الرسالة الثانية والثلاثون١
يا أخي:
أنا منذ وفاتك أبحث في عقيدة مناجاة الأرواح، وحتى الآن لم أزل مُرْتَابًا في صحة هذه العقيدة.
لقد طالَعْتُ مُجْمَل ما كتبه العلماء الروحيون في هذا الموضوع أمثال: كونان دويل، وأوليفر لودج، وفلا سريون، وغيرهم الذين يُعَدُّونَ من جهابذة العلماء وفحول الأدباء، وتَلَوْتُ بعض الرسائل الروحية التي يَعْتَقِدُ بها الروحيون أنها بُعِثَتْ من عالم الروح إلى عالم المادة.
فشعرت في خلال تلاوتها بتعزيةٍ دخلت في نفسي، ولكني لم أشْعُرْ بإيمانٍ راسخٍ.
يا أخي، أنا كتومَا الرسول، لا أصدق دون أن أنظر بعيني وألمس بيدي، فهل لك قدرةٌ بأن تعمل كالمسيح، الذي يقول عنه الإنجيل أنه ظَهَرَ لتوما وقال له: «هات أصبعك إلى ها هنا، وعايِنْ يديَّ، وهاتِ يدك وضَعْها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ، بل مؤمنًا.»
فهل لك بأن تريني نفسك ولو مرةً واحدة، كما أرى المسيح نَفْسَه لتلميذه، وأن تُدْلِي إليَّ عن كيفية مناجاتك؟
يا أخي:
إني أعتقد اعتقادًا تامًّا بأن الجسر الذي يُعْقَد ما بين العالمين: الروحي والمادي، عقدًا حقيقيًّا واضحًا لم يُتِمَّ العقلُ البشري بناءَه حتى الساعة، إنه — لعمري — لم يَزَلْ جسرًا خياليًّا مرسومًا على تلافيف الأدمغة البشرية، لا جسرًا حقيقيًّا موجودًا تعبره الأرواح من كراتها والماديون من أرضهم، فيتكالمون ويتناجَوْن.
فهل لك الآن بأن ترشدني إلى بناء هذا الجسر لأَعْبُر إليك، وأكتشف للناس حقيقة العالم الروحي وطريق مناجاته؟!