنزة الجسم تنم ثيابها وزينتها عن الغنى وحب الظهور. فلما وقع بصره عليها حسب أنه أخطأ المنزل أو أن من كانوا فيه انتقلوا منه إلى غيره؛ فاعتراه الخجل وقال للسيدة التي استقبلته متلعثمًا: «أليس هنا مسكن الخواجة فؤاد؟»
قالت: «نعم، ولكنه ليس هنا الآن.» وظهرت على وجهها أمارات الارتباك.
فقال حبيب: «وهل السيدة والدته غائبة أيضًا؟»
فقالت: «لا يا سيدي بل هي هنا.» ثم تنحَّت عن الباب وَدَعته إلى الدخول، فدخل مترددًا وجلس في حجرة الاستقبال، بينما مضت السيدة لتدعو والدة سليم.
وبعد قليل، سمع وقع أقدام خارج الحجرة، ثم دخلت عليه والدة سليم وهي في ثوب بسيط ووجهها يفيض بالتُّقى والورع وإن بدا فيه شيء من الانقباض، وما كادت تراه حتى عرفته فترقرقت الدموع في عينيها، وهمت به مرحبة فضمَّته وقبَّلته قائلة: «أهلًا وسهلًا بولدنا العزيز حبيب.»
فقبَّل يدها وهو يغالب البكاء تأثرًا بلطف استقبالها إياه ولِما أدرك من أن سبب بكائها هو تذكر ولدها سليم، لكنه تجلَّد وتجاهل وسألها: «كيف حالك يا سيدتي، وكيف حال أخي فؤاد وبقية الأسرة؟»
فقالت: «كلهم بخير، والحمد لله على سلامتك.» ثم تنهدت وأردفت قائلة: «وكيف حال سليم، ولماذا لم يأتِ معك؟»
فارتبك حبيب قليلًا ثم أجاب بقوله: «هو بخير والحمد لله ولا ينقصه غير مشاهدتك. وقد جئت إلى الإسكندرية فجأة قبل أن أقابله، ولولا ذلك لجاء معي.»
فتنهدت مرة أخرى وأطرقت ولم تُجب.
وأدرك حبيب سر إطراقها وسكوتها فازداد ارتباكه، ولم ينقذ الموقف إلا دخول السيدة التي فتحت له الباب، وقد وضعت قبعتها على رأسها متهيئة للخروج، وقالت لأم سليم: «اسمحي لي أن أنصرف الآن؛ إذ لا بد لي من ذلك، وسأتمم الأمر الذي اتفقنا عليه نيابةً عنك، فكوني مطمئنة.»
فقالت والدة سليم: «بورك فيك يا عزيزتي ولا حرمنا الله من فضلك.» ثم نهضت وودعتها حتى الباب الخارجي، وعادت بعد ذلك إلى حبيب، وأخذت تكرر تحيته والترحيب به إلى أن قالت: «لعلك قادم من السفر الآن فقط؟» فقال: «نعم، وقد جئت من المحطة إليكم رأسًا.»
فسكتت وأطرقت مفكِّرة، كأنها تحاذر أن تقول شيئًا. ثم رفعت رأسها فإذا بالدموع تنهمر من عينيها، وقالت: «وماذا صنع سليم مع فتاته وأهلها؟»
فتجاهل وقال: «أية فتاة يا سيدتي؟»
فقالت: «الفتاة التي أحبها وكتب إليَّ بأن أوافيه في القاهرة لإتمام خطبتها.»
فقال وهو يجاهد لإخفاء ارتباكه: «وهل اعتزمت إجابة طلبه؟»
فقالت: «كلا. بل كتبت إليه بأنني غير موافقة على خطبة تلك الفتاة.»
فقال: «ولماذا؟ هل عرفت الفتاة من قبل؟»
فتنهدت وقالت: «لم أرها ولا أحب أن أراها، وكفى ما سمعته عنها ممن عرفوا دخائلها ووقفوا على سيرتها. ولولا أن قيضهم الله لإخباري بأمرها وأمر أسرتها في الوقت المناسب لانسقت مع سليم في تيار خداعهم واحتيالهم.»
فأدرك حبيب صدق ما ظنه من أن عدم موافقتها على خطبة سلمى لسليم لم يكن إلا لوشايات كاذبة، وأراد أن يعرف من هم أصحاب هذه الوشايات فقال لها: «لكن يا سيدتي أنت تعرفين تعقل سليم وأنه ليس ممن ينخدعون بسهولة. فلعل ما سمعته عن الفتاة وأهلها من سواه غير صحيح.»
فقالت: «كلا يا بني، إن السيدة وردة التي رأيتها هنا الآن هي التي تفضلت مشكورة فكشفت لي حقيقة ذلك الأمر، وهي سيدة عريقة الأصل وتحبنا محبة صادقة، ولولا تعزيتها لي، وملازمتها إياي منذ وقع الجفاء بيني وبين سليم بسبب تشبثه بخطبة تلك الفتاة، رغم نصحي له بتركها، لقضيت حسرة وغمًا.»
وكان حبيب قد نفر قلبه من وردة منذ وقع نظره عليها وهي تفتح الباب له، لما لاحظ عليها من التبرج والخلاعة، فأدرك أنها سبب كل ما حلَّ بسليم وسلمى من الشقاء، وأنها لا بد قد رمت بوقيعتها ونميمتها إلى غرض خاص. ثم أراد أن يتحقق ذلك فقال: «هل السيدة وردة هذه من القاهرة؟»
فقالت: «إنها تقيم بالإسكندرية منذ سنين، ولكنها تعرف كثيرًا من العائلات في القاهرة، ولها أملاك هناك ورثتها عن المرحوم زوجها هي وابنتها الوحيدة.» قالت ذلك وتنهدت، فرجح حبيب أن وردة سعت في إفساد علاقة سليم بسلمى، لكي تزوجه بابنتها، وقال لوالدته: «هل ابنتها هذه متزوجة أم لم تبلغ سن الزواج بعد؟»
فعادت والدة سليم إلى التنهد، وقالت: «هي شابة في غاية الجمال والكمال، وقد خطبها كثيرون من أبناء العائلات الكبيرة الغنية، لكن والدتها كانت عند حسن ظني بصداقتها وإخلاصها لنا فلم تقبل أحدًا منهم.»
فتحقق حبيب صدق ظنه ولكنه تجاهل، وقال: «ولماذا لم تقبل زواج ابنتها من أولئك الشبان الأغنياء أبناء العائلات الكبيرة، وما علاقة هذا بصداقتها وإخلاصها لكم؟»
فقالت: «لا أخفي عليك أنها كانت قد تفضلت ووعدتني بقبول سليم زوجًا لابنتها، وأنت تعلم أن سليمًا ليس له إيراد إلا ما يأتيه من عمله في المحاماة، وهو ما زال مبتدئًا فيها، فزواجه من إميلي ابنة السيدة وردة يجعله صاحب التصرف في ثروتهما الكبيرة فيريحه هذا من عناء الاهتمام بأمر المعيشة ويصبح من الوجهاء. وقد كنت معتزمة مخاطبته في هذا الأمر بعد أن تحققت محبة الفتاة ووالدتها له، ولكنه فاجأنا بأمر تعلقه بتلك الفتاة الأخرى التي وقع في حبائلها. وكتبت إليه محذرة منذرة لكي يقطع صلته بها مبينة له ما علمته عن سيرتها السيئة ودناءة أصلها، لكنه وا أسفاه! لم يستمع لنصحي وتحذيري، ونسي جهادي في سبيل تربيته وإخلاصي في السعي لإسعاده، وقد آليت على نفسي ألا أرضى عنه ما لم يرجع إلى رشده ويترك تلك الفتاة، ويقترن بإميلي التي لن يظفر بزوجة في مثل جمالها وعراقة أصلها وغناها، فضلًا عن اتفاقي مع والدتها على ذلك ورفضها عشرات الخطاب الآخرين مراعاة لهذا الاتفاق.»
فقال حبيب: «أرجو أن تصغي جيدًا لما سأقوله يا سيدتي، وأن تحكِّمي عقلك لا عاطفتك؛ فالأمر جِد خطير كما سأبين لك.»
فدققت النظر إليه مندهشة، وقالت: «إني مصغية إليك يا ولدي، فقل ما تريد.»
قال: «إنك ارتبطت مع صديقتك السيدة وردة في شأن خطبة ابنتها لسليم دون أن يعلم بشيء من ذلك. وكما أنك تستنكفين ألا تتم هذه الخطبة، لا شك في أنه يستنكف ألا يفي بوعده للفتاة التي أحبها، ولا سيما أنه ارتبط بوعده لها وهو لا يعلم شيئًا مما اتفقت عليه في شأن الفتاة الأخرى.»
فقالت: «لقد كتبت إليه بما علمته من أمر الفتاة التي وقع في شِراكها، وكان عليه أن يستمع لمشورتي؛ لأني أمه ولا يمكن أن أشير عليه إلا بما فيه خيره وسعادته.»
قال: «لا أريد أن أقول إنك كتبت إليه بعد أن تمكن الحب من قلبه وصار من الصعب عليه أن يتخلص من ذلك الحب. ولكني أقول إن صديقتك السيدة وردة لم تكن خالية من الغرض حين أوغرت قلبك على الفتاة التي أحبها سليم، فمن مصلحتها طبعًا ألا يستمر هذا الحب لكي يتم ما اتفقتما عليه من زواج سليم بابنتها.»
قالت: «إن إميلي جميلة مثقفة غنية وأمامها عشرات الخطاب كما ذكرت لك، وهم جميعًا أغنى وأحسن مركزًا من سليم. فلو أن صديقتي السيدة وردة كانت لا تبغي سوى مصلحتها ومصلحة ابنتها، لانتهزت الفرصة وزوَّجتْها من أحد أولئك الخطَّاب الوجهاء الأغنياء، ولكنها في الواقع حرصت على مصلحة سليم، وتعبت كثيرًا في سبيل إنقاذه من تورطه في حب فتاة القاهرة، وهي التي تولَّت إرسال الخطابات إليه باسمي في ذلك الشأن لأني لا أعرف الكتابة. وأسأل الله أن يجزيها عنا خير الجزاء فهي حقًّا مثال المروءة والوفاء.»
•••
كانت الخادمة قد جاءت بالقهوة وقدمتها لحبيب، فشربها ثم قال لوالدة سليم: «اسمعي يا سيدتي، إني مثلك لا أريد إلا ما فيه الخير والسعادة لسليم، وما جئت من القاهرة اليوم إلا لأبحث معك هذا الأمر. وأنا أؤكد لك أن كل ما سمعته عن الفتاة التي أحبها في القاهرة وسوء سيرتها ووضاعة أصلها ليس له من الصحة أدنى نصيب، وإنما هو محض كذب وافتراء، فهي من أطهر الفتيات وأطيبهن عنصرًا، ولم يحبها سليم إلا لما لمسه فيها من الخلال الحميدة. وسأطلعك الآن على سر وقعت عليه مصادفة دون علم سليم، وفيه ما يكفي دليلًا على شرف تلك الفتاة وعزة نفسها ونبل أخلاقها.»
فقالت: «ما هو هذا السر؟»
قال: «إن سليمًا لم يطلعها على الخطابات التي أرسلتها إليه في شأنها، أو أرسلتها إليه السيدة وردة باسمك. ولكنها وقع في يدها اتفاقًا أحد تلك الخطابات، فعلمت أنك غير راضية عنها، وأنك لن ترضي عنه إن استمر في علاقته بها، فهل تعلمين ماذا صنعت بعد ذلك؟»
قالت: «لا أعلم طبعًا، فماذا صنعت؟»
قال: «كتبت إليه مؤكدة له أنها رغم شدة حبها إياه، لا يسعها قط أن تكون سببًا لوقوع الجفاء بينه وبين والدته، ولا سيما بعدما علمت منه بما عانيت في سبيل تربيته؛ ولذلك أحلَّته من جميع العهود والوعود التي ارتبطا بها، لتتيح له النزول عند رغبتك.»
فعجبت والدة سليم من ذلك الأمر وكادت ألا تصدقه، فقالت له: «أحق ما تقول يا حبيب؟»
فقال: «أقسم لك يا سيدتي أني لم أقل لك إلا الحق، فتصوري الآن كيف ضحَّت الفتاة بسعادة قلبها في سبيل إعادة المياه إلى مجاريها بينك وبين سليم، ثم قارني بين تضحيتها ونبلها وعزة نفسها، وبين تهافت السيدة وردة على تزويج ابنتها من سليم، رغم ما تزعمه من كثرة خطابها وأنهم جميعًا من الوجهاء الأغنياء، ورغم علمها بأنه يحب فتاة أخرى غير ابنتها.»
فسكتت والدة سليم قليلًا ريثما أدارت الأمر في ذهنها، وقرأ حبيب في وجهها أمارات التردد، ثم قالت له: «ألا يجوز أن تكون الفتاة قد كتبت إليه ذلك الخطاب إمعانًا في المكر والخداع، لتبرهن له على شدة إخلاصها في محبته ورغبتها فيما يسعده ويرضيه؛ كي يزداد تعلقًا وهيامًا بها؟ لقد سمعت أنها بارعة في الحيلة والدهاء!»
فقال: «ما هذا الذي تقولين يا سيدتي؟ إن المكر والدهاء والاحتيال وما إلى هذه الصفات لا يمكن إلصاقها بفتاة نقية طاهرة كهذه، ضحَّت بسعادتها ومستقبلها حتى لا تفرق بين حبيبها ووالدته. وإنما الأَولى بهذه الصفات من تطلق لسانها بغير الحق وتنهش أعراض الناس بالباطل، لكي تحقق أطماعها الخاصة.»
فتنهَّدت وأطرقت قليلًا، ثم رفعت رأسها ومسحت بمنديلها دمعة ترقرقت في عينيها، وقالت: «إنني حائرة يا ولدي، وقد زدتني حيرة بما سمعته منك الآن. والحق أني كنت قد يئست من إقناع سليم بترك الفتاة التي أحبها. وخاطبت السيدة وردة في ذلك حين جاءتني اليوم، فأشارت عليَّ بإرسال خطاب آخر إلى سليم تدعوه فيه إلى الحضور إلى هنا في أقرب وقت، لعلنا نستطيع إقناعه بالحديث معه وجهًا لوجه. وقد انصرفت على أن تتولى كتابة هذا الخطاب وإرساله إلى سليم بالنيابة عني كعادتها، وأحسب أنها أتمت هذه المهمة عقب خروجها.»
فقال: «فلتكتب إليه ما شاءت، فهو لن يحضر الآن.»
فدهشت وسألته: «ولماذا لا يحضر؟»
قال: «لأنه لا يستطيع ذلك بسببك يا سيدتي.»
فازدادت دهشتها وقالت: «بسببي أنا؟ لعله لا يريد أن يراني حتى لا يغضِب حبيبته؟!»
فقال: «كلا يا سيدتي، إن لقاءك أعز أمنية له ولا شك، ثم هو لم يقابل الفتاة منذ تلقى خطابها الأخير، ولو أنه كان لا يعنيه رضاك، ما أتعب نفسه في محاولته إقناعك بوجهة نظره وببطلان التهم التي وجَّهتِها إلى الفتاة، وقد كان في استطاعته أن يعقد خطبتها رسميًّا قبل ذاك.»
قالت: «إذن لعله مشغول ببعض القضايا التي لا يمكن تأجيلها؟»
فهز حبيب رأسه أسفًا وقال: «ليس هذا أيضًا ما يمنعه من الحضور، ولكنه …» وسكت دون أن يتم عبارته.
فأجفلت وتجلَّى القلق في وجهها وقالت: «لعله مريض؟»
فقال: «نعم يا سيدتي هو الآن طريح الفراش، ولكن ليطمئن قلبك فلا خطر عليه، وهو عندنا بمنزلنا في حلوان، ووالدتي وشقيقتي تتعهدانه بكل رعاية وعناية.»
فلم تتمالك من النهوض من مقعدها ودقت صدرها بيدها فزعًا وجزعًا وقالت باكية: «سليم ولدي مريض؟ وا حسرتاه!»
فنهض حبيب، وأمسك بذراعيها داعيًا إياها إلى الجلوس قائلًا: «لا داعي للجزع يا سيدتي، فهو لا يشكو سوى حمى خفيفة أصابته بسبب كدره وحيرته بينك وبين خطيبته. وقد أفاده الدواء الذي وصفه له الطبيب ولا يلبث أيامًا حتى يسترد عافيته كاملة.»
فجلست إجابةً لطلب حبيب، ولكنها لم تنقطع عن البكاء والنحيب وهي تردد قولها: «سليم مريض؟ آه يا ولدي العزيز!»
وأخيرًا نهضت فجأة وهي تقول: «هلم بنا إلى القاهرة، لا تؤاخذني يا عزيزي حبيب فأنت بمنزلة ولدي، ولا بد لي من السفر.»
وسكتت هنيهة مفكرة ثم قالت: «لقد ذهب فؤاد وقرينته للغداء عند أسرتها. ولا شك في أنه سيتأثر كثيرًا حين يعلم بحضورك وسفرك دون مقابلته، ولكن يكفي أن تترك له ورقة تنبئه فيها بحالة سليم وبأننا عجلنا بالسفر للاطمئنان على صحته.»
فقال حبيب: «إنني سعيد جدًّا باعتزامك السفر معي لرؤية سليم؛ لأن هذا سيعجِّل شفاءه ويرد إليه مرحه وسعادته. وسنستقل قطار الليل إلى القاهرة بإذن الله. وإلى أن يحين موعد السفر أكون قد أنجزت بعض المهام في المدينة وعدت إلى هنا لمقابلة أخي فؤاد ثم اصطحابك إلى القاهرة.»
ثم نهض وقبَّل يدها مكررًا تأكيده أن صحة سليم لا تدعو إلى أي قلق، وخرج مشيعًا بدعواتها الطيبات.
ولما عاد بعد حوالي ساعتين كان فؤاد قد عاد إلى المنزل فتعانقا وتبادلا التحيات. ثم جلسا يتحدثان في شأن سليم وغير ذلك حتى حان موعد العشاء، فتناولوه جميعًا، ثم أعدَّت والدة سليم حقائبها للسفر مع حبيب، واستقلَّا عربة من المنزل حتى المحطة مودعين من فؤاد وقرينته ووردة بأطيب التمنيات.
وعلم حبيب من والدة سليم وهما في القطار أن وردة أظهرت جزعًا شديدًا حين أنبأتها بمرض سليم واعتزامها السفر إلى القاهرة لرؤيته والاطمئنان عليه. وطلبت إليها أن تخفي نبأ مرضه على ابنتها إميلي زاعمة أنها ربما تموت حزنًا وغمًّا إذا علمت بذلك.