الرسالة الثلاثون١
يا أخي:
كان للإنجيل المقامُ الأول في مؤاساتي على فقْدِك، وهو الذي قوَّاني على احتمال خطبك بصبرٍ جميلٍ.
إن الآية القائلة: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتْعَبِين والمثْقَلِين، وأنا أُريحكم» حوَّلَتْنِي بكليَّتي شطر الإنجيل، الذي اتخذته سميري في أشد أيامي يأسًا، وأكثر ساعاتي شؤمًا.
يا أبتاه اغفر لهم؛ لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون.
فشعرت عند تلاوتها كأن المسيح العظيم ظَهَرَ أمامي، حاملًا صليبه وأوجاعه المبرِّحة، وأخذ يُلقي عليَّ أمثولة الغفران والرحمة والمحبة، فوقفت ذاهلًا أمام هذه التضحية النادرة المثال، وتجاه هذا العفو الكامل.
ثم عاهدت نفسي بأن أغفر لكل من يسيء إليَّ، وأحسن إليه قدر إمكاني، أسوةً بالمسيح العظيم الذي أراحني في إنجيله من أحزاني، وانتشلَني من وهدة بلواي؛ لأنه نَفَحَ فيَّ حُبَّ التضحية واحتمال المكاره.