أَنْتَ فِي حَيَاتِي
١
يبكي مِلءَ أحلامِهِ الصغيرة،
تضمُّهُ، يتماثلُ للهدوء،
تداعبُهُ، تغمرها منهُ — ولمَّا يَجفَّ الدمعُ — ضحكة.
أنتَ في حياتي تلكَ الضحكة.
٢
طَيْرَان أعجميَّان،
مُعتَصِبا العَينَيْن،
قَصِيصا اليديْنِ والرِّجليْن،
تلامَسَتْ — عَرَضًا — أنفاسُهُما،
فانصرفَتْ كلُّ حواسِّهما في إدراكِ مَذاقِ القُبْلة.
أنتَ في حياتي تلكَ القُبْلة.
٣
شَريدٌ في نفسِه،
شاردٌ عنها.
يلاحِقُهُ الليلُ،
ظُلمَةُ الجبَلِ المُقِيم،
ابتئاساتُ الغَيْمَاتِ،
بأسُ الأغيار.
لكنهُ … مُطْمَئِن!
أنتَ في حياتي ذلكَ الاطمئنان.
٤
مَوْتُورُ الخَفْقَةِ بالرَّجْفَة،
تَحُدُّكَ مِن كُلِّكَ وَحدَة.
وهُوَ الأوَّلُ؛
اللهُ،
يهَبُكَ الدِّفءَ الأوَّل،
يَتِرُ الرَّجفةَ بالرَّحمَة.
تراهُ،
فتركَعَ لهُ رَكعَةَ حُب.
أنتَ في حياتي تلكَ الرَّكعة.
٥
مُنجَرِدٌ … مُتجرِّدٌ،
مُهدَّمُ الجهاتِ الأربَع.
كَافٌّ عَنِ التصوِيبِ؛
يَمنةً/يَسرةً/إلى أسفَل.
يترفَّعُ:
هَلَّا نظَرتِ إليَّ كما أنظُرُ إليكِ!
تتخَفَّضُ،
تومِئُ إيماءةً فاخِرةً،
تتفَجَّرُ … عُيونًا …
مَطرًا،
غَمْرًا.
أنتَ في حياتي ذلكَ الغمر.