الثقافة
نعني بالثقافة ما يشمل التربية في الأسرة وفي المدارس وفي الشوارع والمجتمعات، وأينما يكون الإنسان، وهي تختلف في الشرق عن الغرب من نواحٍ عدة.
منها اختلاف اللغة، فكل أمة تتعلم بلغة غير الأخرى، وكل لغة لها تأثير كبير في الأفكار والعادات وتكوين العقلية، فلو قارنَّا مثلًا بين اللغة العربية في العالم العربي، أو الأردية في الهند، أو الصينية في الصين، وبين اللغة الإنجليزية في بريطانيا أو الفرنسية في فرنسا، وجدنا أن كل لغة تطبع أهلها بطابع خاص، خصوصًا إذا فهمنا اللغة بمعناها الواسع حتى تشمل الأدب، فأدب كل أمة نتيجة بيئتها الطبيعية، ونظام حكومتها استبداديًّا كان أو ديمقراطيًّا.
ولغات الشرق عامة أقرب إلى بعضها منها إلى لغات الغرب، وكذلك الآداب إذ كانت بيئات أهل الشرق متقاربة وبيئات الغرب متقاربة أيضًا، وإن شئت فانظر إلى تأثير اللغة العربية والأدب العربي في العرب، تجد أن كثرة المديح والتزلف إلى المستبدين أثرا في أهلها، على حين نرى أن اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي أثرا في الإنجليز أثرًا كبيرًا غير ذلك. وقد أفاض الأستاذ «تين» الكلام في تأثير البيئة الطبيعية والاجتماعية في أدب كل أمة، من ذلك أن العرب خاصة والشرقيين عامة، أميَل إلى النظر في الماضي، والأوروبيون على وجه العموم أميل إلى النظر في الحاضر والمستقبل، ومن أجل ذلك نرى أهل اللغة الواحدة أقرب إلى التفاهم فيما بينهم، وذوي اللغات المختلفة متباعدون في التفاهم؛ ولذلك أيضًا لم يستسغ العرب في أيام مجدهم الأدب اليوناني، كما استساغوا المنطق اليوناني والفلسفة اليونانية؛ لأن الأدب العربي كوَّن مزاج العرب على نمط خاص يخالف الأدب اليوناني، وإنما استساغوا الفلسفة والمنطق اليونانيين لأنهما يناسبان كل عقل وكل مزاج.
يضاف إلى ذلك أن الثقافة في الشرق متأثرة بالتعاليم الدينية، في حين أنها في الغرب متأثرة بالعلم غالبًا، والثقافة الشرقية متأثرة بميل الشرقيين إلى التقليد، على حين أنها في الغرب أميَل إلى الابتكار، فلا بأس عند الغربيين أن يغيروا منهج التربية إذا أظهر البحث فساده، ويضعوا منهجًا جديدًا؛ ولذلك اعتاد الغربيون تربية أولادهم حسبما تثبته نظريات التربية الحديثة. أما التربية في الشرق فتكاد تكون تربية موروثة، قَل أن يدخل عليها تغيير.
والفرق بين الشرق والغرب يظهر بوضوح في برامج المدارس، فالناشئون يتعلمون النحو والصرف على أساس تعاليم سيبويه التي لم تتغير إلا قليلًا، ويتعلمون الطبيعة والكيمياء حسب النظام الغربي وهو كل يوم في تغير، وذلك مما يسبب الاضطراب في تكوين العقل. ومن الأمثلة على ذلك أيضًا المقارنة بين التعليم في الأزهر والتعليم في المدارس المصرية والتعليم في المدارس الأجنبية؛ فالأول يمثل التعليم في القرون الوسطى، والثاني يمثل الخليط بين طرق الشرق وطرق الغرب، والثالث يمثل مناهج الغرب البحتة.
ثم هناك فرق كبير بين الشرق والغرب، وهو كثرة عدد الأميين في الشرق وقلتهم في الغرب، وكثرة الأميين أو قلتهم تؤثران في مدى الثقافة، فالأبوان الأميان الشرقيان يملآن عقل الطفل خرافات وأوهامًا، وتسير الأم في رضاعته وتغذيته وتنظيفه حيثما اتفق، بينما الأم الغربية تكون في الغالب مثقفة إلى حد ما؛ فتتبع في تربية طفلها قواعد التربية، حتى لو كانت أمية تتعلم من وسطها ما يعوض أميتها.
وكما اختلفت الثقافة في الأوساط الشرقية، من متعلمين وأنصاف متعلمين وأميين، اختلفت الأمم الشرقية في درجة حضارتها، فهي في الحجاز غيرها في سوريا ولبنان ومصر، وهي في ذلك أشد اختلافًا من أمم الغرب.
كانت الثقافة إلى عهد قريب في الشرق مبنية على الدين بما دخل فيه من خرافات وأوهام، شأنه في ذلك شأن الحياة الاجتماعية على وجه العموم، ثم انضاف إلى الدين الشعور القومي، فأخذ الشرق يحتذي حذو الغرب في مثله العليا، ولا تزال الفكرة المؤسسة على الدين والفكرة المؤسسة على القومية متضاربتين، وقد تجد هذا التضارب في كل قطر من أقطار الشرق. قال خدابخش المسلم الهندي: «إن النشء الجديد في الإسلام يفكر تفكيرًا قوميًّا أكثر منه دينيًّا.» وكذلك انقسم المصلحون أيضًا قسمين: مصلحون يبنون إصلاحهم على الإصلاح القومي؛ كمدحت باشا وخير الدين التونسي، والسيد أمير علي، ومصلحون آخرون يؤسسون إصلاحهم على الدين كمحمد بن عبد الوهاب، فلما تغلغل أثر الغرب في الشرق، رجحت كفة القومية.
وعلى كل حال انتقل الشرق في ثقافته جملة انتقالات: فانتقل في أول الأمر على يد جماعة متنورين، تأثروا بالغرب وتعاليمه فأخذوا ينشرون تعاليمه بين قومهم، وكان من أول هؤلاء السيد أحمد خان في الهند إذ أنشأ مدرسة «عليكرة» على أساس غربي، وكما فعل محمد علي في مصر في تأسيس مدارس على النمط الأوروبي، وكان أول جيل من متخرجي هذه المدارس يعترف بتفوق أوروبا، وأمنيته الكبرى أن يجد مجتمعًا متقدمًا في الشرق له حضارته الخاصة تعادل حضارة الغرب، ولكن هؤلاء وجدوا أمامهم متعصبين محافظين لا يريدون أن يفسحوا المجال لهؤلاء المتقدمين، كما وقف أكثر رجال الأزهر أمام المدارس الحديثة، وكما وقفوا ضد ما كان يجريه طلبة الطب وأساتذتها على الموتى من تشريح، حتى اضطروا أحيانًا إلى أن يشرِّحوا الجثث في الخفاء، وقد استعان هؤلاء المحافظون بآراء كُتَّاب؛ كتولستوي ورسكن، شنوا الغارة على الثقافة الأوروبية، ولكن من حسن الحظ أن المعركة انجلت عن نصرة الأولين على الآخرين، فلما انهزموا اضطروا رغم أنوفهم على أن يسايروا الحركات التقدمية، فليس أحد يقول الآن بحرمة التشريح، ولا بضرورة التوضؤ من الميضة حتى يكون صحيحًا، وتطور الأدب القديم إلى الأدب الحديث، يحذو حذو الغرب أحيانًا، وأحيانًا ينفرد بشخصية شرقية حديثة خاصة به. حتى كان قصارى الأدباء المحافظين أن يقتبسوا من الأدب القديم أسلوبه ومن الأدب الحديث موضوعه، وأدرك المحافظون من الأدباء ما أدرك غيرهم، فانهزموا وتراجعوا.
وغلب تأثر الثقافة بالفكرة القومية، تقليدًا للغرب، وكلنا نعلم أن الغرب يعتمد في استعماره على هذه الفئات التي تمجِّد الغرب وتقتبس منه، علمًا منه بألا تفاهم إلا بوحدة الشرق، ومن أجل ذلك تسابق الإنجليز والفرنسيون في نشر ثقافتهم، لاعتقادهم أن من تثقف بلغة تعصب في الغالب لأمتها، ولكن خاب ظنهم أخيرًا؛ فإن من تثقف بالثقافة الأجنبية آمن بالحرية وكافح ضد الاستعمار وحاول التخلص بكل الوسائل من نير الأجنبي؛ ولذلك نرى أكثر الزعماء الوطنيين ممن تعلموا في البلاد الأجنبية كغاندي ونهرو والسيد أمير علي ومصطفى كامل ونحوهم.
كما استعان الغربيون أيضًا على الاستعمار بفئة الرجعيين؛ لأنهم في نظرهم يؤمنون بفكرة القديم على قدمه، ويودون إبقاء ما كان؛ من غير أن يحركوا ساكنًا، وهذا من غير شك يخمد النفس، ويبعدها عن الثورة ويمكن الاستعمار من تغلغله.
ومن أساليب الاستعمار العمل على نشر الجهل والأمية، فإن اضطروا إلى نوع من التثقيف اختاروا أبسط أنواع الثقافة، ومن أجل ذلك وقع الصدام بين اللورد كرومر والمتنورين من المصريين أمثال سعد زغلول وقاسم أمين، فكان اللورد كرومر يفضل نشر التعليم الأولي ويحارب التعليم الجامعي، والآخرون بالعكس لأن انتشار التعليم الأولي لا يضر الإنجليز ويمكِّن لهم في الأرض، وانتشار التعليم الجامعي يزلزل أقدامهم ويوجِد منارات يهتدي بها المواطنون.
وقد تراجع بعض المثقفين ثقافة غربية من الشرقيين؛ إذ رأوا في الثقافة الغربية عيوبًا وفي الثقافة الشرقية القديمة مزايا، ونادى بذلك بعض الغربيين أنفسهم خصوصًا بعد الحرب العالمية الأولى. وها نحن نسمع الآن نقدًا شديدًا من أعضاء اليونسكو على بناء التاريخ وتعليمه على الحروب وتمجيد أبطالها، ونادوا بإزالة ذلك كله وبناء تعليم التاريخ على الحضارة وانتشار العلوم، كما أدركوا أن الثقافة الغربية وإن تفوقت في الفن والصناعة والعلم، فهي خالية من الروح، وأن خيرًا للشرقيين أن يستمدوا من الغرب فنه وعلمه ويستمدوا من الثقافة القديمة روحها. وعلى الجملة فقد رفض الشرقيون التعاليم الغربية ككل، وربما ساعدهم على ذلك ما رأوا من التباين بين أقوال الغربيين، فكثيرًا ما ينادون بالمبادئ الإنسانية وقت الشدة وينسونها وقت الرخاء. فتعِد إنجلترا مثلًا الملك حسينًا باستقلال البلاد العربية بعد الحرب، وتتفق في نفس الوقت سرًّا مع فرنسا على تقسيم البلاد العربية إلى مناطق نفوذ بينهما، وإذا تغيب جندي بريطاني لسبب من الأسباب تنمر الإنجليز وهددوا، وإذا قتل الفرنسيون آلافًا من المراكشيين والمغاربة، لم يحركوا ساكنًا. كل ذلك أفقد الشرق الثقة في الغرب، وهم كما فقدوها في السياسة فقدوها في الثقافة؛ لأن الثقة لا تتجزأ.
وقد كان للبعثات البروتستانتية أثر كبير في إيقاظ الشرق؛ لأن مبشريها كانوا أول من نشر التعليم فيه، وكثير من قادة الرأي وزعماء الإصلاح تخرج على أيديهم، وقد كان المعهد الأمريكي في طهران مصنعًا تُصنع فيه الرجال، ويمكن تطبيق هذا على كافة المعاهد التبشيرية. وقد أدرك المبشرون أن التعليم ميدان فسيح للتبشير، وأمدتهم الشعوب وخصوصًا أمريكا بأموال كثيرة لتحقيق غرضهم فأخذوا ينشرون العلم بين الشعوب الشرقية، متخذين العلم وسيلة للتنصير. قال بعضهم: «إن أهداف المدارس والكليات التي تشرف عليها الإرساليات هو التنصير، حتى الموضوعات الدنيوية التي تُعلم فيها تحمل معها الآراء النصرانية.» واتخذوا من المدارس التي نشروها، كما قال بعضهم، أسفينًا؛ لأن التعليم أنفع وسيلة يستغلها المبشرون لتنصير الأفراد، واشترطوا في الأساتذة المدرسين أن يكونوا مسيحيين ما أمكن؛ لأن دين المعلم يؤثِّر ولو من طريق خفي في تلاميذه؛ ولذلك أيضًا ترفض المدارس التبشيرية أن تتقيد بالمنهج الرسمي للبلاد؛ لأن أهم ما تقصده التعليم الديني. وقد امتلأ المبشرون حماسة جعلتهم يتحملون أشق المتاعب في سبيل التبشير.
وكان العلم في أول الأمر قليل الانتشار في البلاد الشرقية، والكتب قليلة نادرة، فانتهز المبشرون هذه الفرصة، وأكثروا من المدارس التبشيرية، ونشرت تعاليم التوراة والإنجيل أول الأمر، فلما وجدتها لا تكفي درَّست التاريخ والجغرافيا بعد أن صبغتهما بالصبغة المسيحية، وحرَّفت حوادث التاريخ وأكثرت من الطعن في الأديان الأخرى، لتكرِّه الناس في دينهم وتحببهم في المسيحية. ورأوا أن من خير ما يساعدهم اجتهادهم في مدارس للبنات؛ لأنهن سيكنَّ بعد أمهات. وقد نشط المبشرون نشاطًا غريبًا أول الأمر حتى كان عدد التلاميذ في المدارس الأمريكية البروتستانتية في عام ١٨٩١ حول ١٥ ألف طالب، وفي سنة ١٩٠٩ كان للأمريكان وحدهم بالشام ١٧٤ مدرسة منتشرة في المدن والقرى، وافتتحوا كل فرع من فروع المدارس، من رياض الأطفال إلى التعليم العالي في الجامعات، فأنشئوا الجامعات في بيروت وفي القاهرة وفي استانبول، وأجبروا المسلمين على دخول الكنيسة في مدارسهم، فلما أضرب الطلبة قال قائلهم ما معناه «إننا نأخذ الأموال من المتبرعين بعاطفة نشر الدين، فإذا أبطلنا الدين من المدارس لم نجد من يتبرع له».
ولكن لم ينجح المبشرون كثيرًا في نشر الدين المسيحي مع كثرة ما بذلوا، خصوصًا بين المسلمين، فقد يمر العام أو العامان حتى يتنصر مسلم واحد.
ووضع المبشرون كذلك أنفسهم لخدمة السياسة، فالمبشرون الأمريكيون يبشرون بأمتهم، وكذلك الإنجليز والفرنسيون.
وقد ارتابت تركيا في حركات التبشير، فراقبت حركاتهم وضيقت عليهم، وخصوصًا اليسوعيين؛ لأنهم يعملون للسياسة الفرنسية، والبروتستانتية لأنهم يتراءون وراء العلم البريطاني، وكانوا كلما وجدوا صعوبة لجئوا إلى قناصلهم، فما وسعها إلا أنها منعت الأطفال من دخول مدارس المبشرين، وجعلت التعليم في هذه المدارس قاصرًا على المسيحيين، وأخيرًا في عام ١٨٨٨ أغلقت الدولة العثمانية مدارس المبشريين الأمريكيين بتاتًا.
ومن أعمال المبشرين خلقهم في البلاد التي هم فيها أسبابًا تثير الفتن وتؤدي إلى الحروب، حتى بين الأمم الغربية بعضها وبعض.
ومما يؤسف له أن أكبر عداء المبشرين إنما هو للمسلمين؛ حتى إن عداءهم في هذا الباب أكثر من عدائهم للوثنيين، ويظهر أن السبب يعود بعضه إلى ما كان في الحروب الصليبية، وبعضه إلى ما في الإسلام من حث على الجهاد وعدم الخضوع للأجنبي. على كل حال ومع كل هذا الفساد، كان للمبشرين فضل في نشر التعليم.
وفي بدء القرن العشرين كان في الشرق نظامان للدارسة يسيران جنبًا إلى جنب؛ النظام المحلي في الدول الإسلامية والهند والصين؛ إذ كوَّن الرجال الدينيون الكلاسيكيون أسسًا للتعليم من أول مراحله إلى آخره، فكان يمثل ذلك الكتاتيب حتى الأزهر قبل التغيير الجديد، والنظام الحديث وكان مبعثه الجاليات الغربية، والاستعمار الأجنبي، وهذا النظام يقضي بوجوب تعليم لغة أجنبية واتخاذها لغة للتعليم بأكمله، ولم يهتم بالثقافة المحلية إلا قليلًا. وكان النظامان منفصلين، ولم يستطيعا أن يحققا الأغراض الاجتماعية والسياسية التي ظهرت على ممر الأزمان، فكانا يفقدان القدرة على اجتذاب الجمهور، حتى وُجدت أخيرًا محاولات ترمي إلى مزج النظامين، فتجد في المدارس الوطنية مقتبسات من القديم والجديد، ونظير ذلك ما حدث في اللغة، فقد أُدخل فيها كلمات حديثة، كما فعلت أوروبا في العصور الوسطى، وعن طريق إدماج بعض الكلمات أمكن اللغات الأدبية أن تساير النهضة الأوروبية، وقد حدث هذا في كل لغة شرقية تقريبًا.
فاللغة التركية مثلًا كانت قد امتلأت بالكلمات العربية والفارسية وتأثرت بالآداب الإسلامية ولكن بالنعرة القومية حذفت اللغة التركية كثيرًا من الألفاظ العربية والفارسية وتقربت للغة الشعب، وكادت الكتاتيب التي على النمط القديم أن تتلاشى، وحل محلها مدارس على النمط الحديث، والأزهر في مصر الذي كان يذكرنا دائمًا بالتعليم في القرون الوسطى أصبح يقلد الجامعات الحديثة في إدخال العلوم الحديثة، وفي نظم الإدارة، ونادى منادون بتغيير لغة الكتابة، وإحلال الحروف اللاتينية محل العربية، وعلى الجملة فقد أصبحت الحالة في الشرق تمر بمحنة خطيرة، ونلاحظ أن الجديد دائمًا يكتسح القديم، وربما كان نتيجة هذا الكفاح بين القديم والجديد محاولة المزج بينهما وإرضاء للمعسكرين، وهكذا الشأن في المسائل الاقتصادية والاجتماعية، فكما وجدت الثنائية في الثقافة، وجدت في أكثر مرافق الحياة، كالقضاء بين محاكم شرعية ومحاكم وطنية، والأدباء بعضهم يحتذي حذو الأدب القديم، وبعضهم يحتذي حذو الأدب الأوروبي، وحتى الناس في ملابسهم بعضهم يلبس الملابس الأوروبية وبعضهم يلبس الملابس الوطنية، وقد نشأ من هذه الثنائية اختلاف في العقلية حتى يكادوا لا يتفاهمون، ويشيع مركب النقص عند أهل النظام القديم أمام أهل النظام الحديث، كما يشيع الشعور بمركب النقص عند أهل النظم الحديثة أمام الأوروبيين؛ لأنهم يدركون أنهم ليسوا إلا مقلدين.