مدخل معاصر إلى فلسفة العقل
«تتضمَّن فلسفة العقل هذه الأيامَ مكوِّنًا تجريبيًّا مهمًّا، وكثيرٌ من فلاسفة العقل يرَون أنفسَهم «علماءَ معرفيين» (إدراكيين)، ويُصِرُّون على أن يُباعدوا بين مَساعيهم وبين غايات التقليد الفلسفي الذي يفرِّق بحِدَّة بين العلم والفلسفة، آملين أن نستبدل بالتأمل الميتافيزيقي المنفلِت نظرياتٍ مستضيئةً بالعلم.»
يتناول هذا الكتاب أنطولوجيا العقل، منطلِقًا من قناعةٍ مُفادها أن المسائلَ العقلية مسائلُ ميتافيزيقية، فيتناولها الكتاب من خلال استعراضِ التصوُّرات الحداثية للعقل، التي قدَّمتها أهمُّ النظريات الفلسفية، ويأتي على رأس هذه التصوُّرات التصوُّرُ الثنائي ﻟ «ديكارت»، الذي يقسِّم العالَم إلى جواهرَ عقلية وجواهرَ مادية. وفي مقابل التصوُّر الثنائي الديكارتي، يأتي المذهب السلوكي ونظرية الهُوِية؛ فيرى السلوكيون أن الدعاوى عن العقل يمكِن أن تُحلَّل إلى دعاوى عن سلوك واستعدادات، ويرى أنصار نظرية الهُوِية أن حالات العقل حالاتٌ داخلية لكائنات فاعلة تمتلكها. يتناول الكتاب أيضًا المذهب الوظيفي باعتباره الخَلَف التاريخي للمذهب السلوكي ونظرية الهُوِية، ويستعرض كذلك تصوُّرات أخرى لبعض الفلاسفة المعاصرين، مثل «دونالد ديفيدسون» و«دانييل دينيت».