الوسطية في القرآن كموقف مزدوج
القرآن له موقف مزدوج من التوسط لا الوسطية، حتى لا تصبح مفهومًا يكثر تداوله فيصبح حقيقةً
ثابتة لا موقفًا يمكن تفسيره طبقًا للظروف. فالقرآن أحيانًا يعبر عن الموقف الوسطي
الذي سبق
التعبير عنه. وأحيانًا أخرى يرفض الوسطية ولا يقبل إلا الطرف في مقابل طرف آخر، الحق
في
مواجهة الباطل لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (الكافرون: ٦)،
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ
كَانَ زَهُوقًا (الإسراء: ٨١)، (الأنبياء: ١٨). والذي يحدِّد أحدَ الخيارَين هو الموقف. ففي موقف
الائتلاف الوطني يتنازل كلُّ طرف عن جزء من الحد الأقصى ويقترب من الحد الأدنى كما
يفعل
الآخر. فيقترب من الحدَّين الأدنيَين. وهو الموقف الذي تبنَّاه العربُ دائمًا قبل
الإسلام
وبعده، منذ أيامِ ضمِّ الرسول «الصادق الأمين»، قبل البعثة، القبائلَ العربيةَ، وجعلِه
كلَّ
قبيلةٍ تُمسك بطرف من عمامته، وحملِه هو الحجرَ الأسودَ بيده، ووضعِه في مكانه في
حائط
الكعبة.