معقول نسيت
مش ده شارعنا اللي فيه بيتنا القديم؟
معقول نسيته ولَّا رافض أمشي فيه؟!
رِجلَيَّ ليه خايفة كدة؟
والخطوة ليه متهددة؟
كل الوشوش ماعرفتهاش!
فيه اللي راح وفيه اللي عاش!
حاسس بتوهة وسط شارع كان طويل،
البيوت فيه كانت قديمة مزنَّقة،
وحيطانها عاملة زي ليل،
على كل ناحية ناس كتير،
وكلام وصوت عالي وعويل،
وكأني بينهم شيء غريب!
رصْداني منهم ألف عين،
نظرات وهمس وهمهمة!
والكل يسأل: مين أنا؟
الخوف ملاني جريت؛
بذِكْرى فقدتها،
ورسمت شارع في الخيال!
ورسمت بيت مليان عيال!
وسمِعت صوت أمي،
وزوِّدت الخيال!
ورجعت تاني ألملم الخوف اللي طال،
وعرفت يومها معنى إني أعيش هدَر،
عمري اللي فات كان لعبة في إيدين القدر!
والذكرى كانت حلم مليان بالأنين!
ماشيين مع الأيام ومش عارفين لفين!
وما بين حنين بيشدِّنا،
نتحدى لحظة ضعفِنا،
ونغمِّي عينَّا عشان نعيش،
مع عمر هازماه الحياة!
وفي النهاية مانلاقيش؛
غير كسوة تاني تضمِّنا،
وسلام سريع ودموع وآه،
ويقولوا كان ويقولوا ياه!
عدِّت وكانت دي الحياة!