اغتيالات للذكرى
«استجاب للإشارة مئاتُ المسلمين المتناثرين في المقاهي وأمام واجِهات المحلات وفي الشوارع المجاوِرة للبولفار، فاكتسحوا قارعة الطريق، وتشكَّلت المظاهَرة في دقائق. ومن تحت المَعاطِف، خرجت لافتاتٌ صُنعت على عجَل. وبعيدًا، أخذ بعضهم يفرد لافتة «لا لحظر التجوُّل». احتلَّت مجموعة من النساء الجزائريات — بزيِّهنَّ التقليدي — مقدمةَ المظاهَرة، وهنَّ يطلِقن أصواتًا حادة يسميها الفرنسيون «يو-يو».»
شهدت باريس ليلةً دامية في ١٧ أكتوبر ١٩٦١م؛ إذ نظَّم جزائريون فرنسيون مظاهَرةً احتجاجًا على قرار حظر التجوُّل الصادر ضد مسلِمي فرنسا والجزائر في باريس، فقمعَت الشرطة الفرنسية المظاهَرةَ بمذبحةٍ عُتِّم عليها، وخلَّفت وراءها أربعمائة قتيل فرنسي جزائري. جاءت هذه الرواية لتسلِّط الضوءَ على هذه المذبحة، وتهتكَ سِترَ هذا التعتيم، في قالبٍ أدبي يُعلي من قيمة الإنسان ويكشف بشاعةَ هذه الجريمة، وذلك من خلال التركيز على حياة ثلاثة أشخاص رئيسة شارَكوا في المظاهَرة، هم: «سعيد ميلاش»، وخطيبته «خيِّرة جيلانين»، ومدرس التاريخ «روجيه تيرو» الذي اغتيل أثناء عودته إلى بيته تاركًا خلفه زوجةً تحمل جنينَه. بعد مرور ٢١ عامًا يصبح ابن «روجيه» باحثًا في التاريخ ويبدأ البحث في هذه المذبحة، ولكنه يَلقى مصير والده!