الفستان الجديد
«نحن جميعُنا مثل ذُبابات تحاول أن تَزحف فوق حافة الصحن. هكذا فكَّرَت «مايبيل»، وراحَت تكرِّر تلك العبارةَ كما لو كانت ترسم علامةَ الصليب على صدرها، وتُتمتِم كما لو أنها كانت تحاول أن تكتشفَ تعويذةً ما لتُوقفَ بها هذا الألم، لكي تجعلَ هذا الوجعَ المبرحَ محتمَلًا.»
مجموعةٌ قصصية كلُّ قطعة فيها كأنها فرَسٌ حَرُونٌ لا يمكن توقُّع خطواته القادمة؛ فبِجُموحٍ صَوْغي، ورُعونةٍ لُغوية، وتهشيمٍ للجملة والحدَث، تَنقلك «فرجينيا وولف» إلى عالَمٍ سرديٍّ لا يعتمد على الحَبكة والحكاية بقدرِ ما يعتمد على التجريب الجامح الذي لا يَعتدُّ بالحدَث ولا بالشيء، بل بأثرِ هذا الحدَث على ذلك الشيء. كما تعكس المجموعةُ عالَم «فرجينيا وولف» الأدبي والخاص؛ ففي قصة «المرأة في المرآة» تتجلَّى تيمةُ الالتفاف في الضمائر؛ وفي قصة «الفستان الجديد» تتجلَّى تيمتَا التداعي الحر للأفكار والمونولوجِ الداخلي، وهما من سمات تيار الوعي؛ وفي قصة «لقاء وفراق» تتوسَّل مشاعرها الخاصة لتبُثَّها أحيانًا في مشاعر شخوصها، إذ تحكي عن الرعد وما يُسبِّبه لإحدى بطلات القصة من فزع وخوف؛ وفي قصة «الأرملة والببغاء» استخدمَت موجوداتٍ من حياتها الخاصة، مثل اسمِ زوجها «ليونارد وولف» واسمِ النهر الذي ألقَت بنفسِها فيه مُنتحِرةً عام ١٩٤١م.